حَدَّثَنَا أَبِي ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَصْقَلَةَ ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ ذَا النُّونِ ، يَقُولُ : " مَدَحَ اللَّهُ تَعَالَى الشَّوْقَ لِنُورِهِ السَّمَوَاتِ ، وَأَنَّي لِوَجْهِهِ الظُلُمَاتِ ، وَحَجَبَهُ بِجَلالَتِهِ عَنِ الْعُيُونِ ، وَوَصَلَ بِهَا مَغَارِفَ الْعُقُولِ ، وَأَنْفَذَ إِلَيْهِ أَبْصَارَ الْقُلُوبِ ، وَنَاجَاهُ عَلَى عَرْشِهِ أَلْسِنَةُ الصُّدُورِ ؟ إِلَهِي لَكَ تُسَبِّحُ كُلُّ شَجْرَةٍ ، وَلَكَ تُقَدِّسُ كُلُّ مُدْرَةٍ بِأَصْوَاتٍ خَفِيَّةٍ ، وَنَغَمَاتٍ زَكِيَّةٍ ، إِلَهِي قَدْ وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْكَ قَدَمِي ، وَرَفَعْتُ إِلَيْكَ بَصَرِي ، وَبَسَطْتُ إِلَى مَوَاهِبِكَ يَدِي ، وَصَرَخَ إِلَيْكَ صَوْتِي وَأَنْتَ الَّذِي لا يَضْجُرُهُ النَّدَا وَلا تُخَيِّبُ مَنْ دَعَاكَ ، إِلَهِي هَبْ لِي بَصَرًا يَرْفَعُهُ إِلَيْكَ صِدْقُهُ ، فَإِنَّ مَنْ تَعَرَّفَ إِلَيْكَ غَيْرُ مَجْهُولٍ ، وَمَنْ يَلُوذُ بِكَ غَيْرُ مَخْذُولٍ ، وَمَنْ يَبْتَهِجُ بِكَ مَسْرُورٌ ، وَمَنْ يَعْتَصِمُ بِكَ مَنْصُورٌ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |