أَسْنَدَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَغْرِبِيُّ ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَتْنِي مَوْلاةُ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَتْ : " كَانَ أَبُو أُمَامَةَ يُحِبُّ الصَّدَقَةَ وَيَجْمَعُ لَهَا وَمَا يَرُدُّ سَائِلا ، وَلَوْ بِبَصَلَةٍ ، أَوْ بِتَمْرَةٍ ، أَوْ بشَيْءٍ مِمَّا يُؤْكَلُ ، فَأَتَاهُ سَائِلٌ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدِ افْتَقَرَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ وَمَا عِنْدَهُ إِلا ثَلاثَةُ دَنَانِيرَ ، فَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ دِينَارًا ، ثُمَّ أَتَاهُ سَائِلٌ فَأَعْطَاهُ دِينَارًا ، ثُمَّ أَتَاهُ سَائِلٌ فَأَعْطَاهُ دِينَارًا ، قَالَتْ : فَغَضِبْتُ ، وَقُلْتُ : لَمْ تَتْرُكْ لَنَا شَيْئًا ، قَالَتْ : فَوَضَعَ رَأْسَهُ لِلْقَائِلَةِ ، قَالَتْ : فَلَمَّا نُودِيَ لِلظُّهْرِ أَيْقَظْتُهُ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِهِ ، قَالَتْ : فَرَفَقْتُ عَلَيْهِ وَكَانَ صَائِمًا ، فَتَقَرَّضْتُ وَجَعَلْتُ لَهُ عَشَاءً ، وَأَسْرَجْتُ لَهُ سِرَاجًا ، وَجِئْتُ إِلَى فِرَاشِهِ لأُمَهِّدَ لَهُ فَإِذَا بِذَهَبٍ فَعَدَدْتُهَا فَإِذَا ثَلاثُ مِائَةِ دِينَارٍ ، قَالَتْ : قُلْتُ : مَا صَنَعَ الَّذِي صَنَعَ إِلا وَقَدْ وَثِقَ بِمَا خَلَفَ ، فَأَقْبَلَ بَعْدَ الْعِشَاءِ ، قَالَتْ : فَلَمَّا رَأَى الْمَائِدَةَ وَرَأَى السِّرَاجَ تَبَسَّمَ ، وَقَالَ : هَذَا خَيْرٌ مِنْ عِنْدِهِ ، قَالَتْ : فَقُمْتُ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى تَعَشَّى ، فَقُلْتُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ خَلَّفْتَ هَذِهِ النَّفَقَةَ سَبِيلَ مَضْيَعَةٍ وَلَمْ تُخْبِرْنِي فَأَرْفَعْهَا ، قَالَ : وَأَيُّ نَفَقَةٍ ؟ مَا خَلَّفْتُ شَيْئًا ، قَالَتْ : فَرَفَعْتُ الْفِرَاشَ فَلَمَّا أَنْ رَآهُ فَرِحَ وَاشْتَدَّ تُعَجُّبُهُ ، قَالَتْ : فَقُمْتُ فَقَطَعْتُ زُنَّارِي وَأَسْلَمْتُ ، قَالَ ابْنُ جَابِرٍ : فَأَدْرَكْتُهَا فِي مَسْجِدِ حِمْصَ وَهِيَ تُعَلِّمُ النِّسَاءَ ، الْقُرْآنَ ، وَالسُّنَنَ ، وَالْفَرَائِضَ ، وَتُفَقِّهُهُنَّ فِي الدِّينِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |