تفسير

رقم الحديث : 2092

أنا أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، قَالَ : أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، قَالَ : نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ ، قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : " لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ خَطَبَ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ تُؤْنِسُونَ مِنِّي شِدَّةً وَغِلْظَةً ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنْتُ عَبْدَهُ وَخَادِمَهُ ، وَكَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ، فَكُنْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالسَّيْفِ الْمَسْلُولِ إِلا أَنْ يَغْمِدَنِي أَوْ يَنْهَانِي عَنْ أَمْرٍ فَأَكُفَّ ، وَإِلا أَقْدَمْتُ عَلَى النَّاسِ لِمَكَانِ لِينِهِ ، فَلَمْ أَزَلْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ وَهُوَ عَنِّي رَاضٍ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى ذَلِكَ كَثِيرًا ، وَأَنَا بِهِ أَسْعَدُ ، ثُمَّ قُمْتُ ذَلِكَ الْمَقَامَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ ، وَكَانَ مَنْ قَدْ عَلِمْتُمْ فِي كَرَمِهِ وَدَعَتِهِ وَلِينِهِ ، فَكُنْتُ خَادِمَهُ ، وَكُنْتُ كَالسَّيْفِ الْمَسْلُولِ بَيْنَ يَدَيْهِ أَخْلِطُ شِدَّتِي بِلِينِهِ ، إِلا أَنْ يَتَقَدَّمَ إِلَيَّ فَأَكُفَّ وَإِلا أَقْدَمْتُ ، فَلَمْ أَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ وَهُوَ عَنِّي رَاضٍ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى ذَلِكَ كَثِيرًا ، وَأَنَا بِهِ أَسْعَدُ ، ثُمَّ صَارَ أَمْرُكُمُ الْيَوْمَ إِلَيَّ ، وَأَنَا أَعْلَمُ ، فَسَيَقُولُ قَائِلٌ : كَانَ لَيَشْتَدُّ عَلَيْنَا وَالأَمْرُ إِلَى غَيْرِهِ ، فَكَيْفَ إِذَا صَارَ إِلَيْهِ ؟ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ لا تَسْأَلُونَ عَنِّي أَحَدًا ، قَدْ عَرَفْتُمُونِي وَجَرَّبْتُمُونِي ، وَعَرَفْتُ مِنْ سُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عَرَفْتُ ، وَمَا أَصْبَحْتُ نَادِمًا عَلَى شَيْءٍ أَكُونُ أُحِبُّ أَنْ أَسْأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ إِلا وَسَأَلْتُهُ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ شِدَّتِي الَّتِي كُنْتُمْ تَرَوْنَ قَدِ ازْدَادَتْ أَضْعَافًا إِذْ صَارَ الأَمْرُ إِلَيَّ عَلَى الظَّالِمِ وَالْمُتَعَدِّي ، وَالأَخْذِ لِلْمُسْلِمِينَ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ قَوِيِّهِمْ ، وَإِنِّي بَعْدَ شِدَّتِي تِلْكَ وَاضِعٌ خَدِّي بِالأَرْضِ لأَهْلِ الْعَفَافِ وَالْكَفِّ مِنْكُمْ وَالتَّسْلِيمِ ، وَإِنِّي لا آبَى إِنْ كَانَ مِنِّي وَمِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَحْكَامِكُمْ أَنْ أَمْشِيَ مَعَهُ إِلَى مَنْ أَحْبَبْتُمْ مِنْكُمْ ، فَلْيَنْظُرْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ ، وَأَعِينُونِي عَلَى أَنْفُسِكُمْ بِكَفِّهَا عَنِّي ، وَأَعِينُونِي عَلَى نَفْسِي بِالأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَإِحْضَارِي النَّصِيحَةَ فِيمَا وَلانِي اللَّهُ مِنْ أَمْرِكُمْ " ، ثُمَّ نَزَلَ ، قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ : " فَوَاللَّهِ لَقَدْ وَفَّى بِمَا قَالَ ، وَزَادَ : فِي مَوْضِعِ الشِّدَّةِ عَلَى أَهْلِ الرَّيْبِ وَالظُّلْمِ ، وَالرِّفْقِ بِأَهْلِ الْحَقِّ مَنْ كَانُوا " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ

صحابي

سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ

أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار

يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ

صدوق حسن الحديث

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ

مقبول

أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ

ثقة حافظ

حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ

ثقة ثبت

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.