ابو محمد الجريري


تفسير

رقم الحديث : 15781

سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنَ عِمْرَانَ الْهَرَوِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الدَّرَّاجَ ، يَقُولُ : " كَانَ يَصْحَبُنِي كُلَّ سَنَةٍ حَجَجْتُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُشَاةِ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَغَيْرِهِمْ لِمَعْرِفَتِي بِالطُّرُقِ وَالْمِيَاهِ ، فَكُنْتُ أَتَوَلَّى الْقِيَامَ بِأَمْرِهِمْ فَعَزَمْتُ سَنَةً مِنَ السِّنِينَ أَنْ أَحُجَّ مُنْفَرِدًا لا يَصْحَبُنِي أَحَدٌ وَلا أَصْحَبُ أَحَدًا فَخَرَجْتُ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ الْقَادِسِيَّةِ فَرَأَيْتُ رَجُلا مَجْذُومًا مُبْتَلًى فِي الْمِحْرَابِ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَقَالَ : يَا أَبَا الْحُسَيْنِ ، عَزَمْتَ الْحَجَّ ؟ فَأَجَبْتُهُ مُغْتَاظًا عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ لِي : فَالصُحْبَةَ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : هَرَبْتُ مِنَ الأَصِحَّاءِ الأَقْوِيَاءِ ابْتَلَى بِمَجْذُومٍ مُبْتَلًى ، فَقُلْتُ : لا ، فَقَالَ لِي : افْعَلْ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لا فَعَلْتُ ، فَقَالَ لِي : يَصْنَعُ اللَّهُ لِلضَّعِيفِ حَتَّى يَتَعَجَّبَ الْقَوِيُّ ، فَقُلْتُ : نَعَمْ كَالْمُنْكِرِ عَلَيْهِ فَتَرَكْتُهُ فَصَلَّيْتُ الْعَصْرَ وَمَشَيْتُ نَحْوَ الْمُغِيثَةِ ، فَبَلَغْتُهَا مِنَ الْغَدِ ضَحْوَةً فَدَخَلْتُ مَسْجِدَهَا ، فَإِذَا الشَّيْخُ جَالِسٌ فِي الْمِحْرَابِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، وَقَالَ لِي : يَا أَبَا الْحُسَيْنِ ، يَصْنَعُ اللَّهُ بِالضَّعِيفِ حَتَّى يَتَعَجَّبَ الْقَوِيُّ ، فَاعْتَرَضَنِي الْوَسْوَاسُ فِي أَمْرِهِ وَلَمْ أَجْلِسْ وَغَدَوْتُ مَاشِيًا حَتَّى بَلَغْتُ الْقَرْعَاءَ مَعَ الصُّبْحِ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا بِالشَّيْخِ قَاعِدٌ ، فَقَالَ لِي : يَا أَبَا الْحُسَيْنِ يَصْنَعُ اللَّهَ بَالضَّعِيفَ حَتَّى يَتَعَجَّبَ الْقَوِيُّ ، قَالَ : فَبَادَرْتُ إِلَيْهِ وَوَقَعْتُ عَلَى وَجْهِي بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَقُلْتُ : الْمَعْذِرَةَ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكَ ، فَقَالَ لِي : مَا لَكَ ؟ قُلْتُ : أَخْطَأْتُ ، قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قُلْتُ : الصُّحْبَةُ ، قَالَ : قَدْ حَلَفْتَ وَأَكْرَهُ أَنْ أُحْنِثَكَ ، قُلْتُ : فَأَرَاكَ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ ، قَالَ : هَذَا نَعَمْ ، قَالَ : فَطَارَ عَنِّي مَا كَانَ مِنَ التَّعَجُّبِ وَالْجَزَعِ وَمَا كَانَ بِي إِلا أَنْ يَجْمَعَني وَإِيَّاهُ الْمَنَازِلُ فَكُنْتُ أَلْقَاهُ فِي الْمَنَازِلِ إِلَى أَنْ بَلَغْتُ الْمَدِينَةَ فَغَابَ عَنِّي ، فَلَمْ أَرَهُ فَلَمَّا قَدِمْتُ مَكَّةَ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمَشَايِخِنَا أَبِي بَكْرٍ الْكَتَّانِيِّ ، وَأَبِي الْحَسَنِ الْمُزَيِّنِ وَغَيْرِهِمَا فَاسْتَحْمَقُونِي ، وَقَالُوا : ذَاكَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَجْذُومُ ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلا وَيَسْأَلُ اللَّهَ رُؤْيَتَهُ وَلِقَاءَهُ مُنْذُ كَذَا ، فَقُلْتُ : قَدْ كَانَ ذَاكَ ، فَقَالُوا : إِنْ لَقِيتَهُ فَتَلَطَّفْ لَهُ وَأَعْلِمْنَا لَعَلَّنَا نَرَاهُ ، فَقُلْتُ : نَعَمْ فَطَلَبْتُهُ بِمِنًى وَعَرَفَاتٍ ، فَلَمْ أَرَهُ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ وَأَنَا أَرْمِي الْجَمْرَةَ جَذَبَنِي إِنْسَانٌ ، وَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكَ أَبَا الْحُسَيْنِ ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ فَلَحِقَنِي مِنْ رُؤْيَتِهِ أَنْ صِحْتُ وَغُشِيَ عَلَيَّ وَسَقَطْتُ فَذَهَبَ فَقَصَدْتُ مَسْجِدَ الْخَيْفِ وَأُخْبِرْتُ أَصْحَابِي فَعَاتَبُونِي ، فَكُنْتُ أُصَلَّى يَوْمَ الْوَدَاعِ خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ رَافِعًا يَدَيَّ فَجَذَبَنِي إِنْسَانٌ مِنْ خَلْفِي فَالْتَفَتُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الْحُسَيْنِ ، عَزَّمْتُ عَلَيْكَ أَنْ لا تَصِيحَ ، فَقُلْتُ : نَعَمْ لَكِنْ أَسْأَلُكَ الدُّعَاءَ لِي ، فَقَالَ : سَلْ مَا شِئْتَ ، فَسَأَلْتُ اللَّهَ ثَلاثًا فَأَمَّنَ عَلَى دُعَائِي وَغَابَ عَنِّي فَلَمْ أَرَهُ ، قَالَ مَنْصُورٌ : فَسَأَلْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الدَّرَّاجَ عَنْ سُؤَالاتِهِ ، قَالَ : أَحَدُهَما ، قُلْتُ : رَبِّ حَبِّبْ إِلَيَّ الْفَقْرَ ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ ، وَالثَّانِي قُلْتُ : اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي أُبَيِّتُ عِنْدِي مَا أَدَّخِرُهُ لِغَدٍ ، فَأَنَا مِنْ تِلْكَ السَّنَةِ أَبِيتُ وَلَيْسَ لِي شَيْءٌ أَدَّخِرُهُ ، وَالثَّالِثَةُ قُلْتُ : اللَّهُمَّ إِذَا أَذِنْتَ لأَوْلِيَائِكَ فِي النَّظَرِ إِلَيْكَ فَارْزُقْنِي ذَلِكَ وَاجْعَلْنِي مِنْهُمْ ، فَأَنَا أَرْجُو أَنْ يَمُنَّ اللَّهُ عَلَيَّ بِالثَّالِثَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.