وَقَالَ سَهْلٌ : " ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ احْفَظُوهَا مِنِّي وَأَلْزِمُوهَا أَنْفُسَكُمْ : لا تَشْبَعُوا ، وَلا تَمَلُّوا مِنْ عَمَلِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ شَاهِدُكُمْ حَيْثُمَا كُنْتُمْ ، وَأَنْزِلُوا حَاجَتَكُمْ بِهِ وَمُوتُوا بِبَابِهِ ، وَقَالَ : شَيْئَانِ يُذْهِبَانِ خَوْفَ اللَّهِ مِنْ قَلْبِ الْعَبْدِ : أَصْلُ الدَّعْوَى وَالْمَعْصِيَةُ ، وَصَاحِبُ الْمَعْصِيَةِ إِذَا خَوَّفْتَهُ وَاحْتَجَجْتَ عَلَيْهِ بِالأَيْمَانِ يَنْقَادُ وَيَخْضَعُ وَيُقِرَّ بِالْخَوْفِ ، وَصَاحِبُ الدَّعْوَى لا يُقِرُّ بِالْحَقِّ ، وَلا يَنْقَادُ لِلْخَوْفِ الْبَتَّةَ ، وَلا يُوجَدُ قَلْبٌ أَخْلَى مِنَ الْخَيْرِ ، وَلا أَقْصَى ، وَلا أَبْعَدَ مِنْ خَوْفِ اللَّهِ مِنْ قَلْبِ الْمُدَّعِي ، وَقَالَ : أَصْلُ الْهَلاكِ الدَّعْوَى ، وَأَصْلُ الْخَيْرِ الافْتِقَارُ ، وَقَالَ : حُكْمُ الْمُدَّعِي أَنْ تَصْحَبَهُ هَذِهِ الثَّلاثَةُ الْخِصَالِ : تَصْحَبُهُ التَّزْكِيَةُ لِنَفْسِهِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْ ذَلِكَ ، وَجَهْلُهُ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَجَهْلُهُ بِحَالِهِ " .