حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ ، حدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَاسِينَ ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : جَاءَتْ أُمُّ بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ إِلَى الشَّافِعِيِّ ، فَقَالَتْ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ! إِنَّ ابْنِي هَذَا يُحِبُّكَ ، وَإِنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ أَجَلَّكَ ، فَلَوْ نَهَيْتَهُ عَنْ هَذَا الرَّأْيِ الَّذِي هُوَ فِيهِ ، فَقَدْ عَادَاهُ النَّاسُ عَلَيْهِ ؟ فَقَالَ الشَّافِعِيّ : " أَفْعَلُ " ، فَشَهِدَتُ الشَّافِعِيَّ ، وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ بِشْرٌ ، فَقَالَ الشَّافِعِيُّ : " أَخْبِرْنِي عَنْ مَا تَدْعُو إِلَيْهِ , أَفِيهِ كِتَابٌ نَاطِقٌ ، وَفَرْضٌ مُفْتَرَضٌ ، وَسُنَّةٌ قَائِمَةٌ ، وَوَجَبَ عَلَى النَّاسِ الْبَحْثِ فِيهِ ، وَالسُّؤَالُ ؟ " فَقَالَ بِشْرٌ : لَيْسَ فِيهِ كِتَابٌ نَاطِقٌ ، وَلا فَرَضٌ مُفْتَرَضٌ ، وَلا سُنَّةٌ قَائِمَةٌ ، وَلا وَجَبَ عَلَى السَّلَفِ الْبَحْثُ فِيهِ ، إِلا أَنَّهُ لا يَسَعُنَا خِلافَهُ ، فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِيُّ : " قَدْ أَقْرَرْتَ عَلَى نَفْسِكَ الْخَطَأَ ، فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الْكَلامِ فِي الأَخْبَارِ وَالْفِقْهِ ، وَتُوَافِيكَ النَّاسُ عَلَيْهِ وَتترُكُ هَذَا " ، فَقَالَ : لَنَا فِيهِ تُهْمَةٌ ، فَلَمَّا خَرَجَ بِشْرٌ ، قَالَ الشَّافِعِيُّ : " لا يُفْلِحُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |