حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، ثنا الْحُسَيْنُ ، ثنا أَيُّوبُ الْوَزَّانُ ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ ، أَنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ رَأَى فِي مَنَامِهِ كَأَنَّ قَائِلا يَقُولُ لَهُ : حُجَّ مِنْ عَامِكَ هَذَا ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا لِي مِنْ مَالٍ ، مِنْ أَيْنَ أحَجُّ ؟ قَالَ : احْتَفِرْ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا مِنْ دَارِكِ فَإِنَّ فِيهِ دِرْعًا ، فَبِعْهُ ، ثُمَّ حُجَّ ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ احْتَفَرْتُ ، فَاسْتَخْرَجْتُ دِرْعًا ، فَبِعْتُهَا فَحَجَجْتُ ، فَقَضَيْتُ مَنَاسِكِي وَجِئْتُ إِلَى الْبَيْتِ لأُوَدِّعَهُ ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ غَشِيَتْنِي نَعْسَةٌ ، فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشِي بَيْنَهُمَا ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِيتِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَأَقْرِهِ مِنِّي السَّلامَ وَقُلْ لَهُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ لَكَ : إِنَّ اسْمَكَ عِنْدَنَا عُمَرُ الْمَهْدِيُّ ، وَأَبُو الْيَتَامَى ، فَاشْدُدْ يَدَكَ عَلَى الْعَرِيفِ وَالْمَاكِسِ ، وَإِيَّاكَ أَنَّ تَحِيدَ عَنْ طَرِيقَةِ هَذَا وَطَرِيقَةِ هَذَا فَيُحَادَ بِكَ عَنِّي ، فَانْتَبَهَ وَهُوَ يَبْكَى ، وَيقُولُ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَنِي ، فَلَوْ كَانَتْ رِسَالَتُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَمْ أَدَعْهَا أَوْ أَبْلِغَهَا أَوْ أَمُوتَ ، فَأَقْبَلَ إِلَى الشَّامِ إِلَى عُمَرَ وَكَانَ بِدَيْرِ سَمْعَانَ ، فَأَتَى حَاجِبَهُ ، وَقَالَ : اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى عُمَرَ ، وَقُلْ لَهُ أَنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاسْتَضْعَفَ الْحَاجِبُ عَقْلَهُ ، ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي ، فَقَالَ لَهُ : مَنْ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ الْحَاجِبُ : هَذَا مُولَهٌ لَيْسَ لَهُ عَقْلٌ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَهُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، مَنْ أَنْتَ وَمَا تُرِيدُ ؟ ثُمَّ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَذَا إِنْسَانٌ قَدْ وَلِعَ بِالاسْتِئْذَانِ إِلَيْكَ ، فَإِذَا قُلْتُ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ عَلَى عُمَرَ ، فَقَالَ : " مَنْ أَنْتَ ؟ " قَالَ : أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَخْبَرَهُ بِقِصَّةِ رُؤْيَاهُ ، وَمَا رَأَى فِي مَنَامِهِ ، وَقَالَ : لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي أَمَرَهُ بِهِ ، وَقَالَ : إِيَّاكَ أَنْ تَحِيدَ عَنْ طَرِيقَةِ هَذَا وَهَذَا ، فَيُحَادَ بِكَ غَدًا عَنَّا ، فَقَالَ عُمَرُ : " مُرُوا لَهُ بِكَذَا وَكَذَا " ، قَالَ : مَا أَقْبَلُ لِرِسَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا وَلَوْ أَعْطَيْتَنِي جَمِيعَ مَا تَمْلِكُ ، ثُمَّ خَرَجَ عَنْهُ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ : وَأَنَا إِذْ ذَاكَ أَنَامُ عَلَى بَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَخَافَةَ أَنْ يَحْدُثَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ أَمْرٌ ، فَأُصْلِحُهُ ، وَإِلا أَنْبَهْتُهُ ، فَانْتَبَهْتُ لَيْلَةً لِبُكَائِهِ وَنَشِيجٍ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا هَذَا الَّذِي قَدْ دَهَاكَ ؟ مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ ؟ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ صَدَّقَ رُؤْيَا الْبَصْرِيِّ ، جَاءَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَقَالَ : يَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، إِنَّ اسْمَكَ عِنْدَنَا عُمَرُ الْمَهْدِيُّ ، وَأَبُو الْيَتَامَى ، فَاشْدُدْ يَدَكَ عَلَى الْعَرِيفِ وَالْمَاكِسِ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَحِيدَ عَنْ طَرِيقَةِ هَذَا وَطَرِيقَةِ هَذَا فَيُحَادَ بِكَ " ، فَجَعَلَ يَبْكِي بِنَشِيجٍ وَهُوَ يَقُولُ : أَنَّى لِي بِطَرِيقَةِ هَذَا وَطَرِيقَةِ هَذَا ؟ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |