حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَذِّنُ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ ، قَالَ : قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ بَرَّةَ : " عَجِبْتُ لِلْخَلائِقِ كَيْفَ ذَهَلُوا ، عَنْ أَمْرٍ حَقٍّ تَرَاهُ عُيُونُهُمْ ، وَشَهِدَ عَلَيْهِ مَعَاقِدُ قُلُوبِهِمْ إِيمَانًا وَتَصْدِيقًا مِمَّا جَاءَ بِهِ الْمُرْسَلُونَ ، ثُمَّ هَا هُمْ فِي غَفْلَةٍ عَنْهُ سُكَارَى يَلْعَبُونَ ، ثُمَّ يَقُولُ : وَأيْمُ اللَّهِ مَا تِلْكَ الْغَفْلَةُ إِلا رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَنِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ لَهُمْ ، وَلَوْلا ذَلِكَ لأُلْفِيَ الْمُؤْمِنُونَ طَائِشَةٌ عُقُولُهُمْ ، طَائِرَةٌ أَفْئِدَتُهُمْ مُحَلِّقَةٌ قُلُوبُهُمْ ، لا يَنْتَفِعُونَ مَعَ ذِكْرِ الْمَوْتِ بِعَيْشٍ أَبَدًا حَتَّى يَأْتِيَهُمُ الْمَوْتُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ أَكْيَاسٌ مُجْتَهِدُونَ ، قَدْ تَعَجَلُّوا إِلَى مَلِيكِهِمْ بِالاشْتِيَاقِ إِلَيْهِ مِمَّا يرْضِيهِ عَنْهُمْ قَبْلَ قُدُومِهِمْ عَلَيْهِ ، فَكَأَنِّي وَاللَّهِ أَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ ، قَدْ قَدِمُوا عَلَى مَا قَدِمُوا مِنَ الْقُرْبَةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَسْرُورِينَ ، وَالْمَلائِكَةُ مِنْ حَوْلِهِمْ يَقْدَمُونَهُمْ عَلَى اللَّهِ مُسْتَبْشِرِينَ ، يَقُولُونَ : سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |