كعب الاحبار


تفسير

رقم الحديث : 7834

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ السِّنْدِيِّ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلَوِيَّةَ الْقَطَّانُ ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْقُرَشِيُّ أَبُو حُذَيْفَةَ ، عَنْ سَعِيدِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ حِينَ ناجاهُ رَبُّهُ تَعَالَى : يَا رَبِّ أَقَرِيبٌ أَنْتَ فَأُنَاجِيكَ أَمْ بَعِيدٌ ، فَأُنَادِيكَ ، قَالَ : يَا مُوسَى ، " لأَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي قَالَ : يَا رَبِّ إِنِّي أُجِلُّكَ أَنْ أَذْكُرَكَ عَلَى خَلائِي أَوْ آتِي أَهْلِي ، قَالَ : يَا مُوسَى اذْكُرْنِي عَلَى أَيِّ حَالٍ كُنْتَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ أُقَرِّبَ مَجْلِسَكَ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلا تَنْهَرِ السَّائِلَ وَلا تَقْهَرِ الْيَتِيمَ ، وَجَالِسِ الضُّعَفَاءَ وَارْحَمِ الْمَسَاكِينَ وَأَحِبَّ الْفُقَرَاءَ وَلا تَفْرَحْ بِكَثْرَةِ الْمَالِ ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الْمَالِ تُقَسِّي الْقَلْبَ ، يَا مُوسَى إِذَا رَأَيْتَ الْغِنَى مُقْبِلا فَقُلْ ذَنْبٌ عُجِّلَتْ عُقُوبَتُهُ ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْفَقْرَ مُقْبِلا فَقُلْ مَرْحَبًا بِشِعَارِ الصَّالِحِينَ ، يَا مُوسَى إِنْ أَرَدْتَ أَنْ لا يَبْقَى مَلَكٌ فِي السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَالأَرْضِ إِلا سَلَّمُوا عَلَيْكَ وَصَافَحُوكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَأَكْثِرِ التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ ، يَا مُوسَى أَسْمِعْنِي لَذَاذَةَ التَّوْرَاةِ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ أَجْعَلْ لَكَ فِي الْمَعَادِ ذُخْرًا ، يَا مُوسَى إِذَا أَحْبَبْتَ أَنْ أُبَاهِيَ بِكَ الْمَلائِكَةَ فِي السَّمَاءِ وَفِي طُرُقَاتِ الدُّنْيَا فَأَمِطِ الأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ ، يَا مُوسَى ذَلِّلْ نَفْسَكَ لِي تَوَاضُعًا أَرْفَعْكَ ، يَا مُوسَى إِنْ أَرَدْتَ أَنْ لا تَدْعُوَنِي أَيَّامَ حَيَاتِكَ إِلا اسْتَجَبْتُ لَكَ وَلا تَسْأَلُنِي فِي الْقِيَامَةِ شَيْئًا إِلا قُلْتُ لَكَ : نَعَمْ ، فَعَلَيْكَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ ، يَا مُوسَى كُنْ فِي مُخَالَطَةِ النَّاسِ كَالصَّبِيِّ ، يَا مُوسَى كُنْ لَيِّنَ الْجَانِبِ فَإِنَّ أَبْغَضَ الْخَلْقِ إِلَيَّ الَّذِي فِي نَفْسِهِ كِبْرٌ وَفِي لِسَانِهِ جَفَاءٌ وَفِي قَلْبِهِ قَسْوَةٌ ، وَأَحَبُّ الأَخْلاقِ إِلَيَّ الرَّحْمَةُ وَالْعَطْفُ وَالرَّأْفَةُ وَالرِّقَّةُ ، يَا مُوسَى عَلَيْكَ بِلِينِ الْقَوْلِ وَطِيبِ الْكَلامِ ، يَا مُوسَى كَفَى بِالْعَبْدِ مِنَ الشَّرِّ إِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذْتُهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ ذَلِكَ لَعَنْتُهُ أَنَا وَمَلائِكَتِي فَالْوَيْلُ لِمَنْ لَعَنْتُهُ أَنَا وَمَلائِكَتِي فَالْوَيْلُ لِمَنْ لَعَنْتُهُ مَنْ يَقُومُ لِلَعْنَتِي ، يَا مُوسَى إِنِّي إِذَا لَعَنْتُهُ لَمْ يَرْحَمْهُ شَيْءٌ وَأَخْرَجْتُهُ مِنْ رَحْمَتِي الْعَظِيمَةِ الَّتِي مَنْ دَخَلَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَكَيْفَ يَرْحَمُهُ شَيْءٌ ولَمْ تَسَعْهُ رَحْمَتِي ، وَأَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، يَا مُوسَى ارْحَمْ خَلْقِي أَرْحَمْكَ ، يَا مُوسَى أَنَا رَحِيمٌ أُحِبُّ الرُّحَمَاءَ ، يَا طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ وَيَا طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ وَيَا طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ ، يَا مُوسَى مَنْ رَحِمَ رَحِمْتُهُ وَمَنْ رَحِمْتُهُ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ ، يَا مُوسَى إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ أَمْلأَ مَسَامِعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِمَّا يَسُرُّكَ ، فَارْحَمِ الصَّغِيرَ كَمَا تَرْحَمُ وَلَدَكَ وَارْحَمِ الضَّعِيفَ وَأَعِنِ الْقَوِيَّ وَارْحَمِ الْكَبِيرَ كَمَا تَرْحَمُ الصَّغِيرَ وَارْحَمِ الْمُعَافَى كَمَا تَرْحَمُ الْمُبْتَلَى ، وَارْحَمِ الْجَاهِلَ كَمَا تَرْحَمُ الْعَالِمَ ، وَارْحَمِ الْقَوِيَّ كَمَا تَرْحَمُ الضَّعِيفَ ، كُلٌّ عَلَى حِيَالِهِ ، يَا مُوسَى تَعَلَّمِ الْخَيْرَ وَاعْمَلْ بِهِ وَعَلِّمْهُ فَإِنِّي مُنَوِّرٌ لِمُعَلِّمِ الْخَيْرَ وَمُتَعَلِّمِهِ فِي قُبُورِهِمْ كَيْلا يَسْتَوْحِشُوا فِي الْقُبُورِ ، يَا مُوسَى لِيَنْفَعْكَ عِلْمُكَ فَتَيَقَّظْ لِي بِهِ فِي سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَقُمْ بِهِ فِي آنَاءِ النَّهَارِ أَدْفَعْ عَنْكَ شِدَّةَ الآخِرَةِ وَالْبَلاءَ فِي الدُّنْيَا ، يَا مُوسَى أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَإِنَّهُ لَوْلا أَصْوَاتُ مَنْ يُسْمِعُنِي قَوْلَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ لَسَلَّطْتُ جَهَنَّمَ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا ، يَا مُوسَى عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ الْحَمْدِ فَلَوْلا حَمْدُ مَنْ يَحْمَدُنِي مِنْ عِبَادِي لَعَذَّبْتُ أَهْلَ الأَرْضِ ، قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ : يَا رَبِّ فَمَا أَجْرُ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ صَادِقًا ؟ قَالَ : ثَوَابُهُ رِضَائِي عَنْهُ وَجِوَارُهُ إِيَّايَ فِي دَارِي وَالنَّظَرُ إِلَى وَجْهِي ، قَالَ : يَا رَبِّ ، فَمَا جَزَاءُ مَنْ شَهِدَ أَنِّي رَسُولُكَ وَأَنِّي كَلِيمُكَ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى يُبَشِّرُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ عِنْدَ فِرَاقِهِ الدُّنْيَا وَيُهَوِّنُ عَلَيْهِ الْمَوْتَ ، يَا مُوسَى لِتُكْثِرْ صَلاتَكَ فَإِنَّ الْمُصَلِّي يُنَاجِينِي ، قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ : يَا رَبِّ فَمَا جَزَاءُ مَنْ قَامَ بَيْنَ يَدَيْكَ مُصَلِّيًا ؟ قَالَ : يَا مُوسَى أُبَاهِي بِهِ مَلائِكَتِي رَاكِعًا وَسَاجِدًا وَمَنْ أُبَاهِي بِهِ مَلائِكَتِي لا أُعَذِّبُهُ ، يَا مُوسَى أَطْعِمِ الْمَسَاكِينَ ، قَالَ : يَا رَبِّ فَمَا جَزَاءُ مَنْ أَطْعَمَ مِسْكِينًا ؟ قَالَ : يَا مُوسَى أرْحَمُهُ رَحْمَةً لَمْ يَسْمَعْ بِهَا الْخَلائِقُ وَأَعْتِقُهُ مِنَ النَّارِ ، قَالَ مُوسَى : يَا رَبِّ فَمَا جَزَاءُ مَنْ آوَى يَتِيمًا حَتَّى يَسْتَغْنِيَ أَوْ كَفَلَ أَرْمَلَةً ؟ قَالَ : أُسْكِنُهُ جَنَّتِي وَأُظِلُّهَ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلِّي ، قَالَ : يَا رَبِّ فَمَا جَزَاءُ مَنْ عَزَّى حَزِينًا ، قَالَ : أُلْبِسُهُ لِبَاسَ التَّقْوَى وَأُرَدِّيهِ رِدَاءَ الإِيمَانِ ، قَالَ : يَا رَبِّ فَمَا جَزَاءُ مَنْ شَيَّعَ جَنَازَةً ؟ قَالَ : تُشَيِّعُهُ مَلائِكَتِي وَأُصَلِّي عَلَى رُوحِهِ فِي الأَرْوَاحِ ، قَالَ : يَا رَبِّ فَمَا جَزَاءُ مَنْ عَادَ مَرِيضَكَ ؟ قَالَ : اسْتَغْفَرَتْ لَهُ مَلائِكَتِي وَخَاضَ فِي رَحْمَتِي ، قَالَ : يَا رَبِّ فَمَا جَزَاءُ مَنْ بَكَى مِنْ خَشْيَتِكَ ؟ قَالَ : أُؤَمِّنُهُ الْفَزَعَ الأَكْبَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَقِي وَجْهَهُ لَفْحَ النَّارِ ، قَالَ : يَا رَبِّ فَمَا جَزَاءُ مَنْ أَحْيَا أَمْرَكَ بِالْوضُوءِ وَغُسْلِ الْجَنَابَةِ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ نُورٌ وَدَرَجَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبِكُلِّ جَدِيدٍ مَغْفِرَةٌ جَدِيدَةٌ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ ؟ قَالَ : أُسْكِنُهُ جَنَّتِي وَأُعْطِيهِ مِنَ الثَّوَابِ مَا يَرْضَى ، قَالَ : يَا رَبِّ فَمَا جَزَاءُ مَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ ؟ قَالَ : النَّارُ مَصِيرُهُ وَحَسْبُهُ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ ؟ قَالَ : أَزِيدُ فِي عُمْرِهِ وَأُثْمِرُ مَالَهُ وَأُعَمِّرُ دَارَهُ وَأُهَوِّنُ عَلَيْهِ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَتُنَادِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ هَلُمَّ إِلَيْنَا ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ كَفَّ أَذَاهُ وَبَذَلَ مَعْرُوفَهُ وَأَكْرَمَ جَارَهُ ، قَالَ : يَا مُوسَى تُنَادِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ النَّارُ لا سَبِيلَ لِي عَلَيْكَ ، يَا مُوسَى مَنْ أَحَبّ أَنْ لا تَحْرِقُهُ النَّارُ فَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ مَا يحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ ، قَالَ : يَا رَبِّ فَمَا جَزَاءُ مَنْ صَبَرَ عَلَى أَذَى النَّاسِ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى أصْرِفُ عَنْهُ أَهْوَالَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : يَا رَبِّ فَمَا جَزَاءُ مَنْ ذَكَرَكَ بِلِسَانِهِ وَقَلْبِهِ سِرًّا ؟ قَالَ : أَجْعَلُهُ فِي كَنَفِي وَأُظِلُّهُ بِظِلِّ عَرْشِي ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ تَلا حِكْمَتَكَ ، قَالَ : يَا مُوسَى يَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ فِي يَوْمٍ تَذِلُّ فِيهِ الأَقْدَامُ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ صَبَرَ عَلَى مُصِيبَةٍ تُصِيبُهُ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى لَهُ بِكُلِّ نَفَسٍ يَتَنَفَّسُهُ ثَلاثُ مِائَةِ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ الدَّرَجَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، قَالَ : إِلَهِي أَيُّ الصَّابِرِينَ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى مَا صَبَرَ عَبْدِي عَلَى شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ صَبْرِهِ عَلَى مَعَاصِيَّ ، ثُمَّ صَبْرِهِ عَلَى فَرَائِضِي ثُمَّ عَلَى الْمُصِيبَةِ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ صَبَرَ عَمَّا حَرَّمْتَ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى لَهُ بِكُلِّ شَهْوَةٍ يَرُدُّهَا سَبْعُ مِائَةِ شَهْوَةٍ فِي الْجَنَّةِ أُعْطِيهِنَّ إِيَّاهُ وَبِكُلِّ نَفَسٍ يَتَنَفَّسُهُ سَبْعُ مِائَةِ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ الدَّرَجَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ صَبَرَ عَلَى فَرَائِضِكَ ؟ قَالَ : لَهُ بِكُلِّ نَفَسٍ يَتَنَفَّسُهُ سَبْعُ مِائَةِ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ الدَّرَجَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ سَعَى إِلَى طَاعَتِكَ فِي بَيَاضِ النَّهَارِ وَظُلْمَةِ اللَّيْلِ ؟ قَالَ : أَمَّا مَنْ سَعَى فِي بَيَاضِ النَّهَارِ ، فَأُعْطِيهِ بِعَدَدِ كُلِّ شَيْءٍ مَرَّ عَلَيْهِ ضَوْءُ النَّهَارِ وَضَوْءُ الشَّمْسِ دَرَجَاتٍ وَحَسَنَاتٍ ، وَأَمَّا مَنْ سَعَى فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ إِلَى طَاعَتِي ، فَأَسْتُرُهُ بِالنُّورِ الدَّائِمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَحْشُو فِي الدُّنْيَا قَلْبَهُ نُورًا يهْتَدِي بِهِ وَأَجْعَلُ لَهُ فِي السَّمَاءِ نُورًا يُعْرَفُ بِهِ ، وَأَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَنُورُهُ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَأُعْطِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِعَدَدِ كُلِّ شَيْءٍ مَرَّ عَلَيْهِ سَوَّادُ اللَّيْلِ وَضَوْءُ الْقَمَرِ وَنُورُ الْكَوَاكِبِ دَرَجَاتٍ وَحَسَنَاتٍ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ أَحْسَنَ إِلَى خَوْلِهِ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُهُ وَلَمْ يكَلِّفْهُ مَا لا يُطِيقُ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى أَتَقَبَّلُ حَسَنَاتِهِ وَأَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِ وَأُخَفِّفُ عَلَيْهِ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا لِمَنْ تَابَ مِنْ ذَنْبٍ يَأْتِيهِ مُتَعَمِّدًا ؟ قَالَ : يَا مُوسَى هُوَ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا لِمَنْ تَابَ مِنْ ذَنْبِ يَأْتِيهِ خَطَأً ؟ قَالَ : يَا مُوسَى هُوَ عِنْدِي كَبَعْضِ مَلائِكَتِي وَمَقَامُهُ مَقَامُهُمْ وَمَصِيرُهُ مَصِيرُهُمْ ، قَالَ مُوسَى : وَمِمَّ ذَاكَ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : إِنَّهُ اسْتَغْفَرَنِي مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ وَمَلائِكَتِي يَسْتَغْفِرُونِي مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ ، قَالَ : وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : لأَنِّي وَضَعْتُ عَنْ خَلْقِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ . قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِالنَّوَافِلِ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى جَزَاؤُهُ مَحَبَّتِي وَأُحَبِّبُهُ إِلَى خَلْقِي وَأَكُونُ عَيْنَيْهِ اللَّتَيْنِ يَنْظُرُ بِهِمَا وَيَدَيْهِ اللَّتَيْنِ يَبْطُشُ بِهِمَا وَرِجْلَيْهِ اللَّتَيْنِ يَمْشِي بِهِمَا ، وَإِنِ اسْتَغْفَرَنِي غَفَرْتُ لَهُ ، وَإِنْ دَعَانِي اسْتَجَبْتُ لَهُ وَأُحِبُّ مَنْ أَحَبَّهُ وَأُبْغِضُ مَنْ أَبْغَضَهُ وَأُحَارِبُ مَنْ نَابَذَهُ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ أَصَرَّ عَلَى ذَنْبِهِ فَلَمْ يَتُبْ مِنْهُ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى إِذَا دَعَانِي لَمْ أَسْتَجِبْ لَهُ وَإِذَا رَحِمْتُ عِبَادِي لَمْ أَرْحَمْهُ وَأَمْحَقُهُ فِيمَنْ أَمْحَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ أَكَلَ الرِّبَا فَلَمْ يَتُبْ مِنْهُ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى أُطْعِمُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ شَجَرَةِ الزَّقُّومِ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ أَدَّى الأَمَانَةَ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى لَهُ الأَمَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُحْجَبُ عَنِ الْجَنَّةِ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ الزُّنَاةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى يَفْزَعُ أَهْلُ الْجَمْعِ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ وَيَتَأَذَّوْنَ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِمْ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ لَمْ يَكُفَّ عَنْ مَعَاصِيكَ ؟ قَالَ : أُعْطِهِ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ وَمِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ أَحَبَّ أَهْلَ طَاعَتِكَ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى مَنْ أَحَبَّ أَهْلَ طَاعَتِي أُحَرِّمُهُ عَلَى النَّارِ ، قَالَ : يَا رَبِّ فَمَا جَزَاءُ مَنْ لا يَفْتُرُ عَنِ الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالاسْتِكَانَةِ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى أَدْفَعُ عَنْهُ الْبَلاءَ فِي الدُّنْيَا وَأُعِينُهُ عَلَى شَدَائِدِ الآخِرَةِ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ؟ قَالَ : يَا مُوسَى لا أُقِيلُهُ عَثْرَتَهُ وَلا أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي حَاجَةٍ وَأُحَرِّمُ عَلَيْهِ رِيحَ الْجَنَّةِ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ دَعَا نَفْسًا كَافِرَةً إِلَى الإِسْلامِ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى أَجْعَلُ لَهُ حُكْمًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الشَّفَاعَةِ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ دَعَا نَفْسًا مُؤْمِنَةً إِلَى طَاعَتِكَ وَنَهَاهَا عَنْ مَعْصِيَتِكَ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي زُمْرَةِ الْمُرْسَلِينَ ، قَالَ : يَا رَبِّ فَمَا جَزَاءُ مَنْ أَسْبَغَ الْوضُوءَ وَصَلَّى الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا لا يَشْغَلُهُ عَنْهَا شَيْءٌ ، قَالَ : يَا مُوسَى أُبِيحُهُ جَنَّتِي وَأُعْطِهِ سُؤْلَهُ وَأَضُمُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَأُضَمِّنُ الأَرْضَ رِزْقَهُ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ صَامَ لَكَ مُحْتَسِبًا ؟ قَالَ : يَا مُوسَى أُقِيمُهُ مَقَامًا لا يَرَى مِنَ الْبَأْسِ شَيْئًا ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ صَامَ رِيَاءً ؟ قَالَ : ثَوَابَهُ كَثَوَابِ مِنْ لَمْ يَصُمْهُ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ أَعْطَى الزَّكَاةَ عَلَى مَا أَمَرْتَهُ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى أُعْطِيهِ جَنَّةً عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ لَقِيَكَ بِشَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ تَكُونُ آخِرَ كَلامِهِ مِنَ الدُّنْيَا ؟ قَالَ : يَا مُوسَى لا يَحْمِلُهُ قَلْبُكَ وَلا يَعِيهِ سَمْعُكَ كُلُّ الَّذِي أُعْطِيهِ حَتَّى يَصِيرَ إِلَيْهِ ، قَالَ : إِلَهِي مَا جَزَاءُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ وَهُوَ شَاكٌّ ، قَالَ : يَا مُوسَى أُخَلِّدُهُ نَارِي وَلا أَجْعَلُ لَهُ نَصِيبًا فِي رَحْمَتِي ، وَلا حَظًّا فِي شَفَاعَةِ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالْمَلائِكَةِ ، قَالَ : إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنِ اعْتَكَفَ لَكَ ؟ قَالَ : الْمَغْفِرَةُ ، قَالَ : فَسَكَتَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ طَوِيلا فَلَمْ يَتَكَلَّمْ ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ تَعَالَى : يَا مُوسَى تَكَلَّمْ مَا فِيهِ قَلْبُكَ ، قَالَ : إِلَهِي أَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا أَقُولُ ، قَالَ : نَعَمْ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ : إِلَهِي لا يَهْلِكُ عَلَيْكَ إِلا هَالِكٌ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ وَعِزَّتِي لا يَهْلِكُ عَلَيَّ إِلا هَالِكٌ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.