ذكر عتق رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمان وكتاب عهده وولائه


تفسير

رقم الحديث : 85

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ فُورَكٍ . ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثنا جَدِّي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَمِيلٍ ، قَالا : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَطَوَانِيُّ ، ثنا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ الْعَنَزِيُّ ، ثنا مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ الرَّاسِبيُّ ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، قَالَ : " إِنِّي كُنْتُ فِيمَنْ وُلِدَ بِرَامَهُرْمُزَ ، وَبِهَا نَشَأْتُ ، وَأَمَّا أَبِي فَمِنْ أَهْلِ إِصْبَهَانَ ، وَكَانَتْ أُمِّي لَهَا غِنًى وَعَيْشَ ، فَأَسْلَمَتْنِي أُمِّي إِلَى الْكُتَّابِ ، وَكُنْتُ أَنْطَلِقُ مَعَ غِلْمَانٍ مِنْ قَرْيَتِنَا إِلَى أَنْ دَنَا مِنِّي فُرَّاغٌ مِنْ كُتَّابِ الْفَارِسِيَّةِ ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْغِلْمَانِ أَكْبَرُ مِنِّي وَلا أَطْوَلُ ، وَكَانَ ثَمَّ جَبَلٌ فِيهِ كَهْفٌ فِي طَرِيقِنَا ، فَمَرَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ وَحْدِي ، فَإِذَا أَنَا فِيهِ بِرَجُلٍ طَوِيلٍ ، عَلَيْهِ ثِيَابُ شَعْرٍ وَنَعْلانِ مِنْ شَعْرٍ ، فَأَشَارَ إِلَيَّ ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ ، فَقَالَ : يَا غُلامُ ، تَعْرِفُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ؟ فَقُلْتُ : لا ، وَلا سَمِعْتُ بِهِ ، قَالَ : أَتَدْرِي مَنْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ؟ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ ، آمِنْ بِعِيسَى أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَبِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِهِ اسْمُهُ أَحْمَدُ ، أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ غَمِّ الدُّنْيَا إِلَى رَوْحِ الآخِرَةِ وَنَعِيمِهَا ، قُلْتُ : مَا نَعِيمُ الآخِرَةِ ؟ قَالَ : نَعِيمُهَا لا يَفْنَى ، فَلَمَّا قَالَ : إِنَّهَا لا تَفْنَى ، فَرَأَيْتُ الْحَلاوَةَ وَالنُّورَ تَخْرُجُ مِنْ شَفَتَيْهِ ، فَعَلِقَهُ فُؤَادِي ، وَفَارَقْتُ أَصْحَابِي ، وَجَعَلْتُ لا أَذْهَبُ وَلا أَجِيءُ إِلا وَحْدِي ، وَكَانَتْ أُمِّي تُرْسِلُنِي إِلَى الْكُتَّابِ ، فَأَنْقَطِعُ دُونَهُ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَا عَلَّمَنِي شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَمُحَمَّدًا بَعْدَهُ رَسُولُ اللَّهِ ، وَالإِيمَانُ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، فَأَعْطَيْتُهُ ذَلِكَ ، وَعَلَّمَنِي الْقِيَامَ فِي الصَّلاةِ ، فَكَانَ يَقُولُ : إِذَا قُمْتَ فِي الصَّلاةِ ، فَاسْتَقْبَلْتَ الْقِبْلَةَ ، فَإِنِ احْتَوَشَتْكَ النَّارُ ، فَلا تَلْتَفِتْ ، وَإِنْ دَعَتْكَ أُمُّكَ أَوْ أَبُوكَ فِي صَلاةِ الْفَرِيضَةِ فَلا تَلْتَفِتْ ، إِلا أَنْ يَدْعُوكَ رَسُولٌ مِنْ رُسُلِ اللَّهِ ، وَإِنْ دَعَاكَ وَأَنْتَ فِي فَرِيضَةٍ ، فَاقْطَعْهَا ، فَإِنَّهُ لا يَدْعُوكَ إِلا بِوَحْيٍ مِنَ اللَّهِ ، وَأَمَرَنِي بِطُولِ الْقُنُوتِ ، وَزَعَمَ أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ : طُولُ الْقُنُوتِ الأَمَانُ عَلَى الصِّرَاطِ ، وَأَمَرَنِي بِطُولِ السُّجُودِ ، وَزَعَمَ أَنَّ طُولَ السُّجُودِ الأَمَانُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَقَالَ : لا تَكُونَنَّ مَازِحًا لَكِنْ جَادًّا حَتَّى تُسَلِّمَ عَلَيْكَ مَلائِكَةُ اللَّهِ أَجْمَعِينَ ، وَقَالَ : لا تَعْصِيَنَّ فِي طَمَعٍ ، وَلا عَبَثٍ ، حَتَّى لا تُحْجَبَ عَنِ الْجَنَّةِ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، ثُمَّ قَالَ : إِذَا أَدْرَكْتَ مُحَمَّدًا الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ جِبَالِ تِهَامَةَ ، فَآمِنْ بِهِ ، وَاقْرَأْ عَلَيْهِ السَّلامَ مِنِّي " وَذَكَرَ إِسْلامَهُ بِطُولِهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة