ذكر فتح اصبهان


تفسير

رقم الحديث : 53

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا فَارُوقُ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا أَبُو خَالِدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُرَشِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنِي النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ الأَقْرَعِ ، قَالَ : زَحَفَ لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ زَحْفٌ لَمْ يُزْحَفْ لَهُمْ بِمِثْلِهِ قَطُّ ، زَحَفَ لَهُمْ أَهْلُ مَاهٍ وَأَهْلُ إِصْبَهَانَ وَأَهْلُ هَمَذَانَ وَأَهْلُ الرَّيِّ وَأَهْلُ قُومِسَ وَأَهْلُ أَذَرْبِيجَانَ وَأَهْلُ نِهَاوَنْدَ ، فَلَمَّا جَاءَ عُمَرَ الْخَبَرُ ، جَمَعَ النَّاسَ فَخَطَبَهُمْ ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَقَالَ : " إِنَّهُ زَحَفَ لِلْمُسْلِمِينَ زَحْفٌ لَمْ يُزْحَفْ لَهُمْ بِمِثْلِهِ قَطُّ ، زَحَفَ لَهُمْ أَهْلُ مَاهٍ وَأَهْلُ إِصْبَهَانَ وَأَهْلُ الرَّيِّ وَقُومِسَ وَأَذَرْبِيجَانَ وَنَهَاوَنْدَ وَهَمَذَانَ ، فَقُومُوا فَتَكَلَّمُوا ، وَأَوْجِزُوا وَلا تُطْنِبُوا فَتَفْشَخ بِنَا الأُمُورُ ، وَلا نَدْرِي بِأَيِّهَا نَأْخُذُ " ، قَالَ : فَقَامَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، وَكَانَ مِنْ خُطَبَاءِ قُرَيْشٍ ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَإِنَّ هَذَا يَوْمٌ لَهُ مَا بَعْدَهُ مِنَ الأَيَّامِ ، وَأَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، أَفْضَلُنَا رَأْيًا ، وَأَعْلَمُنَا ، ثُمَّ جَلَسَ ، فَقَامَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، فَقَالَ : أَمَّا بَعْدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَهَذَا يَوْمٌ لَهُ مَا بَعْدَهُ مِنَ الأَيَّامِ ، وَإِنِّي أَرَى مِنَ الرَّأْيِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تَسِيرَ بِنَفْسِكَ ، وَتَكَلَّمَ بِنَحْوِ كَلامِ صَاحِبِهِ ثُمَّ جَلَسَ ، وَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، فَقَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَهَذَا يَوْمٌ لَهُ مَا بَعْدَهُ مِنَ الأَيَّامِ ، وَإِنِّي أَرَى مِنَ الرَّأْيِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تَسِيرَ بِنَفْسِكَ بِأَهْلِ الْحِجَازِ وَبِأَهْلِ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ حَتَّى تَلْقَاهُمْ بِنَفْسِكَ ، فَإِنَّكَ أَبْعَدُ الْعَرَبِ صَوْتًا ، وَأَعْظَمُهُمْ مَنْزِلَةً ، ثُمَّ قَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، فَقَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَهَذَا يَوْمٌ لَهُ مَا بَعْدَهُ مِنَ الأَيَّامِ ، وَإِنِّي لا أَرَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا رَأَى هَؤُلاءِ الْقَوْمُ ، أَنْ تَسِيرَ بِنَفْسِكَ وَبِأَهْلِ الْحِجَازِ وَالشَّامِ وَالْعِرَاقِ ، فَإِنَّ الْقَوْمَ إِنَّمَا جَاءُوا لِعِبَادَةِ الشَّيْطَانِ ، وَاللَّهُ أَشَدُّ تَغْيِيرًا لِمَا أَنْكَرَ ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تَبْعَثَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَتُسَيِّرَ ثُلُثَيْهِمْ ، وَتَدَعَ ثُلُثَا فِي حِفْظِ ذَرَارِيِّهِمْ ، وَجَمْعِ جِزْيَتِهِمْ ، وَتَبْعَثَ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَلْيُوَرُّوا بِبَعْثٍ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : " أَشِيرُوا عَلَيَّ مَنْ أَسْتَعْمِلُ مِنْهُمْ ؟ " قَالُوا : أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُنَا رَأْيًا ، وَأَعْلَمُنَا بِأَهْلِكَ ، قَالَ : " لأَسْتَعْمِلَنَّ عَلَيْهِمْ رَجُلا يَكُونُ لأَوَّلِ أَسِنَّةٍ يَلْقَاهَا ، يَا سَائِبُ بْنَ الأَقْرَعِ ، اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيِّ ، فَلْيَسِرْ بِثُلُثَيْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، وَلْيَدَعْ ثُلُثًا فِي حِفْظِ ذَرَارِيِّهِمْ وَجَمْعِ جِزْيَتِهِمْ ، وَأَنْتَ عَلَى مَا أَصَابُوا مِنْ غَنِيمَةٍ ، فَلا تَرْفَعَنَّ إِلَيَّ بَاطِلا ، وَلا تَحْبِسَنَّ حَقًّا عَنْ أَحَدٍ هُوَ لَهُ ، فَإِنْ قُتِلَ النُّعْمَانُ فَحُذَيْفَةُ ، فَإِنْ قُتِلَ حُذَيْفَةُ فَجَرِيرٌ ، فَإِنْ قُتِلَ ذَلِكَ الْجَيْشُ فَلا أَرَيَنَّكَ " ، قَالَ : فَقَدِمْتُ بِكِتَابِهِ عَلَى النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ فَسَارَ بِثُلُثَيْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَتَرَكَ ثُلُثًا فِي حِفْظِ ذَرَارِيِّهِمْ وَجَمْعِ جِزْيَتِهِمْ ، وَبَعَثَ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَوَرُّوا بِبَعْثٍ ثُمَّ سَارَ حَتَّى الْتَقَوْا بِنِهَاوَنْدَ فَالْتَقَوْا يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ ، فَكَانَ فِي الْمُجَنِّبَةِ الْيُمْنَى انْكِشَافٌ وَثَبَتَت الْمُجَنِّبَةُ الْيُسْرَى وَثَبَتَ الصَّفُّ ، ثُمَّ الْتَقَوْا يَوْمَ الْخَمِيسِ فَكَانَتْ فِي الْمُجَنِّبَةِ الْيُسْرَى انْكِشَافٌ وَثَبَتَتِ الْمُجَنِّبَةُ الْيُمْنَى وَثَبَتَ الصَّفُّ ، ثُمَّ الْتَقَوْا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَقْبَلَ النُّعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ عَلَى بُرَيْذِينٍ لَهُ أَحْوى قَرِيبٍ مِنَ الأَرْضِ ، يَقِفُ عِنْدَ أَهْلِ كُلِّ رَايَةٍ يَخْطُبُهُمْ وَيَحُضُّهُمْ ، وَيَقُولُ : إِنَّ هَؤُلاءِ أَخْطَرُوا لَكُمْ خَطَرًا ، وَأَخْطَرْتُمْ لَهُمْ خَطَرًا عَظِيمًا ، أَخْطَرُوا لَكُمْ جَوَالِيقَ رَثَّةً ، وَأَخْطَرْتُمْ لَهُمُ الإِسْلامَ وَذَرَارِيِّكُمْ ، فَلا أَعْرِفَنَّ رَجُلا مِنْكُمْ وَكَلَ قِرْنَهُ إِلَى صَاحِبِهِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَوْمٌ ، وَلَكِنْ شُغْلُ كُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ قِرْنَهُ ، ثُمَّ إِنِّي هَازٌّ الرَّايَةَ ، فَرَمَى رَجُلٌ مِنْ ضَيْعَتِهِ وَتَيَسَّرْتُمْ ، ثُمَّ هَازُّهَا الثَّانِيَةَ فَوَقَفَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مَوْقِفَهُ ، ثُمَّ هَازُّهَا الثَّالِثَةَ فَحَامِلٌ ، فَاحْمِلُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ ، وَلا يَلْتَفِتَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ ، قَالَ : فَحَمَلُوا وَحَمَلَ النُّعْمَانُ ، فَكَانَ النُّعْمَانُ أَوَّلَ مَقْتُولٍ رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَالَ : فَأَخَذَ حُذَيْفَةُ الرَّايَةَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَجَمَعْتُ تِلْكَ الْغَنَائِمَ وَقَسَمْتُهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَلَمْ أَرْفَعْ بَاطِلا ، وَلَمْ أَحْبِسْ حَقًّا عَنْ أَحَدٍ هُوَ لَهُ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة