أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبِي ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عِيسَى بْنَ زِيَادٍ الدَّامَغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَيْبَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ كَرْزِ بْنِ وَبَرَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، شَاخِصَةٌ أَبْصَارُهُمْ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ الْقَضَاءِ حَتَّى يُلْجِمَهُمُ الْعَرَقُ مِنْ شِدَّةِ الْكَرْبِ ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ ، وَتَجْثُو الأُمَمُ ، فَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا أَيُّها النَّاسُ أَلَمْ تَرْضُوا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ وَأَمَرَكُمْ بِعِبَادَتِهِ ، ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ غَيْرَهُ ، وَكَفَرْتُمْ نِعْمَهُ ، أَنْ يُخَلِّيَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مَا تَوَلَّيْتُمْ ، فَيُوَلِّي كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ مَا تَوَلَّى ، قَالَ : فَيُنَادِي أَلا كُلُّ مَا تَوَلَّى شَيْئًا فَلْيَلْزَمْهُ . قَالَ : فَيَنْطِقُ مَنْ كَانَ تَوَلَّى حَجَرًا أَوْ عُودًا أَوْ دَابَّةً ، فَيَطْلُبُهُ فَتَفِرُّ مِنْهُمْ آَلِهَتُهُمْ ، فَيَقُولُونَ مَا شَعَرْنَا بِهَذَا ، وَيَّتَبِعُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ، وَأَصْحَابُ الْمَلائِكَةُ الشَّيَاطِينَ الَّذِينَ أَمَرُوهُمْ بِعِبَادَتِهِمْ ، فَيَسُوقُونَهُمْ حَتَّى يَلْقُونَهُمْ فِي جَهَنَّمَ ، وَيَبْقَى أَهْلُ الإِسْلامِ ، فَيَقُولُ لَهُمْ رَبُّهُمْ : مَا لَكُمْ ذَهَبَ النَّاسُ وَبَقَيْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : إِنَّ لَنَا رَبًّا لَمْ نَرَهُ فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُونَهُ إِذَا رَأَيْتُمُوهُ ؟ فَيَقُولُونَ : بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ آَيَةٌ إِذَا رَأَيْنَاهُ عَرَفْنَاهُ ، قَالَ : فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ ، فَيَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدًا ، وَيَبْقَى قَوْمٌ ظُهُورُهُمْ كَصَيَاصِي الْبَقَرِ ، يُرِيدُونَ أَنْ يَسْجُدُوا فَلا تَلِينَ ظُهُورُهُمْ ، فَيَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ وَنُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُكْثَرُ لَهُ مِنْ نُورِهِ مِثْلَ الْجَبَلِ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ دُونَ ذَلِكَ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ ، فَيَمْشُونَ وَهُوَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ يَتَّبِعُونَهُ ، فَيَقُولُ أَهْلُ النِّفَاقِ : ذَرُونَا نَقْتَبِسُ مِنْ نُورِكُمْ ، وَمَضَى النُّورُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، فَبَقِيَ أَثَرُهُ مِثْلَ حَدِّ السَيْفِ دَحْضٍ مَزِلَّةٍ : قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ سورة الحديد آية 13 - 14 ، فَيَكُونُ أَسْرَعُهُمْ خُرُوجًا أَفْضَلَهُمْ عَمَلا ، الزُّمْرَةُ الأُولَى مِثْلُ الْبَرْقِ وَطَرْفِ الْعَيْنِ ، ثُمَّ تَمُرُّ الزُّمْرَةُ الَّتِي تَلِيهَا مِثْلَ الرِّيحِ ، مِثْلَ الطَّيْرِ ، ثُمَّ مِثْلَ جَرْي الْخَيْلِ ، ثُمَّ سَعْيًا ، ثُمَّ رَمَلا ، ثُمَّ بَطَنًا ، ثُمَّ مَشْيًا ، ثُمَّ يَكُونُ آَخِرُهُمْ خُرُوجًا مَنْ يَحْبُو عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَقَدَمَيْه ، وَكَفَّيْهِ ، وَمِرْفَقَيْهِ ، وَوَجْهِهِ ، وَيَجُرُّ إِحْدَى رِجْلَيْهِ ، وَيُعَلِّقُ الأُخْرَى ، وَيَجُرُّ يَدَهُ ، وَتُصِيبُ النَّارُ مِنْ شَعْرِهِ وَجِلْدِهِ حَتَّى يَرَى أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا ، حَتَّى إِذَا خَرَجَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا ، قَالَ : تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ ، مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآَخِرِينَ مَا أَعْطَانِي رَبِّي ، أَنْجَانِي مِنْكِ بَعْدَمَا رَأَيْتُ مِنْكِ الَّذِي رَأَيْتُ ، ثُمَّ يَنْطَلِقُ إِلَى غَدِيرٍ بَيْنَ يَدِي بَابِ الْجَنَّةِ ، فَيَغْتَسِلُ مِنْهُ وَيَشْرَبُ ، فَيَعُودُ لَهُ مِنْ أَلْوَانِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَرِيحِهِمْ ، ثُمَّ يَنْطَلِقُ إِلَيْهَا وَقَدْ سَبَقُوا النَّاسُ فَيَنْظُرُ إِلَى أَدْنَى مَنْزِلٍ مِنْهَا عَلَى بَابِهَا ، لَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِهِ أَنْ يَرَى مِثْلَهُ ، وَلَمْ يَرَى أَحَدًا مِنْ أَهْل الْعِلْمِ تَتُوقُ نَفْسُهُ إِلَيْهِ ، فَيَقُولُ : رَبِّ أَنْزِلْنِي هَذَا الْمَنْزِلَ ، يَقُولُ : سَلْنِي مَنْزِلا مِنَ الْجَنَّةِ ، قَدْ أَجَبْتُكَ فِيمَا رَأَيْتَ ، يَقُولُ : إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ تُجْعَلَ بَيْنِي وَبَيْنَ النَّارِ ، فَلا أَرَاهَا ، وَلا أَسْمَعُ حَسِيسَهَا . فَيَقُولُ : لَعَلَّكُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ أَنْ تَسْأَلُوا غَيْرَهُ ، يَقُولُ : لا وَعِزَّتِكَ ، لا أَسْأَلَكَ غَيْرَهُ ، وَلا أَحَدَ أَفْضَلَ مَعَهُ مِنْهُ ، فَيَقُولُ : فَهُوَ لَكَ فَإِذَا أَتَاهُ نَظَرَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَإِذَا مَنْزِلٌ كَأَنَّمَا كَانَ مَنْزِلُهُ حُلْمًا ، فَيَقُومُ مَبْهُوتًا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَكَلَّمَ ، فَيَقُولُ : مَا لَكَ لا تَسْأَلُنِي ، فَيَقُولُ : رَبِّ قَدْ أَقْسَمْتُ لَكَ حَتَّى خَشِيتُ مَقْتَكَ ، وَسَأَلْتُكَ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ . يَقُولُ : مَا الَّذِي تَرْضَى ؟ وَلا يَدْرِي الْعَبْدُ مَاذَا أَعَدَّ اللَّهُ لأَهْلِ الْكَرَامَةِ ، وَلَمْ يَرَ إِلاَّ الدُّنْيَا يَمْلِكُهَا ، فَيَقُولُ : أَيُرْضِيكَ أَنْ أَجْمَعَ لَكَ الدُّنْيَا مِنْ أَوَّلِ خَلْقِهَا إِلَى آَخِرِ يَوْمٍ أَفْنَيتُهَا ، ثُمَّ أُضْعِفُهَا عَشْرَةَ أَضْعَافِهَا ، فَيَقُولُ : أَتَسْتَهْزِئُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينِ ؟ يَقُول : لا أَسْتَهْزِئُ بِكَ ، وَلَكِنِّي عَلَى ذَلِكَ قَادِرٌ أَنْ أَرْفَعَهُ " فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ : حَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثِ مِرَارًا ، مَا بَلَغْتُ الْمَوْضِعَ هَذَا إِلاَّ ضَحِكْتُ قَالَ : قَدْ سَمِعُتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُهُ ، مَا بَلَغَ هَذَا قَطُّ إِلاَّ ضَحِكَ حَتَّى تَبْدُو أَضْرَاسُهُ ، فَأَضْحَكُ بِضَحِكِهِ ، وَلَقَدْ حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ ضَحِكَ اللَّهُ لِقَوْلِهِ : أَتَسْتَهْزِئُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : أَلْحِقْنِي بِالنَّاسِ ، فَأُلْحِقَ بِهِمْ ، فَانْطَلَقَ يَرْمِلُ فِي الْجَنَّةِ حَتَّى يَبْدُو لَهُ شَيْءٌ لَمْ يَكُنْ مَا رَأَى مَعَهُ شَيْئًا ، فَيَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا ، وَيَقُولُ : أَلَيْسَ هَذَا رَبِّي تَجَلَّى ، يَقُولُ : لا وَلَكِنَّهُ مَنْزِلُكَ ، هُوَ أَدْنَى مَنَازِلِكَ ، فَيَلْقَاهُ رَجُلٌ ، فَإِذَا هُوَ رَأَى وَجْهَهُ وَثِيَابَهُ قَامَ مَبْهُوتًا يَظُنُّ أَنَّهُ مَلَكٌ ، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ ، فَيَقُولُ : مَا أَنْتَ ؟ يَقُولُ : أَنَا قَهْرَمَانٌ مِنْ قَهَارِمَتِكَ عَلَى مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِكَ ، وَلَكَ مِثْلِي أَلْفُ قَهْرَمَانٍ كُلُّهُمْ عَلَى مِثْلِ مَنْزِلِي ، فَيَنْطَلِقُ بَيْنَ يَدَيْهِ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَإِذَا قَصْرٌ مِنْ لَؤْلُؤَةٍ جَوْفَاءَ ، مَعَارِسهَا ، وَسُقُوفهَا ، وَأَغْلاقهَا ، وَمَفَاتِيحهَا فَإِذَا فَتَحَهُ ، وَلَمْ يَفْتَحْهُ قَبْلَ ذَلِكَ غَيْرُهُ ، اسْتَقْبَلَهُ خَيْمَةٌ مِنْ جَوْهَرٍ خَضْرَاءَ ، طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا ، لَهَا سَبْعُونَ بَابًا ، كُلُّ بَابٍ مِنْهَا يُفْضِي إِلَى جَوْهَرَةٍ عَلَى مِثْلِ طُولِهَا ، لَهَا سَبْعُونَ بَابًا ، لَيْسَتْ مِنَهَا خَيْمَةٌ عَلَى لَوْنِ صَاحِبَتِهَا ، فِي كُلِّ خَيْمَةٍ أَزْوَاجٌ ، فَإِذَا دَخَلَهَا وَجَدَ فِيهَا حُورًا عِينًا ، لَيْسَ وَاحِدَةٌ مِنْهَا عَلَى لَوْنِ صَاحِبَتِهَا , يَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَائِهِمْ ، لا يَعْرِضُ عَنْهَا إِعْرَاضَةً إِلا ازْدَادَتْ فِي عَيْنِهِ حُسْنًا سَبْعِينَ ضِعْفًا ، وَازْدَادَ فِي عَيْنِهَا حُسْنًا سَبْعِينَ ضِعْفًا ، فَيَكُونُ كَبِدُهَا مِرْآتَهُ ، وَكَبِدُهُ مِرْآتَهَا ، وَإِذَا أَشْرَفَ عَلَى ظَهْرِ الْقَصْرِ أَشْرَفَ عَلَى مُلْكٍ بِمَائَةِ سَنَةٍ ، ينْفِذه بَصَرُهُ ، إِذَا سَارَ فِيهِ سَارَ فِي مُلْكِ مَائَةِ سَنَةٍ ، لا يَنْتَهِي إِلَى شَجَرٍ مِنْهُ إِلاَّ يَظُنُّ فِيهِ أَجْمَعُ ، فَهَذَا مَنْزِلُ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ | عبد الله بن مسعود / توفي في :32 | صحابي |
أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ | أبو عبيدة بن عبد الله الهذلي / توفي في :82 | ثقة |
نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ | نعيم بن أبي هند الأشجعي / توفي في :110 | ثقة رمي بالنصب |
كَرْزِ بْنِ وَبَرَةَ | كرز بن وبرة الحارثي | ثقة |
أَبِيهِ | عيسى بن سليمان الدارمي / توفي في :153 | ضعيف الحديث |
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَيْبَةَ | أحمد بن أبي طيبة الدارمي | صدوق حسن الحديث |
مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عِيسَى بْنَ زِيَادٍ الدَّامَغَانِيُّ | محمد بن عيسى الدامغاني / توفي في :294 | مقبول |
أَبُو نُعَيْمٍ | عبد الملك بن محمد الجرجاني / ولد في :242 / توفي في :323 | ثقة حافظ |
أَبِي | يوسف بن إبراهيم السهمي / توفي في :386 | ثقة |