الجنيد بن محمد الجنيد


تفسير

رقم الحديث : 15662

وَرُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِيِّ ، قَالَ : " خَرَجْتُ مِنَ الشَّامِ عَلَى طَرِيقِ الْمَفَازَةِ فَوَقَعْتُ فِي التِّيهِ فَمَكَثْتُ فِيهِ أَيَّامًا حَتَّى أَشْرَفْتُ عَلَى الْمَوْتِ : قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا أَنَا بِرَاهِبَيْنِ يَسِيرَانِ كَأَنَّهُمَا خَرَجَا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ يُرِيدَانِ دَيْرًا لَهُمَا قَرِيبًا فَقُمْتُ إِلَيْهِمَا ، فَقُلْتُ : أَيْنَ تُرِيدَانِ ؟ قَالا : لا نَدْرِي ، قُلْتُ : أَتَدْرِيَانِ أَيْنَ أَنْتُمَا ؟ قَالا : نَعَمْ ، نَحْنُ فِي مُلْكِهِ وَمَمْلَكَتِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ فَأَقْبَلْتُ عَلَى نَفْسِي أُوَبِّخُهَا ، وَأَقُولُ لَهَا : رَاهِبَانِ يَتَحَقَّقَانِ بِالتَّوَكُّلِ دُونَكِ ، فَقُلْتُ لَهُمَا : أَتَأْذَنَانِ فِي الصُّحْبَةِ ؟ قَالا : ذَلِكَ إِلَيْكَ ، فَاتَّبَعْتُهَمَا فَلَمَّا جَنَّ اللَّيْلُ قَامَا إِلَى صَلاتِهِمَا وَقُمْتُ إِلَى صَلاتِي فَصَلَّيْتُ الْمَغْرِبَ بِتَيَمُّمٍ فَنَظَرَا إِلَيَّ وَقَدْ تَيَمَّمْتُ ، فَضَحِكَا مِنِّي فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ صَلاتِهِمَا بَحَثَ أَحَدُهُمَا الأَرْضَ بِيَدِهِ ، فَإِذَا بِمَاءٍ قَدْ ظَهَرَ وَطَعَامٍ مَوْضُوعٍ فَبَقِيتُ أَتَعَجَّبُ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالا : مَا لَكَ ؟ ادْنُ فَكُلْ وَاشْرَبْ ، فَأَكَلْنَا وَشَرِبْنَا وَتَهَيَّأْتُ لِلصَّلاةِ ثُمَّ نَضَبَ الْمَاءُ فَذَهَبَ فَلَمْ يَزَالا فِي الصَّلاةِ وَأَنَا أُصَلِّي عَلَى حِدَةٍ حَتَّى أَصْبَحْنَا وَصَلَّيْنَا الصُّبْحَ ثُمَّ أَخَذْنَا فِي الْمَسِيرِ فَمَكَثْنَا عَلَى ذَلِكَ إِلَى اللَّيْلِ ، فَلَمَّا جَنَّنَا اللَّيْلُ تَقَدَّمَ الآخَرُ فَصَلَّى بِصَاحِبِهِ ثُمَّ دَعَا بِدَعَوَاتٍ وَبَحَثَ الأَرْضَ بِيَدِهِ فَنَبَعَ الْمَاءُ وَحَضَرَ الطَّعَامُ ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّالِثَةُ ، قَالا : يَا مُسْلِمُ ، هَذِهِ نَوْبَتُكَ اللَّيْلَةُ فَاسْتَخِرِ اللَّهَ ، قَالَ : فَتَعِبْتُ فِيهَا وَاسْتَحْيَتُ وَدَخَلَ بَعْضِي فِي بَعْضٍ ، قَالَ : فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ ذُنُوبِيَ لَمْ تَدَعْ لِي عِنْدَكَ جَاهًا ، وَلَكِنْ أَسْأَلُكَ أَلا تَفْضَحَنِي عِنْدَهُمَا وَلا تُشْمِتَهُمَا بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِأُمَّةٍ نَبِيِّكَ ، فَإِذَا بِعَيْنٍ خَرَّارَةٍ وَطَعَامٍ كَثِيرٍ فَأَكَلْنَا مِنْ ذَلِكَ الطَّعَامِ وَشَرِبْنَا وَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى بَلَغَتْنِي النَّوْبَةُ الثَّانِيَةُ فَفَعَلْتُ كَذَلِكَ ، فَإِذَا بِطَعَامِ اثْنَيْنِ وَشَرَابٍ فَكَفَفْتُ يَدِي وَأُرِيهُمَا أَنِّي آكُلُ وَلَمْ آكُلْ فَسَكَتَا عَنِّي ، فَلَمَّا كَانَتِ النَّوْبَةُ الثَّالِثَةُ أَصَابَنِي كَذَلِكَ فَقَالا لِي : يَا مُسْلِمُ ، مَا هَذَا ؟ قُلْتُ : لا أَدْرِي ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ ، فَإِذَا بِقَائِلٍ يَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ، أَرَدْنَا بِكَ الإِيثَارَ الَّذِي اخْتَصَصْنَا بِهِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْنِ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ فَهِيَ عَلامَتُهُ وَكَرَامَتُكَ وَكَرَامَةُ أُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : فَبَلَغْتُ نَوْبَتِي وَكَانَ الأَمْرُ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ ، فَقَالَ لِي : يَا مُسْلِمُ ، مَا هَذَا ؟ مَا لَنَا نَرَى طَعَامَكَ نَاقِصًا ؟ قُلْتُ : أَوَلا تَعْلَمَانِ مَا هَذَا ؟ قَالا : لا ، قُلْتُ : هَذَا خَلْقٌ خَصَّ اللَّهُ بِهِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَصَّ بِهِ أُمَّتَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُرِيدُ بِهِ الإِيثَارَ فَقَدْ آثَرْتُكُمَا ، فَقَالا : نَحْنُ نَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، لَقَدْ صَدَقْتَ قَوْلَكَ ، هَذَا خَبَرٌ نَجِدُهُ فِي كُتُبِنَا خَصَّ اللَّهُ بِهِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتَهُ فَأَسْلَمَا ، فَقُلْتُ لَهُمَا فِي الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ ، قَالا : ذَلِكَ الْوَاجِبُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالا : فَاسْأَلِ اللَّهَ أَنْ يُخْرِجَنَا مِنْ هَذَا التِّيهِ إِلَى أَقْرَبِ الأَمَاكِنِ مِنَ الشَّامِ ، قَالَ : فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذْ أَشْرَفْنَا عَلَى بُيوتَاتِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.