تفسير

رقم الحديث : 47

وَسَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الطُّوسِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْفَرْغَانِيَّ ، يَقُولُ : سَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ الشِّبْلِيَّ : مَا عَلامَةُ الْعَارِفِ ؟ فَقَالَ : " صَدْرُهُ مَشْرُوحٌ ، وَقَلْبُهُ مَجْرُوحٌ ، وَجِسْمُهُ مَطْرُوحٌ " ، قُلْتُ : هَذَا عَلامَةُ الْعَارِفِ ، فَمَنِ الْعَارِفُ ؟ قَالَ : " الْعَارِفُ الَّذِي عَرَفَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَعَرَفَ مُرَادَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَعَمِلَ بِمَّا أَمَرَ اللَّهُ ، وَأَعْرَضَ عَمَّا نَهَى عَنْهُ اللَّهُ ، وَدَعَا عِبَادَ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " ، فَقُلْتُ : هَذَا الْعَارِفُ ، فَمَنِ الصُّوفِيُّ ؟ فَقَالَ : " مَنْ صَفَّا قَلْبُهُ فَصَفَى ، وَسَلَكَ طَرِيقَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَمَى الدُّنْيَا خَلْفَ الْقَفَا ، وَأَذَاقَ الْهَوَى طَعْمَ الْجَفَا ، قُلْتُ لَهُ : هَذَا الصُّوفِيُّ ، مَا التَّصَوُّفُ ؟ قَالَ : التَّأَلُّفُ وَالتَّطَرُّفُ ، وَالإِعْرَاضُ عَنِ التَّكَلُّفِ " ، قُلْتُ لَهُ : أَحْسَنُ مِنْ هَذَا مَا التَّصَوُّفُ ؟ قَالَ : " تَسْلِيمٌ تُصَفِّيهِ الْقُلُوبُ لِعَلامِ الْغُيُوبِ " ، فَقُلْتُ لَهُ : أَحْسَنُ مِنْ هَذَا مَا التَّصَوُّفُ ؟ فَقَالَ : " تَعْظِيمُ أَمْرِ اللَّهِ ، وَشَفَقَتِهِ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ " ، فَقُلْتُ لَهُ : أَحْسَنُ مِنْ هَذَا مَنِ الصُّوفِيُّ ؟ قَالَ : " مَنْ صَفَا مِنَ الْكَدَرِ ، وَخَلُصَ مِنَ الْعَكَرِ ، وَامْتَلأَ مِنَ الْفِكَرِ ، وَتَسَاوَى عِنْدَهُ الذَّهَبُ وَالْمَدَرُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة