ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَطَّةَ ، قَالَ : نا أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الطَّيِّبِ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ الصَّائغُ ، وَأَشَارَ إِلَى أُسْطُوَانَةِ الْجَامِعِ , يَعْنِي بِمَدِينَةِ الْمَنْصُورِ ، يَقُولُ : عِنْدَ تِلْكَ الأُسْطُوَانَةِ ، قَالَ : " إِنَّهُ كَانَ فِي جِيرَانِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَجُلٌ ، وَكَانَ مِمَّنْ يُمَارِسُ الْمَعَاصِيَ وَالْقَاذُورَاتِ ، فَجَاءَ يَوْمًا مَجْلِسَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَكَأَنَّ أَحْمَدَ لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ رَدًّا تَامًّا ، وَانْقَبَضَ مِنْهُ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، لِمَ تَنْقَبِضُ مِنِّي ؟ ! إِنِّي قَدِ انْتَقَلْتُ عَمَّا كُنْتَ تَعْهَدُهُ مِنِّي بِرُؤْيَا رَأَيْتُهَا ، قَالَ : وَأَيُّ شَيْءٍ رَأَيْتَ تَقَدَّمَ ؟ قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ كَأَنَّهُ عَلَى عُلُوٍّ مِنَ الأَرْضِ ، وَنَاسٌ كَثِيرٌ أَسْفَلَ جُلُوسٌ ، قَالَ : فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْهُمْ إِلَيْهِ ، فَيَقُولُونَ : ادْعُ لَنَا حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنَ الْقَوْمِ غَيْرِي ، قَالَ : فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُومَ فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ قُبْحِ مَا كُنْتُ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَقَالَ لِي : يَا فُلانُ ، لِمَ لا تَقُومُ وَتَسْأَلُنِي أَدْعُو لَكَ ؟ فَكَأَنِّي قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، يَقْطَعُنِي الْحَيَاءُ مِنْ قُبْحِ مَا أَنَا عَلَيْهِ ، قَالَ : إِنْ كَانَ يَقْطَعُكَ الْحَيَاءُ فَقُمْ فَسَلْنِي أَدْعُو لَكَ ، إِنَّكَ لا تَسُبُّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي ، قَالَ : فَقُمْتُ فَدَعَا لِي ، قَالَ : فَانْتَبَهْتُ ، وَقَدْ بَغَّضَ اللَّهُ إِلَيَّ مَا كُنْتُ عَلَيْهِ " ، قَالَ : فَقَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : يَا جَعْفَرُ ، يَا فُلانُ ، يَا فُلانُ حَدِّثُوا بِهَذَا ، وَاحْفَظُوه فَإِنَّهُ يَنْفَعُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |