أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَوْفًا ، قَالَ : لا أَعْلَمُ إِلا أَنِّي سَمِعْتُ خِلاسًا ، يَقُولُ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ذَهَبَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ رَادَةً لأَهْلِيهِمْ ، فَأَخَذَهُمْ مَطَرٌ ، فَلَجَئُوا إِلَى غَارٍ ، فَوَقَعَ عَلَى فَمِ الْغَارِ حَجَرٌ ، فَسَدَّ عَلَيْهِمْ فَمَ الْغَارِ ، وَوَقَعَ مُتَجَافٍ عَنْهُمْ قَالَ : فَقَالَ النَّفَرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : وَقَعَ الْمَطَرُ ، وَعَفَّ الأَثَرُ ، وَوَقَعَ الْحَجَرُ ، وَلا يَعْلَمُ بِمَكَانِكُمُ الآنَ إِلا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَتَعَالَوْا فَلْيَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِأَوْثَقِ عَمَلٍ عَمِلَهُ قَطُّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَسَى أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ مَكَانِكُمْ ! قَالَ : قَالُوا : خُذْ يَا فُلانُ , قَالَ أحَدُهُمُ : اللَّهُمَّ ! إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ بَرًّا بِوَالِدَيَّ ، وَإِنِّي أَرَحْتُ غَنَمِي لَيْلَةً ، وَكُنْتُ أَحْلُبُ لأَبَوَيَّ ، فَآتِيهُمَا وَهُمَا مُضْطَجِعَانِ عَلَى فِرَاشِهِمَا حَتَّى أَسْقِيهِمَا بِيَدِي ، وَإِنِّي أَتَيْتُهُمَا لَيْلَةً مِنْ تِيكَ اللَّيَالِي ، وَجِئْتُ بِشَرَابِهِمَا ، فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا ، وَإِنِّي جَعَلْتُ أَرْغَبُ لَهُمَا فِي نَوْمِهِمَا ، وَأَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا ، وَأَكْرَهُ أَنْ أَرْجِعَ بِالشَّرَابِ ، فَيَسْتَيْقِظَا وَلا يَجِدَانِي عِنْدَهُمَا ، فَقُمْتُ مَكَانِي قَائِمًا عَلَى رُءُوسِهِمَا لِذَلِكَ حَتَّى أَصْبَحْتُ ، اللَّهُمَّ ! إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ إِنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا ، فَانْصَدَعَ الْحَجَرُ ، قَالَ الثَّانِي : اللَّهُمَّ ! إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أَحْبَبْتُ ابْنَةَ عَمٍّ لِي حُبًّا شَدِيدًا ، وَإِنِّي طَلَبْتُهَا إِلَى أَهْلِهَا ، وَإِنَّهُمْ مَنَعُونِيهَا ، وَإِنِّي لَمْ أَزَلْ عَنْهَا حَتَّى جَعَلْتُ لَهَا مَا رَضِيَتْ بِهِ بَيْنِي وَبَيْنَهَا ، ثُمَّ دَعَوْتُهَا ، فَخَلَوْتُ بِهَا ، فَقَعَدْتُ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنَ الْمَرْأَةِ ، فَقَالَتْ لِي : لا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلا بِحَقِّهِ ، قَالَ : فَانْقَبَضْتُ إِلَى نَفْسِي ، وَوَفَّرْتُ جُعْلَهَا وَنَفْسَهَا ، اللَّهُمَّ ! إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا ، قَالَ : فَازْدَادَ الْحَجَرُ انْفِرَاجًا . قَالَ الثَّالِثُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي عَمِلَ لِي عَامِلٌ عَلَى صَاعٍ مِنْ طَعَامٍ ، فَانْطَلَقَ الْعَامِلُ ، وَلَمْ يَأْخُذْ صَاعَهُ ، فَاحْتَبَسَ عَلَيَّ طَوِيلا مِنَ الدَّهْرِ ، وَإِنِّي عَمَدْتُ إِلَى صَاعِهِ فَحَرَثْتُهُ ، فَزَكَا ، فَمَا زِلْتُ أَحْرُثُهُ وَيَزْكُو حَتَّى اجْتَمَعَ مِنْ ذَلِكَ الصَّاعِ بَقَرٌ كَثِيرٌ ، وَشَاءٌ كَثِيرٌ ، وَمَالٌ كَثِيرٌ ، وَإِنَّ ذَلِكَ الْعَامِلَ أَتَانِي بَعْدَ زَمَانٍ يَطْلُبُ الصَّاعَ مِنَ الطَّعَامِ ، وَإِنِّي قُلْتُ لَهُ : إِنَّ صَاعَكَ ذَاكَ مِنَ الطَّعَامِ ، قَدْ صَارَ مَالا كَثِيرًا ، وَشَاءً كَثِيرًا ، وَبَقَرًا ، فَخُذْهَا ، فَإِنَّهُ مِنْ ذَلِكَ الصَّاعِ ، قَالَ : أَتَسْخَرُ ؟ قُلْتُ لَهُ : لا وَاللَّهِ ، وَلَكِنَّهُ الْحَقُّ ، قَالَ : فَانْطَلَقَ بِهِ يَسُوقُ ذَلِكَ الْمَالَ أَجْمَعَ ، قَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا ، فَانْفَلَقَ الْحَجَرُ ، فَوَقَعَ ، فَخَرَجُوا يَتَمَاشَوْنَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبُو هُرَيْرَةَ | أبو هريرة الدوسي / توفي في :57 | صحابي |
خِلاسًا | خلاس بن عمرو الهجري | ثقة |
عَوْفًا | عوف بن أبي جميلة الأعرابي / ولد في :60 / توفي في :146 | صدوق رمي بالقدر والتشيع |
الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ | معتمر بن سليمان التيمي / ولد في :106 / توفي في :187 | ثقة |
يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ | يحيى بن حبيب الحارثي / توفي في :248 | ثقة |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي | إسماعيل بن إسحاق القاضي | ثقة حافظ |
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ | محمد بن عبد الله الشافعي / ولد في :260 / توفي في :354 | ثقة مأمون |