أنا أحمد ، قال : ثنا أحمد بن زهير ، قال : ثنا يحيى بن أيوب ، قال : ثنا عبد الله بن كثير ، قال : قدم بعض أمراء المدينة واليا عليها ، قال : فأتاه علي بن الحسين ، والقاسم بن محمد ، وسالم بن عبد الله ، وذكر نفرا من قريش ، فقال : " أيكم سعيد بن المسيب ؟ قال : فقال له علي بن الحسين : إن سعيدا ليلزم مسجده ، ويجفوا الأمراء ، فقال : تأتيني أنت يعني علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وسالم بن عبد الله ، يعني ابن عمر بن الخطاب ، وسمى أولئك الذين أتوه من قريش ، ولم يأتني والله لأضربن عنقه ، ثم والله لأضربن عنقه ، ثم والله لأضربن عنقه ، قال : فقال علي بن الحسين : فضاق بنا المجلس حتى قمنا ، فأتيت سعيد بن المسيب فجلست إليه ، وذكرت له ما قال ، وقلت : تخرج إلى العمرة ، فقال : ما حضرتني في ذلك نية ، وإن أحب الأعمال إلي ما نويت ، قال : فقلت : فتصير إلى بعض منزل بعض إخوانك ، قال : فما أصنع بهذا المنادي الذي ينادي كل يوم خمس مرات ، والله لا يناديني إلا أتيته ، قلت : فتحول عن مجلسك إلى هذا المسجد ، فإنك إذا طلبت إنما تطلب في مجلسك ، قال : ولم أدع مجلسا عودني الله فيه من الخير ما عودني ، قال : قلت : أي أخي أما تخاف ؟ قال : أما إذا ذكرت يا أخي ، فإن الله تعالى ليعلم أن لا أخاف شيئا غيره ، ولكن أول ما أقول وأوسطه وآخره : حمدا لله ، وثناء عليه ، وصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم ، وأسأل الله تعالى أن ينسيه ذكري ، قال : فمكث ذلك الأمير على المدينة ما شاء الله لم يذكره ، قال : فبينا هو ذات يوم على منزل من المدينة وغلام له يوضئه ، إذ قال للغلام : أمسك واسوأتاه من علي بن الحسين ، والقاسم بن محمد ، وسالم إني حلفت أن أقتل سعيد بن المسيب ، والله ما ذكرته في ساعة من ليل ، ولا نهار حتى ساعتي هذه ، فقال له غلامه : أي مولاي فما أراد الله بك خير مما أردت بنفسك " .