قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبِي شُمَيْطًا ، يَقُولُ : " كُلُّ يَوْمٍ يَنْقُصُ مِنْ أَجَلِكَ ، وَأَنْتَ لا تَحْزَنُ ، وَكُلُّ يَوْمٍ تَسْتَوْفِيَ مِنْ رِزْقِكَ ، قَدْ أُعْطِيتَ مَا يَكْفِيكَ ، وَأَنْتَ تَطْلُبُ مَا يُطْغِيكَ ، وَلا بِقَلِيلٍ تَقْنَعُ ، وَلا مِنْ كَثِيرٍ تَشْبَعُ ، فَكَيْفَ يَسْتَبِينُ لِلْعَالِمِ جَهْلُ مَنْ قَدْ عَجَزَ عَنْ شُكْرِ مَا هُوَ فِيهِ ، وَهُوَ مُغْتَرٌّ فِي طَلَبِ الزِّيَادَةِ ؟ أَمْ كَيْفَ يَعْمَلُ لِلآخِرَةِ مَنْ لا تَنْقَضِي عِنَ الدُّنْيَا شَهْوَتُهُ ، وَلا تَنْقَضِي فِيهَا رَغْبَتُهُ ؟ فَالْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِمُصَدِّقٍ بِدَارِ الْحَقِّ ، وَهُوَ يَسْعَى لِدَارِ الْغُرُورِ " .