حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، ثنا الْحَسَنُ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ ، ثنا ابْنُ سَمْعَانَ ، أَنْبَأَنَا شَيْخٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ ، أَنَّ كَعْبًا ، قَالَ لِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَأَسْلَمَ في ولايته ، وذلك أَنَّهُ مَرَّ بِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ : يَأَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا سورة النساء آية 47 ، فَأَسْلَمَ كَعْبٌ ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ ، فَاسْتَأْذَنَهُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْغَزْوِ إِلَى الرُّومِ ، فَأَذِنَ لَهُ فَانْتَهَى إِلَى رَاهِبٍ قَدْ حَبَسَ نَفْسَهُ فِي صَوْمَعَةٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَنَادَاهُ كَعْبٌ فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ الرَّاهِبُ ، فَقَالَ : " مَنْ أَنْتَ " ، قَالَ : أَنا كَعْبٌ الْحَبْرُ ، قَالَ : " قَدْ سَمِعْتُ بِكَ فَمَا حَاجَتُكَ ؟ " قَالَ : جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ حَالِكَ ، نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ هَلْ حَبَسْتَ نَفْسَكَ فِي هَذِهِ الصَّوْمَعَةِ إِلا لآيَةٍ تَجِدُهَا فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ أَصْحَابَ رُءُوسِ الصَّوَامِعِ الْبِيضِ هُمْ خِيَارُ عِبَادِ اللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ ، قَالَ : فَنَشَدْتُكَ بِاللَّهِ هَلْ تَجِدُ فِي الآيَةِ الَّتِي تَتْلُوهَا أَنَّهُمُ الشُّعْثُ الْغُبْرُ الَّذِينَ أَوْلادَهُمْ يَتَامَى لِغَيْبَةِ آبَائِهِمْ وَلَيْسُوا يَتَامَى ، وَنِسَاؤُهُمْ أَيَامَى لِغَيْبَةِ أَزْوَاجِهِمْ وَلَسْنَ بِأَيَامَى ، أَزْوِدَتُهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ تَحْمِلُهُمْ أَرْضٌ وَتَضَعُهُمْ أُخْرَى يجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ هُمْ خِيَارُ عِبَادِ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنَّ هَذِهِ لَيْسَتْ تِلْكَ الصَّوَامِعُ إِنَّمَا هِيَ فَسَاطِيطُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ يَغْزُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَيْسَتْ هَذِهِ الصَّوْمَعَةُ الَّتِي حَبَسْتَ فِيهَا نَفْسَكَ ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ الرَّاهِبُ ، فَأَسْلَمَ وَشَهِدَ مَعَهُ شَهَادَةَ الْحَقِّ وَغَزَا مَعَهُ الرُّومَ وَانْصَرَفَ إِلَى عُمَرَ ، فَأُعْجِبَ عُمَرُ بِإِسْلامِهِمَا فَكَانَتِ الرَّهْبَانِيَّةُ بِدْعَةً مِنْهُمْ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |