حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِقْسَمٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْوَرَّاقُ الأصبهاني ، قَالا : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَاحِبِ أَبِي ضَمْرَةَ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ حُمَيْدٍ الدَّهَكِيُّ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ أُرَاهُ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ سُلَيْمَانَ ، عَنِ الذَّيَّالِ بْنِ عَبَّادٍ ، قَالَ : كَتَبَ أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ إِلَى الزُّهْرِيِّ : عَافَانَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ أَبَا بَكْرٍ مِنَ الْفِتَنِ وَرَحِمَكَ مِنَ النَّارِ ، فَقَدْ أَصْبَحْتَ بِحَالٍ يَنْبَغِي لِمَنْ عَرَفَكَ بِهَا أَنْ يَرْحَمَكَ مِنْهَا ، أَصْبَحْتَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ أَثْقَلَتْكَ نِعَمُ اللَّهِ عَلَيْكَ : بِمَا أَصَحَّ مِنْ بَدَنِكَ ، وَأَطَالَ مِنْ عُمُرِكَ ، وَعَلِمْتَ حُجَجَ اللَّهِ تَعَالَى : مِمَّا حَمَّلَكَ مِنْ كِتَابِهِ ، وَفَقَّهَكَ فِيهِ مِنْ دِينِهِ ، وَفَهَّمَكَ مِنْ سُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَمَى بِكَ فِي كُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَهَا عَلَيْكَ ، وَكُلِّ حُجَّةٍ يَحْتَجُّ بِهَا عَلَيْكَ الْغَرَضَ الأَقْصَى ، ابْتَلَى فِي ذَلِكَ شُكْرَكَ ، وَأَبْدَى فِيهِ فَضْلَهُ عَلَيْكَ ، وَقَدْ قَالَ : لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ سورة إبراهيم آية 7 ، انْظُرْ أَيَّ رَجُلٍ تَكُونُ إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَسَأَلَكَ عَنْ نِعَمِهِ عَلَيْكَ كَيْفَ رَعَيْتَهَا ، وَعَنْ حُجَجِهِ عَلَيْكَ كَيْفَ قَضَيْتَهَا ، وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ رَاضِيًا مِنْكَ بِالتَّغْرِيرِ ، وَلا قَابِلا مِنْكَ التَّقْصِيرَ ، هَيْهَاتَ ، لَيْسَ كَذَلِكَ ، أَخَذَ عَلَى الْعُلَمَاءِ فِي كِتَابِهِ ، إِذْ قَالَ تَعَالَى : لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ سورة آل عمران آية 187 ، إِنَّكَ تَقُولُ : إِنَّكَ جَدِلٌ مَاهِرٌ عَالِمٌ قَدْ جَادَلْتَ النَّاسَ فَجَدَلْتَهُمْ ، وَخَاصَمْتَهُمْ فَخَصَمْتَهُمْ ، إِدْلالا مِنْكَ بِفَهْمِكَ ، وَاقْتِدَارًا مِنْكَ بِرَأْيِكَ ، فَأَيْنَ تَذْهَبُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : هَأَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سورة النساء آية 109 ، اعْلَمْ أَنَّ أَدْنَى مَا ارْتَكَبْتَ ، وَأَعْظَمَ مَا احْتَقَبْتَ ، أنْ آنَسْتَ الظَّالِمَ ، وَسَهَّلْتَ لَهُ طَرِيقَ الْغَيِّ بِدُنُوِّكَ حِينَ أُدْنِيتَ ، وَإِجَابَتِكَ حِينَ دُعِيتَ ، فَمَا أَخْلَقَكَ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِكَ غَدًا مَعَ الْجُرْمَةِ ، وَأَنْ تُسْأَلَ عَمَّا أَرَدْتَ بِإِغْضَائِكَ عَنْ ظُلْمِ الظَّلَمَةِ ، إِنَّكَ أَخَذْتَ مَا لَيْسَ لِمَنْ أَعْطَاكَ ، وَدَنَوْتَ مِمَّنْ لا يَرُدُّ عَلَى أَحَدٍ حَقًّا ، وَلا تَرَكَ بَاطِلا حِينَ أَدْنَاكَ ، وَأَحْبَبْتَ مَنْ أَرَادَ التَّدْلِيسَ بِدُعَائِهِ إِيَّاكَ حِينَ دَعَاكَ ، جَعَلُوكَ قُطْبًا تَدُورُ رَحَى بَاطِلِهِمْ عَلَيْكَ ، وَجِسْرًا يَعْبُرُونَ بِكَ إِلَى بَلائِهِمْ ، وَسُلَّمًا إِلَى