حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا أَبُو بَكْرٍ الدَّيْنُورِيُّ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الشِّمْشَاطِيُّ , قَالَ : سَمِعْتُ ذَا النُّونِ , يَقُولُ : " بَيَّنَا أَنَا أَسِيرُ فِي جِبَالِ أَنْطَاكِيَةَ , وَإِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ كَأَنَّهَا مَجْنُونَةٌ وَعَلَيْهَا جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهَا فَرَدَّتِ السَّلامَ , ثُمَّ قَالَتْ : أَلَسْتَ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ ، قُلْتُ عَافَاكِ اللَّهُ كَيْفَ عَرَفْتِنِي ؟ قَالَتْ : فَتَقَ الْحَبِيبُ بَيْنِي وَبَيْنَ قَلْبِكَ فَعَرَفْتُكَ بِاتِّصَالِ مَعْرِفَةِ حُبِّ الْحَبِيبِ , ثُمَّ قَالَتْ : أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةً ؟ قُلْتُ : سَلِينِي , قَالَتْ : أَيُّ شَيْئٍ السَّخَاءُ ؟ قُلْتُ : الْبَذْلُ وَالْعَطَاءُ ، قَالَتْ : هَذَا السَّخَاءُ فِي الدُّنْيَا ، فَمَا السَّخَاءُ فِي الدِّينِ ؟ قُلْتُ : الْمُسَارَعَةُ إِلَى طَاعَةِ الْمَوْلَى , قَالَتْ : فَإِذَا سَارَعْتَ إِلَى طَاعَةِ الْمَوْلَى تُحِبُّ مِنْهُ خَبَرًا قُلْتُ نَعَمْ لِلْوَاحِدِ عَشْرَةٌ , قَالَتْ : مُرْ يَا بَطَّالُ هَذَا فِي الدِّينِ قَبِيحٌ ، وَلَكِنِ الْمُسَارَعَةُ إِلَى طَاعَةِ الْمَوْلَى أَنْ يَطَّلِعَ إِلَى قَلْبِكَ وَأَنْتَ لا تُرِيدُ مِنْهُ شَيْئًا بِشَيْءٍ ، وَيْحَكَ يَا ذَا النُّونِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُقْسِمَ عَلَيْهِ فِي طَلَبِ شَهْوَةٍ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً , فَاسْتَحِي مِنْهُ مَخَافَةَ أَنْ أَكُونَ كَأَجِيرِ السُّوءِ إِذَا عَمِلَ طَلَبَ الأَجْرَ وَلَكِنْ أَعْمَلُ تَعْظِيمًا لَهَيْبَتِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ قَالَ : ثُمَّ مَرَرَتْ وَتَرَكَتْنِي " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |