أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ : ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : ثنا شُعَيْبُ بْنُ بَكَّارٍ , عَنْ مُهَاجِرٍ الْبَرْذَعِيِّ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَزْدِيُّ ، قَالَ : ثنا سُحَيْمُ بْنُ الْعَلاءِ الْعَبْدِيُّ , عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ ، قَالَ : ثنا عِكْرِمَةُ ، قَالَ : كُنْتُ حَاضِرًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَجَاءَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبَّاسٍ أَخْبَرَنِي مَنِ الْقَدَرِيَّةُ فَإِنَّ النَّاسَ قَدِ اخْتَلَفُوا عِنْدَنَا بِالْمَشْرِقِ ! ! فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : الْقَدَرِيَّةُ قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ ، دِينُهُمُ الْكَلامُ ، يَقُولُونَ : إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُقَدِّرِ الْمَعَاصِي عَلَى خَلْقِهِ ، وَهُوَ مُعَذِّبُهُمْ عَلَى مَا قَدَّرَ عَلَيْهِمْ ، فَأُولَئِكَ هُمُ الْقَدَرِيَّةُ ، فَأُولَئِكَ هُمْ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ ، وَأُولَئِكَ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّينَ أَجْمَعِينَ ، فَلا تُقَاوِلُوهُمْ فَيَفْتِنُوكُمْ ، وَلا تُجَالِسُوهُمْ ، وَلا تَعُودُوا مَرْضَاهُمْ ، وَلا تَشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ ، أُولَئِكَ أَتْبَاعُ الدَّجَّالِ ، لَخُرُوجُ الدَّجَّالِ أَشْهَى إِلَيْهِمْ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا أَبَا عَبَّاسٍ ، لا تَجِدَّ عَلَيَّ ، فَإِنِّي سَائِلٌ مُبْتَلًى بِهِمْ ، قَالَ : قُلْ ، قَالَ : كَيْفَ صَارَ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ مَجُوسٌ وَهَذِهِ الأُمَّةُ مَرْحُومَةٌ ؟ قَالَ : أُخْبِرُكَ لَعَلَّ اللَّهَ يَنْفَعُكَ ، قَالَ : افْعَلْ ، قَالَ : إِنَّ الْمَجُوسَ زَعَمَتْ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا مِنَ الْهَوَامِّ وَالْقَذَرِ ، وَلَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا يَضُرُّ ، وَإِنَّمَا يَخْلُقُ الْمَنَافِعَ ، وَكُلَّ شَيْءٍ حَسَنٍ ، وَإِنَّمَا الْقَدَرُ هُوَ الشَّرُّ ، وَالشَّرُّ كُلُّهُ خَلْقُ إِبْلِيسَ وَفِعْلُهُ ، قَالَتِ الْقَدَرِيَّةُ : إِنَّ اللَّهَ أَرَادَ مِنَ الْعِبَادِ أَمْرًا لَمْ يَكُنْ ، وَأَخْرَجُوهُ عَنْ مُلْكِهِ وَقُدْرَتِهِ ، وَأَرَادَ إِبْلِيسُ مِنَ الْعِبَادِ أَمْرًا ، وَكَانَ إِبْلِيسُ عِنْدَ الْقَدَرِيَّةِ أَقْوَى وَأَعَزَّ ، فَهَؤُلاءِ الْقَدَرِيَّةُ ، وَكَذَبُوا أَعْدَاءُ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ يَبْتَلِي وَيُعَذِّبُ عَلَى مَا ابْتَلَى ، وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ ، لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ ، وَيَمُنُّ وَيُثِيبُ عَلَى مَنِّهِ إِيَّاهُمْ ، وَهُوَ فَعَّالٌ لِمَّا يُرِيدُ ، وَلَكِنَّهُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ ، ظَنُّوا ظَنًّا فَحَقَّقُوا ظَنَّهُمْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ ، وَقَالُوا : نَحْنُ الْعَامِلُونَ ، وَالْمُثَابُونَ ، وَالْمُعَذَّبُونَ بِأَعْمَالِنَا ، لَيْسَ لأَحَدٍ عَلَيْنَا مِنَّةٌ ، وَذَهَبَ عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ وَأَصَابَهُمُ الْخُذْلانُ . قَالَ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مَا أَوْحَشَهُ مِنْ قَوْلٍ ، وَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْهَادِي وَالْمُضِلُّ الرَّاحِمُ الْمُعَذِّبُ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ بِكَ عَلَيَّ يَا أَبَا عَبَّاسٍ ، وَفَّقَكَ اللَّهُ ، نَصَرَكَ اللَّهُ ، أَعَزَّكَ اللَّهُ ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ مِنْ أَشَدِّهِمْ قَوْلا أَدِينُ اللَّهَ بِهِ ، وَقَدِ اسْتَبَانَ لِي قَوْلُ الضِّيَاءِ ، فَأَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي تَائِبٌ إِلَى اللَّهِ وَرَاجِعٌ مِمَّا كُنْتُ أَقُولُهُ ، وَقَدْ أَيْقَنْتُ أَنَّ الْخَيْرَ مِنَ اللَّهِ ، وَأَنَّ الْمَعَاصِيَ مِنَ اللَّهِ ، يَبْتَلِي بِهَا مِنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَلا مُقَدِّرَ إِلا اللَّهُ ، وَلا هَادِيَ ، وَلا مُضِلَّ غَيْرُهُ ، قَالَ عِكْرِمَةُ : فَمَا زَالَ الرَّجُلُ عِنْدَنَا بَاكِيًا ، حَتَّى خَرَجَ غَازِيًا فِي الْبَحْرِ ، فَاسْتُشْهِدَ رَحِمَهُ اللَّهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنُ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ | الحكم بن أبان العدني | ثقة |
شُعَيْبُ بْنُ بَكَّارٍ | شعيب بن بكار | ضعيف الحديث |