ذكر فتح اصبهان


تفسير

رقم الحديث : 57

حَدَّثَنَا بِذَلِكَ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّوَيْهِ وَكِيلُ دَعْلَجَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ . ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْبَغْدَادِيُّ فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَارِي ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ السَّرِيِّ الْكُوفِيُّ ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ ، ثنا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ التَّمِيمِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَالْمُهَلَّبِ ، وَطَلْحَةَ يَعْنِي ابْنَ الأَعْلَمِ ، وَعَمْرٍو ، وَسَعِيدٍ ، قَالُوا : لَمَّا رَأَى عُمَرُ أَنَّ يَزْدَجِرْدَ يَبْعَثُ عَلَيْهِ فِي كُلِّ عَامٍ حَرْبًا وَقِيلَ لَهُ : لا يَزَالُ هَذَا الدَّأَبُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ مَمْلَكَتِهِ ، أَذِنَ لِلنَّاسِ فِي الانْسِيَاحِ فِي أَرْضِ الْعَجَمِ حَتَّى يَغْلِبُوا يَزْدَجِرْدَ عَلَى مَا كَانَ فِي يَدَيْ كِسْرَى ، فَوَجَّهَ الأُمَرَاءَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ بَعْدَ فَتْحِ نِهَاوَنْدَ وَوَجَّهَ الأُمَرَاءَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ بَعْدَ فَتْحِ نِهَاوَنْدَ ، وَكَانَ بَيْنَ عَمَلِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَبَيْنَ عَمَلِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَمِيرَانِ ، أَحَدُهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِتْبَانَ ، وَفِي زَمَانِهِ كَانَتْ وَقْعَةُ نِهَاوَنْدَ ، وَزِيَادُ بْنُ حَنْظَلَةَ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ ، وَفِي زَمَانِهِ أُمِرَ بِالانْسِيَاحِ ، وَعُزِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَبُعِثَ فِي وَجْهٍ آخَرَ مِنَ الْوُجُوهِ ، وَوُلِّيَ زِيَادُ بْنُ حَنْظَلَةَ وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، فَعَمِلَ قَلِيلا ، وَأَلَحَّ فِي الاسْتِعْفَاءِ فَأُعْفِيَ ، وَوُلِّيَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ بَعْدَ زِيَادٍ ، فَكَانَ مَكَانَهُ ، وَأَمَدَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَمَدَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ بِأَبِي مُوسَى ، وَجَعَلَ عُمَرَ بْنَ سُرَاقَةَ مَكَانَهُ ، وَقَدِمَتِ الْوَلايَةُ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ إِلَى نَفَرٍ بِالْكُوفَةِ زَمَانَ زِيَادِ بْنِ حَنْظَلَةَ ، وَبَعَثَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِلِوَاءٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يَسِيرَ إِلَى إِصْبَهَانَ ، وَكَانَ شُجَاعًا بَطَلا مِنْ أَشْرَافِ الصَّحَابَةِ وَمِنْ وُجُوهِ الأَنْصَارِ وَحَلِيفًا لِبَنِي الْحُبْلَى مِنْ بَنِي أَسَدٍ ، وَأَمَدَّهُ بِأَبِي مُوسَى مِنَ الْبَصْرَةِ ، وَأَمَّرَ عُمَرَ بْنَ سُرَاقَةَ عَلَى الْبَصْرَةِ وَكَانَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ حِينَ أَتَاهُ فَتْحُ نِهَاوَنْدَ بَدَا لَهُ أَنْ يَأْذَنَ فِي الانْسِيَاحِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : " أَنْ سِرْ مِنَ الْكُوفَةِ حَتَّى تَنْزِلَ الْمَدَائِنَ فَانْدُبْهُمْ وَلا تَنْتَخِبْهُمْ ، ثُمَّ اكْتُبْ إِلَيَّ بِذَلِكَ " ، وَعُمَرُ يُرِيدُ تَوْجِيهَهُ إِلَى إِصْبَهَانَ ، فَانْتَدَبَ لَهُ فِيمَنِ انْتَدَبَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ وَرْقَاءَ الرِّيَاحِيَّ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ وَرْقَاءَ الأَسَدِيَّ ، وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ يَرَوْنَ أَنَّ أَحَدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ لِذِكْرِ وَرْقَاءَ ، وَظَنُّوا أَنَّهُ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ يَوْمَ قُتِلَ بِصِفِّينَ ابْنَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً ، وَهُوَ أَيَّامُ عُمَرَ صَبِيُّ وَلَمَّا أَتَى عُمَرُ انْبِعَاثَ عَبْدِ اللَّهِ بَعَثَ زِيَادَ بْنَ حَنْظَلَةَ ، فَلَمَّا أَتَاهُ انْبِعَاثُ الْجُنُودِ وَانْسِيَاحُهُمْ أَمَّرَ عَمَّارًا بَعْدُ ، وَقَرَأَ قَوْلَ اللَّهِ : وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ سورة القصص آية 5 وَقَدْ كَانَ زِيَادٌ صُرِفَ فِي وَسَطٍ مِنْ إِمَارَةِ سَعْدٍ إِلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ بَعْدَ إِعْفَاءِ سَلْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنَيْ رَبِيعَةَ لِيَقْضِيَ إِلَى أَنْ يَقْدَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ مِنْ حِمْصٍ ، وَقَدْ كَانَ عَمِلَ لِعُمَرَ عَلَى مَا سَقَى الْفُرَاتُ وَدِجْلَةُ النُّعْمَانُ وَسُوَيْدٌ ابْنَا مُقَرِّنٍ ، فَاسْتَعْفَيَا وَقَالا : أَعْفِنَا مِنْ عَمَلٍ يَتَغَوَّلُ عَلَيْنَا ، وَيَتَزَيَّنُ لَنَا بِزِينَةِ الْمُومِسَةِ ، فَأَعْفَاهُمَا وَجَعَلَ مَكَانَهُمَا حُذَيْفَةَ بْنَ أُسَيْدٍ الْغِفَارِيَّ وَجَابِرَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ ، ثُمَّ اسْتَعْفَيَا فَأَعْفَاهُمَا وَجَعَلَ مَكَانَهُمَا حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ ، حُذَيْفَةُ عَلَى مَا سَقَتْ دِجْلَةُ ، وَعُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ عَلَى مَا سَقَى الْفُرَاتُ مِنَ السَّوَادَيْنِ جَمِيعًا ، وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ إِنِّي " بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَمِيرًا ، وَجَعَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا ، وَوَلَّيْتُ حُذَيْفَةَ مَا سَقَتْ دِجْلَةُ وَمَا وَرَاءَهَا ، وَوَلَّيْتُ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ الْفُرَاتَ وَمَا سَقَى " قَالُوا : وَلَمَّا قَدِمَ عَمَّارٌ عَلَى الْكُوفَةِ أَمِيرًا وَقَدِمَ كِتَابُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ أَنْ " سِرْ إِلَى إِصْبَهَانَ وَزِيَادٌ عَلَى الْكُوفَةِ وَعَلَى مُقَدَّمَتِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَرْقَاءَ الرِّيَاحِيُّ وَعَلَى مُجَنَّبَتَيْكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَرْقَاءَ الأَسَدِيُّ ، وَعِصْمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ عِصْمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ سَيْفِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ " ، فَسَارَ عَبْدُ اللَّهِ فِي النَّاسِ حَتَّى قَدِمَ حُذَيْفَةَ ، وَرَجَعَ حُذَيْفَةُ إِلَى عَمَلِهِ ، وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ مِنْ نِهَاوَنْدَ فِيمَنْ كَانَ مَعَهُ وَمَنِ انْصَرَفَ مَعَهُ مِنْ جُنْدِ النُّعْمَانِ نَحْوَ جُنْدٍ قَدِ اجْتَمَعَ لَهُ مِنْ أَهْلِ إِصْبَهَانَ عَلَيْهِمُ الأُسْتَنْدَارُ وَعَلَى مُقَدَّمَتِهِ شهربراز جاذويه شَيْخٌ كَبِيرٌ فِي جَمْعٍ ، فَالْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَمُقَدَّمَةُ الْمُشْرِكِينَ بِرُسْتَاقٍ مِنْ رَسَاتِيقِ إِصْبَهَانَ فَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا ، فَدَعَا الشَّيْخُ إِلَى الْبِرَازِ فَبَرَزَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَرْقَاءَ فَقَتَلَهُ وَانْهَزَمَ أَهْلُ إِصْبَهَانَ وَسَمَّى الْمُسْلِمُونَ ذَلِكَ الرُّسْتَاقَ رُسْتَاقَ الشَّيْخِ ، فَهُوَ اسْمُهُ إِلَى الْيَوْمِ ، وَدَعَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَنْ يَلِيهِ فَتَسَارَعَ الأُسْتَنْدَارُ إِلَى الصُّلْحِ ، فَصَالَحَهُمْ فَهَذَا أَوَّلُ رُسْتَاقٍ مِنْ إِصْبَهَانَ أُخِذَ وَصَالَحَ ثُمَّ سَارَ عَبْدُ اللَّهِ مِنْ رُسْتَاقِ الشَّيْخِ نَحْوَ جَيٍّ لا يَجِدُ فِيهَا أَحَدًا حَتَّى انْتَهَى إِلَى جَيِّ وَالْمَلِكُ بِإصبهان يَوْمَئِذٍ الفادوسبانُ ، وَقَدْ أَخَذَ بِهَا فَنَزَلَ بِالنَّاسِ عَلَى جَيَّ فَحَاصَرَهُمْ فَخَرَجُوا إِلَيْهِ بَعْدَ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ زَحْفٍ ، فَلَمَّا الْتَقَوْا ، قَالَ الفاذوسفانُ : لِعَبْدِ اللَّهِ لا تُقْتَلْ أَصْحَابِي وَلا أَقْتُلُ أَصْحَابَكَ ، وَلَكِنِ ابْرُزْ ، فَإِنْ قَتَلْتُكَ رَجَعَ أَصْحَابُكَ ، وَإِنْ قَتَلْتَنِي سَالَمَكَ أَصْحَابِي ، وَإِنْ كَانَ أَصْحَابِي لا يَقَعُ لَهُمْ نُشَّابَةٌ ، فَبَرَزَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ ، وَقَالَ : إِمَّا أَنْ تَحْمِلَ عَلَيَّ ، وَإِمَّا أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْكَ ، قَالَ : أَحْمِلُ عَلَيْكَ ، فَوَقَفَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ فَحَمَلَ عَلَيْهِ الفاذوسفان فَطَعَنَهُ وَأَصَابَ قَرَبُوس السَّرْجِ فَكَسَرَهُ وَقَطَعَ اللَّبَبَ وَالْحِزَامَ وَزَالَ اللَّبَدُ وَالسَّرْجُ وَعَبْدُ اللَّهِ عَلَى الْفَرَسِ فَوَقَعَ عَبْدُ اللَّهِ قَائِمًا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْفَرَسِ عُرْيَانًا ، وَقَالَ لَهُ : اثْبُتْ ، فَحَاجَزَهُ ، وَقَالَ : مَا أُحِبُّ أَنْ أُقَاتِلَكَ ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ رَجُلا كَامِلا ، وَلَكِنْ أَرْجِعُ مَعَكَ إِلَى عَسْكَرِكَ فَأُصَالِحُكَ ، وَأَدْفَعُ الْمَدِينَةَ إِلَيْكَ ، عَلَى أَنَّ مَنْ شَاءَ أَقَامَ ، وَأَدَّى الْجِزْيَةَ ، وَقَامَ عَلَى مَالِهِ ، وَعَلَى أَنْ نُجْرِيَ مَنْ أَخَذْتُمْ أَرْضَهُ مَجْرَاهُمْ وَيَتَرَاجَعُونَ ، وَمَنْ أَبَى أَنْ يَدْخُلَ فِيمَا دَخَلْنَا فِيهِ ذَهَبَ حَيْثُ شَاءَ ، وَلَكُمْ أَرْضُهُ ، قَالَ : لَكُمْ ذَلِكَ وَقَدِمَ عَلَيْهِ أَبُو مُوسَى مِنْ نَاحِيَةِ الأَهْوَازِ وَقَدْ صَالَحَ الفاذوسفان عَبْدُ اللَّهِ فَخَرَجَ الْقَوْمُ مِنْ جَيَّ وَدَخَلُوا فِي الذِّمَّةِ إِلا ثَلاثِينَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ إِصْبَهَانَ خَالَفُوا قَوْمَهُمْ وَتَجَمَّعُوا بِكَرْمَانَ فِي حَاشِيَتِهِمْ لِجَمْعٍ كَانَ بِهَا ، وَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَبُو مُوسَى جَيَّ ، وَجَيُّ مَدِينَةُ إِصْبَهَانَ وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى عُمَرَ ، وَاغْتَبَطَ مَنْ أَقَامَ ، وَنَدِمَ مَنْ شَخَصَ وَقَدِمَ كِتَابُ عُمَرَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ : أَنْ " سِرْ حَتَّى تَقْدَمَ عَلَى سُهَيْلِ بْنِ عَدِيٍّ فَتُجَامِعَهُ عَلَى قِتَالِ مَنْ بِكَرْمَانَ ، وَخَلِّفْ فِي جَيَّ مَنْ يَقِي جَيَّ ، وَاسْتَخْلِفْ عَلَى إِصْبَهَانَ السَّائِبَ بْنَ الأَقْرَعِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.