يحيى بن معاذ


تفسير

رقم الحديث : 15077

أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِهِ قَبْلَ أَنْ لَقِيتُهُ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ ، حدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ أَسَدٍ الْمُحَاسِبِيَّ ، يَقُولُ : " عَلامَةُ أَهْلِ الصِّدْقِ مِنَ الْمُحِبِّينَ ، غَايَةُ أَمَلِهِمْ فِي الدُّنْيَا ، أَنْ تَصْبِرَ أَبْدَانُهُمْ عَلَى الدُّونِ ، وَأَنْ تَخْلُصُ لَهُمُ النِّيَّاتُ مِنْ فَسَادِهَا ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُرِيدُ فِي الدُّنْيَا شَوَاهِدَ الْكَرَامَاتِ عِنْدَ سُرْعَةِ الإِجَابَةِ ، وَغَايَةَ أَمَلِهِمْ فِي الآخِرَةِ أَنْ يُنَعِّمَهُمْ بِنَظَرَهِ إِلَيْهِمْ فَنَعِيمُهَا الإِسْفَارُ وَكَشَفُ الْحِجَابِ حَتَّى لا يُمَارُونَ فِي رُؤْيَتِهِ ، وَاللَّهِ لَيَفْعَلَنَّ ذَلِكَ بِهِمْ إِذَا اسْتَزَارَهُمْ إِلَيْهِ ، حَدَّثَنِي بَعْضُ الْعُلَمَاءِ ، قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ : " بِعَيْنَيَّ مَا يَتَحَمَّلُ الْمُتَحَمِّلُونَ مِنْ أَجْلِي ، وَمَا يُكَابِدُ الْمُكَابِدُونَ فِي طَلَبِ مَرْضَاتِي ، فَكَيْفَ إِذَا صَارُوا إِلَى جَوَارِي وَاسْتَزَرْتُهُمْ لِلْمَقْعَدِ عِنْدِي أَسْفَرْتُ لَهُمْ عَنْ وَجْهِي ، فَهُنَاكَ فَلْيُبْشِرِ الْمُصْفُونَ لِلرَّحْمَنِ أَعْمَالَهُمْ بِالنَّظَرِ الْعَجِيبِ مِنَ الْحَبِيبِ الْقَرِيبَ أَتُرَانِي أَنْسَى لَهُمْ عَمَلا ، كَيْفَ وَأَنَا ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ؟ أَجْوَدُ عَلَى الْمُوَلِّينَ عَنِّي ، فَكَيْفَ بِالْمُقْبِلِينَ عَلَيَّ ، وَمَا غَضِبْتُ عَلَى شَيْءٍ كَغَضَبِي عَلَى مَنْ أَخْطَأَ خَطِيئَةً ثُمَّ اسْتَعْظَمَهَا فِي جَنْبِ عَفْوِي ، وَلَوْ عَاجَلْتُ أَحَدًا بِالْعُقُوبَةِ لَعَاجَلْتُ الْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِي ، وَلَوْ يَرَانِي عِبَادِي كَيْفَ أَسْتَوْهِبُهُمْ مِمَّنِ اعْتَدَوْا عَلَيْهِمْ بِالظُّلْمِ فِي دَارِ الدُّنْيَا ثُمَّ أَوْجَبْتُ لِمَنْ وَهَبَهَمُ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ لَمَا اتَّهِمُوا فَضْلِي وَكَرَمِي ، وَلَوْ لَمْ أَشْكُرْ عِبَادِي إِلا عَلَى خَوْفِهِمْ مِنَ الْمَقَامِ بَيْنَ يَدَيَّ لَشَكَرْتُهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، وَلَوْ يَرَانِي عِبَادِي ، كَيْفَ أَرْفَعُ قُصُورًا تَحَارُ فِيهَا الأَبْصَارُ ، فَيُقَالُ : لِمَنْ هَذِهِ ؟ فَأَقُولُ : لِمَنْ عَصَانِي وَلَمْ يَقْطَعْ رَجَاءً مِنِّي فَأَنَا الدَّيَّانُ الَّذِي لا تَحِلُّ مَعْصِيَتِي وَلا حَاجَةَ بِي إِلَى هَوَانِ مَنْ خَافَ مَقَامِي " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.