حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ الرَّازِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ ، يَقُولُ : " مَفَاوِزُ الدُّنْيَا تُقْطَعُ بِالأَقْدَامِ ، وَمَفَاوِزُ الآخِرَةِ تُقْطَعُ بِالْقُلُوبِ , قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ لا يَزَالُ دِينُكَ مُتَمَزِّقًا مَا دَامَ الْقَلْبُ بِحُبِّ الدُّنْيَا مُتَعَلِّقًا ، قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَا رَكَنَ إِلَى الدُّنْيَا أَحَدٌ إِلا لَزِمَهُ عَيْبُ الْقُلُوبِ وَلا مَكَّنَ الدُّنْيَا مِنْ نَفْسِهِ أَحَدٌ ، إِلا وَقَعَ فِي بَحْرِ الذُّنُوبِ ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : وَرَأَى رَجُلا يَوْمًا يَقْلَعُ الْجَبَلَ فِي يَوْمٍ حَارٍّ وَهُوَ يُغَنِّي ، فَقَالَ : مِسْكِينٌ ابْنُ آدَمَ قَلْعُ الأَحْجَارِ أَهْوَنُ عَلَيْهِ مِنْ تَرْكِ الأَوْزَارِ ، قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَنْ لَمْ يَرْضَ عَنِ اللَّهِ فِي الْمَمْنُوعِ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ الْمَمْنُوعِ ، قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : طَلَبُوا الزُّهْدَ فِي بَطْنِ الْكُتُبِ ، وَإِنَّمَا هُوَ فِي بَطْنِ التَّوَكُّلِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : وَسُئِلَ مَتَى يَعْلَمُ الرَّجُلُ أَنَّهُ قَدْ أَصَابَ الطَّرِيقَ وَأَمِنَ هَذَا الْخَلْقَ ؟ قَالَ : إِذَا اسْتَحْلَوْهُ وَاسْتَمَرَّهُمْ وَأَحَبُّوا لِقَاءَهُ وَكَرِهَ لِقَاءَهُمْ ، قَالَ : وَنَظَرَ يَوْمًا إِلَى إِنْسَانٍ وَهُوَ يُقَبِّلُ وَلَدًا صَغِيرًا ، فَقَالَ : أَتُحِبُّهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : هَذَا حُبُّكَ لَهُ إِذْ وَلَدْتَهُ ، فَكَيْفَ بِحُبِّ اللَّهِ لَهُ إِذْ خَلَقَهُ ؟ قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : سَبَّحُوا فِي بِحَارِ الْبَلايَا حَتَّى جَاوَزُوهَا إِلَى الْعَطَايَا ، ثُمَّ سَبَّحُوا فِي بِحَارِ الْعَطَايَا حَتَّى جَاوَزُوهَا إِلَى رَبِّ الْبَرَايَا ، قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : وَقِيلَ لَهُ : مِنْ أَيِّ شَيْءٍ دَوَامَ غَمِّكَ ؟ قَالَ : مِنْ شَيْءٍ وَاحِدٍ , قِيلَ وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : خَلَقَنِي وَلا أَدْرِي لِمَ خَلَقَنِي ؟ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَنْ أَشْخَصَ بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ انْفَتَحَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ وَجَرَتْ عَلَى لِسَانِهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |