محمد بن الفرج الودنكاني


تفسير

رقم الحديث : 16001

سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ هَانِئٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ ، يَقُولُ : أَسْبَابُ الْمَعْرِفَةِ أَرْبَعَةٌ : حَصَافَةُ الْعَقْلِ ، وَكَرَمُ الْفِطْنَةِ ، وَمُجَالَسَةُ أَهْلِ الْخِبْرَةِ ، وَشِدَّةُ الْعِنَايَةِ ، وِبِسَبَبِ هَذِهِ الأُمُورِ الأَرْبَعَةِ الرَّحْمَةُ ، وَمِنْ أَقْرَبِ الأُمُورِ إِلَى الرَّحْمَةِ التَّبَرُّؤُ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ ، وَالْمَعْرِفَةُ بِأَنَّ التَّبَرُّؤَ مِنْهُ ، وَالْمَعْرِفَةَ أَيْضًا هِبَةٌ ، وَمِنْ أَفْضَلِ الأَشْيَاءِ الْعِلْمُ ، وَالْمُبْتَغَى مِنَ الْعِلْمِ نَفْعُهُ ، فَإِذَا لَمْ يَنْفَعْكَ فَحَمْلُ تَمْرَةٍ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حَمَلِ ذَلِكَ ، لأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعَاذَ مِنْهُ ، فَقَالَ : " أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ " ، وَقَالَ : " خَيْرُ الْعِلْمِ مَا نَفَعَ " ، وَالْعِلْمُ يُصَابُ مِنْ عِنْدِ الْمَخْلُوقِينَ ، وَالنَّفْعُ لا يُصَابُ إِلا بِاللَّهِ وَمِنْ عِنْدِهِ ، وَمَنْفَعَةُ الْعِلْمِ طَاعَتُهُ ، وَطَاعَتُهُ مَنْفَعَتُهُ ، وَالْعِلْمُ النَّافِعُ هُوَ الَّذِي بِهِ أَطَعْتَهُ ، وَالَّذِي لا يَنْفَعُ هُوَ الَّذِي بِهِ عَصَيْتَهُ ، وَكَانَ يَقُولُ : قُلُوبُ الْعَارِفِينَ مَسَاكِنُ الذِّكْرِ ، وَأَفْضَلُ الأَعْمَالِ رِعَايَةُ الْقَلْبِ ، وَالذِّكْرُ غِذَاءُ الْقَلْبِ ، وَقَالَ : هِمَمُ الْعَارِفِينَ تَعَالَتْ عَمَّا فِيهِ لَذَّةُ نُفُوسِهِمْ وَاتَّصَلَتْ هُمُومُهُمْ بِمَا فِيهِ الْمَحَبَّةُ لِسَيِّدِهِمْ ، لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَعْنَاهُمْ وَلَدَى اللَّهِ مَثْوَاهِمْ ، وَكَانَ يَقُولُ : مَنْ آمَنَ بِالْقَدُومِ عَلَى مُعْطِي الْخَزَائِنِ وَالْهَدَايَا قَبْلَ مُلاقَاتِهِ ؟ وَقَالَ : إِذَا كَسَى اللَّهُ الْقَلْبَ نُورَ الْمَعْرِفَةِ قَلَّدَهُ قَلائِدَ الْحِكْمَةِ ، وَمَنْ كَانَ الصِّدْقُ وَسِيلَتَهُ كَانَ الرِّضَا مِنَ اللَّهِ جَائِزَتَهُ ، وَقَالَ : إِنَّ مِنَ التَّوْفِيقِ تَرْكُ التَّأَسُّفِ عَلَى مَا فَاتَ ، وَالاهْتِمَامَ بِمَا هُوَ آتٍ ، وَمَنْ أَرَادَ تَعْجِيلَ النِّعَمِ فَلْيُكْثِرْ مِنْ مُنَاجَاةِ الْخَلْوَةِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.