حَدَّثَنَا أَبِي ، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الأَعْرَجِ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ جَابِرٍ يَعْنِي الْجُعْفِيَّ ، قَالَ : قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ : يَا جَابِرُ ، إِنِّي لَمَحْزُونٌ ، وَإِنِّي لَمُشْتَغِلُ الْقَلْبِ ، قُلْتُ : وَلِمَ حُزْنُكَ , وَشُغْلُ قَلْبِكَ ؟ قَالَ : يَا جَابِرُ ، إِنَّهُ مَنْ دَخَلَ وَقَلْبُهُ صَافٍ خَالِصٌ دِينَ اللَّهِ شَغَلَهُ عَمَّا سِوَاهُ ، يَا جَابِرُ ، مَا الدُّنْيَا وَمَا عَسَى أَنْ تَكُونَ ! ، هَلْ هُوَ إِلا مَرْكَبٌ رَكِبْتَهُ ، أَوْ ثَوْبٌ لَبِسْتَهُ ، أَوِ امْرَأَةٌ أَصَبْتَهَا ؟ ، يَا جَابِرُ ، إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَطْمَئِنُّوا إِلَى الدُّنْيَا لِبَقَاءٍ فِيهَا ، وَلَمْ يَأْمَنُوا قُدُومَ الآخِرَةِ عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يُصِمَّهُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ مَا سَمِعُوا بِآذَانِهِمْ مِنَ الْفِتْنَةِ ، وَلَمْ يُعْمِهِمْ عَنْ نُورِ اللَّهِ مَا رَأَوْا بِأَعْيُنِهِمْ مِنَ الزِّينَةِ ، فَفَازُوا بِثَوَابِ الأَبْرَارِ ، إِنَّ أَهْلَ التَّقْوَى أَيْسَرُ أَهْلِ الدُّنْيَا مُؤْنَةً ، وَأَكْثَرُهُمْ لَكَ مَعُونَةً ، إِنْ نَسِيتَ ذَكَّرُوكَ ، وَإِنْ ذَكَرْتَ أَعَانُوكَ ، قَوَّالِينَ بِحَقِّ اللَّهِ ، قَوَّامِينَ بِأَمْرِ اللَّهِ ، قَطَعُوا مَحَبَّتَهُمْ بِمَحَبَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَنَظَرُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَى مَحَبَّتِهِ بِقُلُوبِهِمْ ، وَتَوَحَّشُوا مِنَ الدُّنْيَا لِطَاعَةِ مَلِيكِهِمْ ، وَعَلِمُوا أَنَّ ذَلِكَ مَنْظُورٌ إِلَيْهِمْ مِنْ شَأْنِهِمْ ، فَأَنْزِلِ الدُّنْيَا بِمَنْزِلٍ نَزَلْتَ بِهِ وَارْتَحَلْتَ عَنْهُ ، أَوْ كَمَالٍ أَصَبْتَهُ فِي مَنَامِكَ فَاسْتَيْقَظْتَ وَلَيْسَ مَعَكَ مِنْهُ شَيْءٌ ، وَاحْفَظِ اللَّهَ تَعَالَى مَا اسْتَرْعَاكَ مِنْ دِينِهِ وَحِكْمَتِهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |