تفسير

رقم الحديث : 22

حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِقْسَمٍ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشِكْلِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ الْبَارِي : قُلْتُ لِذِي النُّونِ الْمِصْرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ : صِفْ لِيَ الأَبْدَالَ ، فَقَالَ : " إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ دَيَاجِي الظُّلَمِ ، لأَكْشِفَنَّهَا لَكَ عَبْدَ الْبَارِي ، هُمْ قَوْمٌ ذَكَرُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِقُلُوبِهِمْ تَعْظِيمًا لِرَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ لِمَعْرِفَتِهِمْ بِجَلالِهِ فَهُمْ حُجَجُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ ، أَلْبَسَهُمُ النُّورَ السَّاطِعَ مِنْ مَحَبَّتِهِ ، وَرَفَعَ لَهُمْ أَعْلامَ الْهِدَايَةِ إِلَى مُوَاصَلَتِهِ ، وَأَقَامَهُمْ مَقَامَ الأَبْطَالِ لإِرَادَتِهِ ، وَأَفْرَغَ عَلَيْهِمُ الصَّبْرَ عَنْ مُخَالَفَتِهِ ، وَطَهَّرَ أَبْدَانَهُمْ بِمُرَاقَبَتِهِ وَطَيَّبَهُمْ بِطِيبِ أَهْلِ مُجَامَلَتِهِ ، وَكَسَاهُمْ حُلَلا مِنْ نَسْجِ مَوَدَّتِهِ ، وَوَضَعَ عَلَى رُءُوسِهِمْ تِيجَانَ مَسَرَّتِهِ ، ثُمَّ أَوْدَعَ الْقُلُوبَ مِنْ ذَخَائِرِ الْغُيُوبِ ، فَهِيَ مُعَلَّقَةٌ بِمُوَاصَلَتِهِ ، فَهُمُومُهُمْ إِلَيْهِ ثَائِرَةٌ ، وَأَعْيُنُهُمْ إِلَيْهِ بِالْغَيْبِ نَاظِرَةٌ ، قَدْ أَقَامَهُمْ عَلَى بَابِ النَّظَرِ مِنْ قُرْبِهِ ، وَأَجْلَسَهُمْ عَلَى كَرَاسِي أَطِبَّاءِ أَهْلِ مَعْرِفَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنْ أَتَاكُمْ عَلِيلٌ مِنْ فَقْرِي فَدَاوُوهُ ، أَوْ مَرِيضٌ مِنْ فُرَاقِي فَعَالِجُوهُ ، أَوْ خَائِفٌ مِنِّي فَأَمِّنُوهُ ، أَوْ آمِنٌ مِنِّي فَحَذَّرُوهُ ، أَوْ رَاغِبٌ فِي مُوَاصَلَتِي فَهَنُّئوهُ ، أَوْ رَاحِلٌ نَحْوِي فَرُدُّوهُ ، أَوْ جَبَانٌ فِي مُتَاجَرَتِي فَشَجِّعُوهُ ، أَوْ آيِسٌ مِنْ فَضْلِي فُعِدُوهُ ، أَوْ رَاجٍ لإِحْسَانِي فَبَشِّرُوهُ ، أَوْ حَسَنُ الظَّنِّ بِي فَبَاسِطُوهُ ، أَوْ مُحِبٌّ لِي فَوَاظِبُوهُ ، أَوْ مُعَظِمٌ لِقَدْرِي فَعَظِّمُوهُ ، أَوْ مُسْتَوْصِفُكُمْ نَحْوِي فَأَرْشِدُوهُ ، أَوْ مُسِيءٌ بَعْدَ إِحْسَانٍ فَعَاتِبُوهُ ، وَمَنْ وَاصَلَكُمْ فِيَّ فَوَاصِلُوهُ ، وَمَنْ غَابَ عَنْكُمْ فَافْتَقِدُوهُ ، وَمَنْ أَلْزَمَكُمْ جِنَايَةً فَاحْتَمِلُوهُ ، وَمَنْ قَصَّرَ فِي وَاجِبِ حَقِّي فَاتْرُكُوهُ ، وَمَنْ أَخْطَأَ خَطِيئَةً فَنَاصِحُوهُ ، وَمَنْ مَرِضَ مِنْ أَوْلِيَائِي فَعُودُوهُ ، وَمَنْ حَزِنَ فَبَشِّرُوهُ ، وَإِنِ اسْتَجَارَ بِكُمْ مَلْهُوفٌ فَأَجِيرُوهُ ، يَا أَوْلِيَائِي لَكُمْ عَاتَبْتُ ، وَفِي إِيَّاكُمْ رَغِبْتُ ، وَمِنْكُمُ الْوَفَاءُ طَلَبْتُ ، وَلَكُمُ اصْطَفَيْتُ وَانْتَخَبْتُ ، وَلَكُمُ اسْتَخْدَمْتُ وَاخْتَصَصْتُ ، لأَنِّي لا أُحِبُّ اسْتِخْدَامَ الْجَبَّارِينَ ، وَلا مُوَاصَلَةَ الْمُتَكَبِّرِينَ ، وَلا مُصَافَاةَ الْمُخَلِّطِينَ ، وَلا مُجَاوَبَةَ الْمُخَادِعِينَ ، وَلا قُرْبَ الْمُعْجِبِينَ ، وَلا مُجَالَسَةَ الْبَطَّالِينَ ، وَلا مُوَالاةَ الشَّرِهِينَ ، يَا أَوْلِيَائِي جَزَائِي لَكُمْ أَفْضَلُ الْجَزَاءِ ، وَعَطَائِي لَكُمْ أَجْزَلُ الْعَطَاءِ ، وَبَذْلِي لَكُمْ أَفْضَلُ الْبَذْلِ ، وَفَضْلِي عَلَيْكُمْ أَكْثَرُ الْفَضْلِ ، وَمُعَامَلَتِي لَكُمْ أَوَفَى الْمُعَامَلَةِ ، وَمُطَالَبَتِي لَكُمْ أَشَدُّ الْمُطَالَبَةِ ، أَنَا مُجْتَنِي الْقُلُوبِ ، وَأَنَا عَلامُ الْغُيُوبِ ، وَأَنَا مُرَاقِبُ الْحَرَكَاتِ ، وَأَنَا مُلاحِظُ اللَّحَظَاتِ ، أَنَا الْمُشْرِفُ عَلَى الْخَوَاطِرِ ، أَنَا الْعَالِمُ بِمَجَالِ الْفِكْرِ ، فَكُونُوا دُعَاةً إِلَيَّ ، لا يُفْزِعْكُمْ ذُو سُلْطَانٍ سُوَائِي ، فَمَنْ عَادَاكُمْ عَادَيْتُهُ ، وَمَنْ وَالاكُمْ وَالَيْتُهُ ، وَمَنْ أَذَاكُمْ أَهْلَكْتُهُ ، وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكُمْ جَازَيْتُهُ ، وَمَنْ هَجَرَكُمْ قَلَيْتُهُ " ، قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهُمُ الشَّغِفُونَ بِهِ وَبِوِدِّهِ ، الْكَلِفُونَ بِخِطَابِهِ وَعَهْدِهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.