قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ ، أَخْبَرَنِي عَمِّي يَحْيَى بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمَرْزُبَانِ الصَّيْقَلُ ، قَالَ : " أَرَدْتُ الْخُرُوجَ إِلَى مَكَّةَ فَرَافَقَّ الْجَمَّالُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِنْسَانٍ لا أَعْرِفُهُ ، فَقُلْتُ لَهُ بَعْدَ أَنْ رَافَقَنِي : نَحْتَاجُ مِنَ الزَّادِ كَذَا وَكَذَا ، وَمِنَ الزَّيْتِ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : قَدِ اشْتَرَيْتُ جَمِيعَ ذَلِكَ فَلا تَشْتَرِ شَيْئًا وَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُحَاسِبُنِي عَلَيْهِ كَمَا يَفْعَلُ الرُّفَقَاءٌ وَكَانَ فِي الطَّرِيقِ يُسْرِفُ وَيوَسِّعُ النَّفَقَةَ فَأَقُولُ فِي نَفْسِي كُلُّ هَذَا يُحَاسِبُنِي بِهِ ، فَكُنْتُ أَحْتَشِمُهُ أَنْ أَقُولَ لَهُ : أَقْصِرْ وَأَحْتَمِلُهُ فَلَمَّا صِرْتُ بِمَكَّةَ عَزَمَ عَلَى الْمُقَامِ بِمَكَّةَ ، فَقُلْتُ لَهُ : الْحِسَابُ ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ تَذْكُرُ مِثْلَ هَذَا وَأَقْبَلَ يُنْكِرُ عَلَيَّ ذَلِكَ ، فَقُلْتُ : لابُدَّ مِنْهُ فَأَبَى ذَلِكَ ، وَقَالَ : وَمَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ ؟ فَسَأَلْتُ عَنْهُ ، فَإِذَا هُوَ الْفَرَجِيُّ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |