أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ ، قَالَ : نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ ، قَالَ : نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو حَفْصٍ , قَالَ : نا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ مَشَايخِ أَهْلِ دِمَشْقَ ، قَالَ : " حَجَجْنَا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْفِهْرِيِّ ، فَهَلَكَ صَاحِبٌ لَنَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ عَلَى مَاءٍ مِنْ تِلَكِ الْمِيَاهِ , قَالَ : فَأَتَيْنَا أَهْلَ الْمَاءِ نَطْلُبُ شَيْئًا نَحْفِرُ له , فَأَخْرَجُوا إِلَيْنَا فَأْسًا وَمِجْرَفَةً , وَقَالُوا : نَحْنُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي تَرَوْنَ انْقِطَاعَهُ ، وَإِنَّمَا وُضِعَ هَذَانِ لِمِثْلِ مَا طَلَبْتُمْ , فَأَعْطُونَا عَهْدًا لَتَرُدُّونَهَا إِلَيْنَا فَفَعَلْنَا ، فَلَمَّا وَارَيْنَا صَاحِبَنَا نَسِينَا الْفَأْسَ فِي الْقَبْرِ ، فَأَعْظَمْنَا أَنْ نَنْبِشَهُ ، فَقُلْنَا : نُرْضِي الْقَوْمَ مِنَ الثَّمَنِ , فَأَتَيْنَاهُمْ فَأَخْبَرْنَاهُمُ الْخَبَرَ ، وَعَرَضْنَا عَلَيْهِمْ ثَمَنَ الْفَأْسِ ، فَأَبَوْا أَنْ يَقْبَلُوهُ ، وَقَالُوا : لَيْسَ نَجِدُ فِي مَوْضِعِنَا هَذَا مِنْهُ عِوَضًا , وَقَدْ أَعْطَيْتُمُونَا مَا قَدْ عَلِمْتُمْ ، فَرَجَعْنَا إِلَى الرَّجُلِ فَنَبَشْنَاهُ , فَوَجَدْنَاهُ قَدْ جُمِعَ عُنُقُهُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاهُ فِي حَلْقَةِ الْفَأْسِ , فَسَوَّيْنَا عَلَيْهِ التُّرَابَ وَعُدْنَا إِلَى الْقَوْمِ , فَأَخْبَرْنَاهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَى الْفَأْسِ سَبِيلٌ وَأَرْضَيْنَاهُمْ مِنَ الثَّمَنِ ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا ، جِئْنَا امْرَأَتَهُ فَسَأَلْنَاهَا عَنْهُ بِمَا كَانَ يَخْلُو بِهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ , قَالَتْ : قَدْ كَانَ عَلَى مَا رَأَيْتُمْ مِنْ حَالِهِ يَحُجُّ وَيَغْزُو ، فَلَمَّا أَخْبَرْنَاهَا الْخَبَرَ , قَالَتْ : صَحِبَهُ رَجُلٌ مَعَهُ مَالٌ ، فَقَتَلَ الرَّجُلَ ، وَأَخَذَ الْمَالَ ، قَالَتْ : فَبِهِ كَانَ يَحُجُّ وَيَغْزُو " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |