نصر بن الصامت


تفسير

رقم الحديث : 15748

وَحَكَى عَنْهُ خَيْرٌ النَّسَّاجُ ، قَالَ : قَالَ أَبُو حَمْزَةَ : " إِنِّي لأَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ أَنْ أَدْخُلَ الْبَادِيَةَ عَلَى شِبَعٍ وَأَنَا مُعْتَقِدٌ لِلتَّوَكُّلِ فَيَكُونُ شِبَعِي زَادًا تَزَوَّدْتُهُ وَسُئِلَ عَنِ الأُنْسِ ، فَقَالَ : ضِيقُ الصَّدْرِ مِنْ مُعَاشَرَةِ الْخَلْقِ ، وَكَانَ يَقُولُ : مَنِ اسْتَشْعَرَ الْمَوْتَ حُبِّبَ إِلَيْهِ كُلُّ بَاقٍ وَبُغِّضَ إِلَيْهِ كُلُّ فَانٍ ، وَمَنِ اسْتَوْحَشَ مِنْ نَفْسِهِ أَنِسَ قَلْبُهُ بِمُوَافَقَةِ مَوْلاهُ ، وَقَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ : خَفْ سَطْوَةَ الْعَدْلِ وَارْجُ دِقَّةَ الْفَضْلِ وَلا تَأْمَنْ مُكْرَهُ وَإِنْ أَنْزَلَكَ الْجِنَّانَ فَفِي الْجَنَّةِ وَقَعَ لأَبِيكَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ مَا وَقَعَ وَقَدْ يُقْطَعُ بِقَوْمٍ فِيهَا ، فَيقَالُ لَهُمْ : كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ، فَشَغَلَهُمْ عَنْهُ بِالأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَلا مَكْرَ فَوْقَ هَذَا ، وَلا حَسْرَةَ أَعْظَمُ مِنْهُ وَسُئِلَ : أَيَفْزَعُ الْمُحِبُّ إِلَى شَيْءٍ سِوَى مَحْبُوبِهِ ؟ فَقَالَ : لا إِنَّهُ بَلاءٌ دَائِمٌ ، وَسُرُورٌ مُنْقَطِعٌ ، وَأَوْجَاعٌ مُتَّصِلَةٌ لا يَعْرِفُهَا إِلا مَنْ بَاشَرَهَا وَأَنْشَدَ : يُلاقِي الْمُلاقِي شَجْوَهُ دُونَ غَيْرِهِ وَكُلُّ بَلاءٍ عِنْدَ لاقِيهِ أَوَجَعُ وَكَانَ يَقُولُ : مَنْ نَصَحَ لِنَفْسِهِ كَرُمَتْ عَلَيْهِ ، وَمَنْ تَشَاغَلَ عَنْ نَصِيحَتِهَا هَانَتْ عَلَيْهِ ، وَمَنْ خَصَّهُ اللَّهُ بِنَظْرَةِ شَفَقَةٍ ، فَإِنَّ تِلْكَ النَّظْرَةَ تُنْزِلُهُ مَنَازِلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ وَتُزَيِّنُهُ بِالصِّدْقِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا ، وَالْعَارِفُ يَخَافُ زَوَالَ مَا أُعْطِيَ ، وَالْخَائِفُ يَخَافُ نُزُولَ مَا وُعِدَ ، وَالْعَارِفُ يُدَافِعُ عَيْشَهُ يَوْمًا بِيَوْمٍ وَيَأْخُذُ عَيْشَهُ لِيَوْمٍ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.