سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ نَصْرَ بْنَ أَبِي نَصْرٍ الطُّوسِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ على عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ فَارِسًا الْجَمَّالَ ، يَقُولُ : لَحِقَ أَبَا الْحُسَيْنِ النُّورِيَّ عِلَّةٌ وَالْجُنَيْدَ عِلَّةٌ ، فَالْجُنَيْدُ أَخْبَرَ ، عَنْ وَجْدِهِ ، وَالنُّورِيُّ ، كَتَمَ ، فَقِيلَ لِلنُّورِيِّ لَمْ تُخْبِرْ كَمَا أَخْبَرَ صَاحِبُكَ ، فَقَالَ : " مَا كُنَّا نُبْتَلَى بِبَلْوَى فَنُوقِعَ عَلَيْهِ الشَّكْوَى ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : إِنْ كُنْتُ لِلسَّقَمِ أَهْلا فَأَنْتَ لِلشُّكْرِ أَهْلُ عَذِّبْ فَلَمْ تُبْقِ قَلْبًا يَقُولُ لِلسَّقَمِ مَهْلا فَأُعِيدَ عَلَى الْجُنَيْدِ ذَلِكَ ، فَقَالَ الْجُنَيْدُ : مَا كُنَّا شَاكِينَ ، وَلَكِنَّا أَرَدْنَا أَنْ نَكْشِفَ عَنْ عَيْنِ الْقُدْرَةِ فِينَا ، ثُمَّ بَدَأَ يَقُولُ : أَجَدُّ مَا مِنْكَ يَبْدُو لأَنَّهُ عَنْكَ جَلا ، وَأَنْتَ يَا أَنَسَ قَلْبِي أَجَلُّ مِنْ أَنْ تُجَلا أَفْنَيْتَنِي عَنْ جَمِيعِي فَكَيْفَ أَرْعَى الْمِحِلا قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ الشِّبْلِيَّ ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ : مِحْنَتِي فِيكَ أَنَّنِي لا أُبَالِي بِمِحْنَتِي يَا شِفَائِي مِنَ السِّقَامِ وَإِنْ كُنْتَ عِلَّتِي تُبْتُ دَهْرًا فَمُذْ عَرَفْتُكَ ضَيَّعْتُ فِيكَ تَوْبَتِي قُرْبُكُمْ مِثْلُ بُعْدِكُمْ فَمَتَى وَقْتُ رَاحَتِي " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |