أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ فِي كِتَابِهِ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ ، يَقُولُ : " مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ أَنْ يَكُونَ خَصْمُهُ فَهْمًا وَخَصْمِي لا فَهْمَ لَهُ , قِيلَ لَهُ : مَنْ خَصْمُكَ ؟ قَالَ : خَصْمِي نَفْسِي لا فَهْمَ لَهَا تَبِيعُ الْجَنَّةَ بِمَا فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ وَالْخُلُودِ فِيهَا بِشَهْوَةِ سَاعَةٍ فِي دَارِ الدُّنْيَا , قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى ، يَقُولُ : لا تَعْرِفُهُ حَتَّى تَعْمَى عَنِ الْخَلْقِ , قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، إِنَّكَ لا تَشْتَاقُ إِلَى رَبِّكَ إِلا بِالاسْتِيحَاشِ مِنْ خَلْقِهِ ، قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ : لِلتَّائِبِ فَخْرٌ لا يُعَادِلُهُ فَخْرٌ فِي جَمِيعِ أَفْخَارِهِ فَرِحَ اللَّهُ بِتَوْبَتِهِ ، قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ : مَنِ ادَّعَى حُبَّهُ فَهُوَ طَالِبٌ ، فَإِذَا أَحَبَّهُ سَكَتَ ، قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ : إِذَا اصْطَفَاهُمْ لِنَفْسِهِ وَأَمْكَنَهُمْ مِنْ أُنْسِهِ حَجَبَهُمْ عَنْ خَلْقِهِ بِالْمَعْرُوفِ مِنْ رِفْقِهِ ، قِيلَ لَهُ : وَكَيْفَ يَحْجُبُهُمْ ؟ قَالَ : يَحْجُبُهُمْ عَنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا بِأَسْتَارِ الآخِرَةِ ، وَعَنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ بِأَسْتَارِ الدُّنْيَا , وَهَذَا مَشْهُورٌ , قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ : مَجِّدْ إِلَهَكَ يَحْيَى إِنَّهُ مَلِكٌ مُهَيْمِنٌ صَمَدٌ لِلذَّنْبِ غَفَّارٌ اشْكُرْ لَهُ حِكَمًا آتَاكَهَا مِنَنًا تَتْرَى تُوَافِقُهَا فِي الدِّينِ آثَارٌ قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى , يَقُولُ : لَوْ لَمْ يُسْكِنُهُمْ بِبَلْوَاهُ لَطَارَتْ بِهِمْ نِعْمَاهُ ، وَلَمْ يَصَلْ إِلَيْهِ مَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَسْمِهِ ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ مَنْ لَمْ يَتَمَتَّعْ بِنِعْمَةٍ ، وَلَمْ يُحِبَّهُ مَنْ لَمْ يَتِهْ فِي كَرَمِهِ , وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : حِينَ خَاطَرُوا بِالنُّفُوسِ اقْتَرَبُوا وَهَذَا طَعْمُ الْخَبَرِ ، فَكَيْفَ طَعْمُ النَّظَرِ ؟ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |