حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنُ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ بَرَّةَ ، يَقُولُ : " ابْنَ آدَمَ إِنَّمَا أَنْتَ جِيفَةٌ مُنْتِنَةٌ طَيِّبٌ نَسِيمُكَ مَا رُكِّبَ فِيكَ مِنْ رُوحِ الْحَيَاةِ ، فَلَوْ قَدْ نُزِعَ مِنْكَ رُوحُكَ أُلْقِيتَ جُثَّةً مُلْقَاةً ، وَجِيفَةً مُنْتِنَةً ، وَجَسَدًا خَاوِيًا ، قَدْ جَيَّفَ بَعْدَ طَيِّبِ رِيحِهِ ، وَاسْتُوحِشَ مِنْهُ بَعْدَ الأُنْسِ بِقِرْبِهِ ، فَأَيُّ الْخَلِيقَةِ ابْنَ آدَمَ مِنْكَ أَجْهَلُ ، وَأَيُّ الْخَلِيقَةِ مِنْكَ أَعْجَبُ ، إِذَا كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا مَصِيرُكَ وَأَنَّ التُّرَابَ مَقِيلُكَ ، ثُمَّ أَنْتَ بَعْدَ هَذَا لِطُولِ جَهْلِكَ تُقِرُّ بِالدُّنْيَا عَيْنًا ، أَمَا سَمِعْتَهُ ، يَقُولُ : فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ سورة سبأ آية 19 أَمَا وَاللَّهِ مَا حَدَاكَ عَلَى الصَّبْرِ وَالشُّكْرِ ، إِلا لَعَظِيمِ ثَوَابِهِمَا عِنْدَهُ لأَوْلِيَائِهِ ، أَمَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ سورة إبراهيم آية 7 أَوَ مَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ عَزَّ شَأْنُهُ : إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ سورة الزمر آية 10 فَهَا هُمَا مَنْزِلَتَانِ عَظِيمَتَا الثَّوَابِ عِنْدَ اللَّهِ قَدْ بَذَلَهُمَا لَكَ ، يَا ابْنَ آدَمَ ، فَمَنْ أَعْظَمُ فِي الدُّنْيَا مِنْكَ غَفْلَةً ، أَوْ مَنْ أَطْوَلُ فِي الْقِيَامَةِ حَسْرَةً ؟ إِنْ كُنْتَ تَرْغَبُ عَمَّا رَغِبَ لَكَ فِيهِ مَوْلاكَ ، وَأَنَّكَ تَقْرَأُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فِي الصَّبَّاحِ وَالْمَسَاءِ : نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ سورة الأنفال آية 40 " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |