الجنيد بن محمد الجنيد


تفسير

رقم الحديث : 15672

سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ ، يَقُولُ : " اعْلَمْ أَنَّ حَدَّ الشُّكْرِ فِي الْقُلُوبِ خَارِجٌ مِنَ الاشْتِغَالِ بِالْفَرَحِ عَلَى النِّعَمِ ، وَالاشْتِغَالِ بِبَهْجَتِهَا بِمَا يَغْلِبُ عَلَى النُّفُوسِ مِنْ شَرِّهَا عَلَيْهَا وَعَظِيمِ حَظِّهَا فِيهَا ، فَالشُّكْرُ خَارِجٌ مِنْ ذَلِكَ ، فَإِذَا مَا حَلَّ بِالْقُلُوبِ زَهَرَاتُ النِّعَمِ وَرَوْنَقُ صَفْوِهَا وَخَفْضُ الْعَيْشِ فِيمَا هَاجَ فِي الْقُلُوبِ ذَكَرَ الْمُنْعِمَ بِهَا ، وَالْمُتَوَلِّي لِلامْتِنَانِ بِهَا فَاتَّصَلَ فَرَحُهُمْ بِشُكْرِهِ وَأَوْصَلَتْهُمُ النِّعْمَةُ إِلَى الابْتِهَاجِ بِالْمُنْعِمِ وَالذِّكْرِ لَهُ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ، فَهَذَا حَدُّ الشُّكْرِ فِيمَا ذَاقَتْهُ الْقُلُوبُ ، فَلَمَّا صُرِفَتِ الأَفْرَاحُ عَنْ حُظُوظِ النُّفُوسِ ، إِلَى مَوَاضِعِ الشُّكْرِ ابْتِهَاجًا بِالْمُنْعِمِ دُونَ حَظِّ النُّفُوسِ بِالنِّعْمَةِ ، خَلُصَتْ تِلْكَ الأَفْرَاحُ رِضَاءً عَنِ اللَّهِ ، وَبَشَاشَةُ الْقُلُوبِ لِمَا يَرْضَاهُ ، وَاخْتِلافُ الأَحْكَامِ بِمُخَالَفَةِ الْمَحَابِّ ، وَالسُّرُورُ بِمُرِّ الْقَضَاءِ وَيَكُونُ السُّرُورُ مَقْرُونًا بِالْمَحَبَّةِ لِلَّهِ الَّتِي هِيَ مَعْقُودَةٌ فِي عُقُودِ الإِيمَانِ وَمَوْجُودَةٌ فِي أَصْلِ الْعِرْفَانِ ، لأَنَّهُ لا يَصِحُّ إِلا بِثَلاثِ حَالاتٍ : إِخْلاصٌ لِتَوْحِيدِهِ ، وَرِضًا بِهِ أَنَّهُ رَبٌّ ، وَمَحَبَّةً لَهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، إِذْ هُوَ إِلَهُهُ وَمَالِكُ ضُرِّهِ وَنَفْعِهِ وَرَفْعِهِ وَوَضْعِهِ وَحَيَاتِهِ وَمَوْتِهِ ، فَوَلِهَتِ الْقُلُوبُ إِلَيْهِ بِضُرِّ الْفَاقَةِ ، فَهَذَا مَعْنَى الْمَحَبَّةِ الْمُفْتَرَضَةِ فِي عُقُودِ الإِيمَانِ كَفَرْضِ الإِيمَانِ " ، قَالَ الشَّيْخُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : كَانَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، حظُوظُهُ فِي فُنُونِ الْعِلْمِ غَزِيرَةٌ وَتَصَانِيفُهُ بِالْمَسَانِيدِ وَالرِّوَايَاتِ شَهِيرَةٌ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.