ضَلالَتِهِمْ ، وَدَاعِيًا إِلَى غَيِّهِمْ ، سَالِكًا سَبِيلَهُمْ ، يُدْخِلُونَ بِكَ الشَّكَّ عَلَى الْعُلَمَاءِ ، وَيَقْتَادُونَ بِكَ قُلُوبَ الْجُهَّالِ إِلَيْهِمْ ، فَلَمْ تَبْلُغْ أَخَصَّ وُزَرَائِهِمْ ، وَلا أَقْوَى أَعْوَانِهِمْ لَهُمْ ، إِلا دُونَ مَا بَلَغْتَ مِنْ إِصْلاحِ فَسَادِهِمْ ، وَاخْتِلافِ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ إِلَيْهِمْ ، فَمَا أَيْسَرَ مَا عَمَّرُوا لَكَ فِي جَنْبِ مَا خَرَّبُوا عَلَيْكَ ، وَمَا أَقَلَّ مَا أَعْطَوْكَ فِي كَثِيرِ مَا أَخَذُوا مِنْكَ ، فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ ، فَإِنَّهُ لا يَنْظُرُ لَهَا غَيْرُكَ ، وَحَاسِبْهَا حِسَابَ رَجُلٍ مَسْئُولٍ ، وَانْظُرْ : كَيْفَ شُكْرُكَ لِمَنْ غَذَّاكَ بِنِعَمِهِ صَغِيرًا وَكَبِيرًا ، وَانْظُرْ : كَيْفَ إِعْظَامُكَ أَمْرَ مَنْ جَعَلَكَ بِدَيْنِهِ فِي النَّاسِ بَجِيلا ؟ وَكَيْفَ صِيَانَتُكَ لِكِسْوَةِ مَنْ جَعَلَكَ لَكِسْوَتِهِ سَتِيرًا ؟ وَكَيْفَ قَرُبُكَ وَبُعْدُكَ مِمَّنْ أَمَرَكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُ قَرِيبًا ؟ مَا لَكَ لا تَنْتَبِهُ مِنْ نَعْسَتِكَ ، وَتَسْتَقِيلُ مِنْ عَثْرَتِكَ ، فَتَقُولَ : وَاللَّهِ مَا قُمْتُ لِلَّهِ مَقَامًا وَاحِدًا أُحْيِي لَهُ فِيهِ دِينًا ، وَلا أُمْيتُ لَهُ فِيهِ بَاطِلا ، إِنَّمَا شُكْرُكَ لِمَنِ اسْتَحْمَلَكَ كِتَابَهُ وَاسْتَوْدَعَكَ عِلْمَهُ ، مَا يُؤَمِّنُكِ أَنْ تَكُونَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى سورة الأعراف آية 169 ، إِنَّكَ لَسْتَ فِي دَارِ مُقَامٍ ، قَدْ أُوذِنْتَ بِالرَّحِيلِ ، مَا بَقَاءُ الْمَرْءِ بَعْدَ أَقْرَانِهِ ؟ ! طُوبَى لِمَنْ كَانَ مَعَ الدُّنْيَا فِي وَجَلٍ ، يَا بُؤْسَ مَنْ يَمُوتُ وَتَبْقَى ذُنُوبُهُ مِنْ بَعْدِهِ ، إِنَّكَ لَمْ تُؤْمَرْ بِالنَّظَرِ لِوَارِثِكَ عَلَى نَفْسِكَ ، لَيْسَ أَحَدٌ أَهْلا أَنْ تُرْدِفَهُ عَلَى ظَهْرِكَ ، ذَهَبَتِ اللَّذَّةُ ، وَبَقِيَتِ التَّبِعَةُ ، مَا أَشْقَى مَنْ سَعِدَ بِكَسْبِهِ غَيْرُهُ ، احْذَرْ فَقَدْ أُتِيتَ ، وَتَخَلَّصْ فَقَدْ أُدْهِيتَ ، إِنَّكَ تُعَامِلُ مَنْ لا يَجْهَلُ ، وَالَّذِي يَحْفَظُ عَلَيْكَ لا يَغْفُلُ ، تَجَهَّزْ فَقَدْ دَنَا مِنْكَ سَفَرٌ ، وَدَاوِ دِينَكَ فَقَدْ دَخَلَهُ سَقَمٌ شَدِيدٌ ، وَلا تَحْسَبَنَّ أَنِّي أَرَدْتُ تَوْبِيخَكَ أَوْ تَعْيِيرَكَ وَتَعْنِيفَكَ ، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ تُنْعِشَ مَا فَاتَ مِنْ رَأْيِكَ ، وَتَرُدَّ عَلَيْكَ مَا عَزَبَ عَنْكَ مِنْ حِلْمِكَ ، وَذَكَرْتُ قَوْلَهُ تَعَالَى : وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ سورة الذاريات آية 55 ، أَغَفَلْتَ ذِكْرَ مَنْ مَضَى مِنْ أَسْنَانِكَ وَأَقْرَانِكَ ، وَبَقِيتَ بَعْدَهُمْ كَقَرْنٍ أَعْضَبَ ، فَانْظُرْ هَلِ ابْتُلُوا بِمِثْلِ مَا ابْتُلِيتَ بِهِ ، أَوْ دَخَلُوا فِي مِثْلِ مَا دَخَلْتَ فِيهِ ؟ وَهَلْ تَرَاهُ ادَّخَرَ لَكَ خَيْرًا مُنِعُوهُ ، أَوْ عَلَّمَكَ شَيْئًا جَهِلُوهُ ، بَلْ جَهِلْتَ مَا ابْتُلِيتَ بِهِ مِنْ حَالِكِ فِي صُدُورِ الْعَامَّةِ ، وَكَلِفِهِمْ بِكَ أَنْ صَارُوا يَقْتَدُونَ بِرَأْيِكَ وَيَعْمَلُونَ بِأَمْرِكَ ، إِنْ أَحْلَلْتَ أَحَلُّوا ، وَإِنْ حَرَّمْتَ حَرَّمُوا ، وَلَيْسَ ذَلِكَ عِنْدَكَ ، وَلَكِنَّهُمْ إِكْبَابَهُمْ عَلَيْكَ ، وَرَغْبَتَهُمْ فِيمَا فِي يَدَيْكَ ذَهَابُ عَمَلِهِمْ ، وَغَلَبَةُ الْجَهْلِ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ ، وَطَلَبُ حُبِّ الرِّيَاسَةِ وَطَلَبُ الدُّنْيَا مِنْكَ وَمِنْهُمْ ، أَمَا تَرَى مَا أَنْتَ فِيهِ مِنَ الْجَهْلِ وَالْغِرَّةِ ، وَمَا النَّاسُ فِيهِ مِنَ الْبَلاءِ وَالْفِتْنَةِ ؟ ! ابْتَلَيْتَهُمْ بِالشُّغُلِ عَنْ مَكَاسِبِهِمْ وَفَتَنْتَهُمْ بِمَا رَأَوْا مِنْ أَثَرِ الْعِلْمِ عَلَيْكَ ، وَتَاقَتْ أَنْفُسُهُمْ إِلَى أَنْ يُدْرِكُوا بِالْعِلْمِ مَا أَدْرَكْتَ ، وَيَبْلُغُوا مِنْهُ مِثْلَ الَّذِي بَلَغْتَ فَوَقَعُوا بِكَ فِي بَحْرٍ لا يُدْرَكُ قَعْرُهُ وَفِي بَلاءٍ لا يُقَدَّرُ قَدْرُهُ ، فَاللَّهُ لَنَا وَلَكَ وَلَهُمُ الْمُسْتَعَانُ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْجَاهَ جَاهَانِ : جَاهٌ يُجْرِيهِ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى يَدَيْ أَوْلِيَائِهِ لأَوْلِيَائِهِ ، الْخَامِلِ ذِكْرُهُمْ ، الْخَافِيَةِ شُخُوصُهُمْ ، وَلَقَدْ جَاءَ نَعْتُهُمْ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الأَخْفِيَاءَ الأَتْقِيَاءَ الأَبْرِيَاءَ ، الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، وَإِذَا شُهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا ، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى ، يَخْرُجُونَ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةٍ " ، فَهَؤُلاءِ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ : أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ سورة المجادلة آية 22 ، وِجَاهٌ يُجْرِيهِ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى يَدَيْ أَعْدَائِهِ لأَوْلِيَائِهِ وَمِقَةٌ يَقْذِفُهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ لَهُمْ ، فَيُعَظِّمُهُمُ النَّاسُ بِتَعْظِيمِ أُولَئِكَ لَهُمْ ، وَيَرْغَبُ النَّاسُ فِيمَا فِي أَيْدِيهِمْ لِرَغْبَةِ أُولَئِكَ فِيهِ إِلَيْهِمْ ، أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ سورة المجادلة آية 19 ، وَمَا أَخْوَفَنِي أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَنْظُرُ لِمَنْ عَاشَ مَسْتُورًا عَلَيْهِ فِي دِينِهِ ، مَقْتُورًا عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ ، مَعْزُولَةً عَنْهُ الْبَلايَا ، مَصْرُوفَةً عَنْهُ الْفِتَنُ فِي عُنْفُوَانِ شَبَابِهِ ، وَظُهُورِ جَلَدِهِ ، وَكَمَالِ شَهْوَتِهِ ، فَعَنَّى بِذَلِكَ دَهْرَهُ حَتَّى إِذَا كَبُرَ سِنُّهُ ، وَرَقَّ عَظْمُهُ ، وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُ ، وَانْقَطَعَتْ شَهْوَتُهُ وَلَذَّتُهُ فُتِحَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا شَرَّ فُتُوحٍ ، فَلَزِمَتْهُ تَبِعَتُهَا ، وَعَلِقَتْهُ فِتْنَتُهَا ، وَأَغْشَتْ عَيْنَيْهِ زَهْرَتُهَا ، وَصَفَتْ لِغَيْرِهِ مَنْفَعَتُهَا ، فَسُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا أَبْيَنَ هَذَا الْغَبْنَ ، وَأَخْسَرَ هَذَا الأَمْرَ ، فَهَلا إِذْ عُرِضَتْ لَكَ فِتْنَتُهَا ذَكَرْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فِي كِتَابِهِ إِلَى سَعْدٍ حِينَ خَافَ عَلَيْهِ مِثْلَ الَّذِي وَقَعْتَ فِيهِ عِنْدَمَا فَتْحَ اللَّهُ عَلَى سَعْدٍ : أَمَّا بَعْدُ فَأَعْرِضْ عَنْ زَهْرَةِ مَا أَنْتَ فِيهِ حَتَّى تَلْقَى الْمَاضِينَ الَّذِينَ دُفِنُوا فِي أَسْمَالِهِمْ ، لاصِقَةً بُطُونُهُمْ بِظُهُورِهِمْ ، لَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ، لَمْ تَفْتِنْهُمُ الدُّنْيَا ، وَلَمْ يُفْتَنُوا بِهَا ، رَغِبُوا فَطَلَبُوا فَمَا لَبِثُوا أَنْ لَحِقُوا ، فَإِذَا كَانَتِ الدُّنْيَا تَبْلُغُ مِنْ مِثْلِكَ هَذَا فِي كِبَرِ سِنِّكَ وَرُسُوخِ عِلْمِكَ ، وَحُضُورِ أَجَلِكَ ، فَمَنْ يَلُومُ الْحَدَثَ فِي سِنِّهِ ، وَالْجَاهِلَ فِي عِلْمِهِ ، الْمَأْفُونَ فِي رَأْيِهِ ، الْمَدْخُولَ فِي عَقْلِهِ ، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، عَلَى مَنِ الْمُعَوِّلُ ، وَعِنْدَ مَنِ الْمُسْتَعْتَبُ ، نَحْتَسِبُ عِنْدَ اللَّهِ مُصِيبَتَنَا ، وَنَشْكُو إِلَيْهِ بَثَّنَا ، وَمَا نَرَى مِنْكَ ، وَنَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي عَافَانَا مِمَّا ابْتَلاكَ بِهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، أَسْنَدَ أَبُو حَازِمٍ : عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ ، وَسَمِعَ مِنْهُ ، وَمِنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ رَأَى أَبَا هُرَيْرَةَ ، وَسَمِعَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، وَالأَعْرَجِ ، وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ ، وَبَعْجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ الْجُهَنِيِّ ، وَعُمَارَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِيِّ ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، فِي آخَرِينَ ، وَرَوَى عَنْهُ مِنَ التَّابِعِينَ عِدَّةٌ مِنْهُمْ : عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ ، وَعُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ ، وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الأَئِمَّةِ وَالأَعْلامِ : مَالِكٌ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَالْحَمَّادَانِ ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ ، وَمَعْمَرٌ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، وَالْمَسْعُودِيُّ ، وَزَائِدَةُ ، وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ ، وَابْنَاهُ : عَبْدُ الْعَزِيزِ ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ ابْنَا أَبِي حَازِمٍ ، فِي آخَرِينَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ | سلمة بن دينار الأعرج | ثقة |
الذَّيَّالِ بْنِ عَبَّادٍ | ذيال بن عبيد المالكي | صدوق حسن الحديث |
عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ سُلَيْمَانَ | عبد الحميد بن سليمان الخزاعي | ضعيف الحديث |
رَجُلٍ | اسم مبهم | |
الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسَةَ | الفضل بن عنبسة الخزاز / توفي في :197 | ثقة |
هَارُونُ بْنُ حُمَيْدٍ الدَّهَكِيُّ | هارون بن حميد الدهكي | صدوق حسن الحديث |
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَاحِبِ أَبِي ضَمْرَةَ | أحمد بن عبد الله الوكيل | صدوق حسن الحديث |
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْوَرَّاقُ الأصبهاني | محمد بن أحمد الأصبهاني | مجهول الحال |
أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِقْسَمٍ | أحمد بن محمد المقرئ | ضعيف الحديث |