ثنا ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَرَحٍ ، ثنا عُمَرُ الْمُقْرِي ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ قَالَ : " وَقَعَ فِي قَلْبِ أُمِّ شَرِيكٍ الإِسْلامُ فَأَسْلَمَتْ وَهِيَ بِمَكَّةَ ، وَهِيَ إِحْدَى نِسَاءِ قُرَيْشٍ ، ثُمَّ إِحْدَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، وَكَانَتْ تَحْتَ أَبِي الْعَسْكَرِ الدَّوْسِيِّ ، فَأَسْلَمَتْ ، ثُمَّ جَعَلَتْ تَدْخُلُ عَلَى نِسَاءِ قُرَيْشٍ سِرًّا ، فَتَدْعُوهُنَّ وَتُرَغِّبُهُنَّ فِي الإِسْلامِ ، حَتَّى ظَهَرَ أَمْرُهَا لأَهْلِ مَكَّةَ ، فَأَخَذُوهَا ، وَقَالُوا : لَوْلا قَوْمُكَ لَفَعَلْنَا بِكِ وَفَعَلْنَا ، وَلَكِنَّا سَنَرُدُّكِ إِلَيْهِمْ ، قَالَتْ : فَحَمَلُونِي عَلَى بَعِيرٍ لَيْسَ تَحْتِي شَيْءٌ مُوَطَّأٌ وَلا غَيْرُهُ ، ثُمَّ تَرَكُوني ثَلاثًا لا يُطْعِمُونَنِي وَلا يَسْقُونَنِي ، قَالَتْ : فَمَا أَتَتْ عَلَيَّ ثَلاثٌ حَتَّى مَا فِي الأَرْضِ شَيْءٌ أَسْمَعُهُ ، قَالَتْ : فَنَزَلُوا مَنْزِلا ، وَكَانُوا إِذَا نَزَلُوا مَنْزِلا أَوْثَقُونِي فِي الشَّمْسِ واسْتَظَلُّوا هُمْ مِنْهَا ، وَحَبَسُوا عَنِّي الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ ، فَلا تَزَالُ تِلْكَ حَالِي حَتَّى يَرْتَحِلُوا ، قَالَتْ : فَبَيْنَمَا هُمْ نَزَلُوا مَنْزِلا وَأَوْثَقُونِي فِي الشَّمْسِ واسْتَظَلُّوا مِنْهَا ، إِذَا أَنَا بِأَبْرَدِ شَيْءٍ عَلَى صَدْرِي ، فَتَنَاوَلْتُهُ فَإِذَا هُوَ دَلْوٌ مِنْ مَاءٍ ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ قَلِيلا ثُمَّ نُزِعَ فَرُفِعَ ، ثُمَّ عَادَ فَتَنَاوَلْتُهُ فَشَرِبْتُ مِنْهُ ثُمَّ رُفِعَ ، ثُمَّ عَادَ أَيْضًا فَتَنَاوَلْتُهُ فَشَرِبْتُ مِنْهُ قَلِيلا ثُمَّ رُفِعَ ، قَالَتْ : فَصَنَعَ بِي مِرَارًا ، ثُمَّ تُرِكْتُ فَشَرِبْتُ حَتَّى رُوِّيتُ ، ثُمَّ أَفْضَيْتُ سَائِرَهُ عَلَى جَسَدِي وَثِيَابِي ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظُوا إِذَا هُمْ بِأَثَرِ الْمَاءِ وَرَأَوْنِي حَسَنَةَ الْهَيْئَةِ ، قَالُوا لِي : أَتَحَلَّلْتِ فَأَخَذْتِ سِقَاءَنَا فَشَرِبْتِ مِنْهُ ، قُلْتُ : لا وَاللَّهِ مَا فَعَلْتُ ، وَلَكِنَّهُ كَانَ مِنَ الأَمْرِ كَذَا وَكَذَا ، قَالُوا : لَئِنْ كُنْتِ صَادِقَةً لَدِينُكِ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَى أَسْقِيَتِهِمْ ، وَجَدُوهَا كَمَا تَرَكُوهَا فَأَسِفُوا عِنْدَ ذَلِكَ ، وَأَقْبَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَهَبَتْ نَفْسَهَا لَهُ بِغَيْرِ مَهْرٍ فَقَبِلَهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا " .