حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمِسْوَرِ ، أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَلِّمْنِي مِنْ غَرَائِبِ الْعِلْمِ قَالَ ، مَا فَعَلْتَ فِي رَأْسِ الْعِلْمِ فَتَطْلُبَ الْغَرَائِبَ ؟ " , قَالَ : وَمَا رَأْسُ الْعِلْمِ ؟ قَالَ : " هَلْ عَرَفْتَ الرَّبَّ ؟ " , قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " فَمَا صَنَعْتَ فِي حَقِّهِ ؟ " , قَالَ : مَا شَاءَ اللَّهُ ، قَالَ : " عَرَفْتَ الْمَوْتَ ؟ " , قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " مَا أَعْدَدْتَ لَهُ ؟ " , قَالَ : مَا شَاءَ اللَّهُ ، قَالَ : " انْطَلِقْ فَاحْكُمْ هَاهُنَا ، ثُمَّ تَعَالَ أُعَلِّمْكَ مِنْ غَرَائِبِ الْعِلْمِ " قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَمَبَانِي الْمُتَصَوِّفَةِ الْمُتَحَقِّقَةُ فِي حَقَائِقِهِمْ عَلَى أَرْكَانٍ أَرْبَعَةٍ : مَعْرِفَةُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَمَعْرِفَةُ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ ، وَمَعْرِفَةُ النُّفُوسِ وَشُرُورِهَا وَدَوَاعِيهَا ، وَمَعْرِفَةُ وَسَاوِسِ الْعَدُوِّ وَمَكَائِدِهِ وَمَضَالِّهِ ، وَمَعْرِفَةُ الدُّنْيَا وَغُرُورِهَا وَتَفتِينَهَا وَتَلْوِينِهَا ، وَكَيْفَ الاحْتِرَازُ مِنْهَا وَالتَّجَافِي عَنْهَا ، ثُمَّ أَلْزَمُوا أَنْفُسُهُمْ بَعْدَ تَوْطِئَةِ هَذِهِ الأَبْنِيَةِ دَوَامَ الْمُجَاهَدَةِ ، وَشِدَّةَ الْمُكَابَدَةِ ، وَحِفْظَ الأَوْقَاتِ ، وَاغْتِنَامَ الطَّاعَاتِ ، وَمُفَارَقَةَ الرَّاحَاتِ ، وَالتَّلَذُّذَ بِمَا أُيِّدُوا بِهِ مِنَ الْمُطَالَعَاتِ ، وَصِيَانَةَ مَا خُصُّوا بِهِ مِنَ الْكَرَامَاتِ ، لا عَنِ الْمُعَامَلاتِ انْقَطَعُوا ، وَلا إِلَى التَّأْوِيلاتِ رَكَنُوا ، رَغِبُوا عَنِ الْعَلائِقِ ، وَرَفَضُوا الْعَوَائِقَ ، وَجَعَلُوا الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا ، وَمُزَايَلَةَ الأَعْرَاضِ طَارِفًا وَتَالِدًا ، اقْتَدَوْا بِالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ، وَفَارَقُوا الْعُرُوضَ وَالْعِقَارَ ، وَآثَرُوا الْبَذْلَ وَالإِيثَارَ ، وَهَرَبُوا بِدِينِهِمْ إِلَى الْجِبَالِ وَالْقِفَارِ ، احْتِرَازًا مِنْ مُوَامَقَةِ الأَبْصَارِ ، أَنْ يُومِئَ إِلَيْهَا بِالأَصَابِعِ ، وَيُشَارُ لِمَا أَنِسُوا بِهِ مِنَ التُّحَفِ وَالأَنْوَارِ ، فَهُمُ الأَتْقِيَاءُ الأَخْفِيَاءُ ، وَالْغُرَبَاءُ النُّجَبَاءُ ، صَحَّتْ عَقِيدَتُهُمْ فَسَلِمَتْ سَرِيرَتُهُمْ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمِسْوَرِ | عبد الله بن المسور الهاشمى | يضع الحديث |
خَالِدُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ | خالد بن أبي كريمة الأصبهاني | صدوق حسن الحديث |
زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ | زهير بن معاوية الجعفي | ثقة ثبت |
أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ | أحمد بن يونس التميمي | ثقة حافظ |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ | إبراهيم بن إسحاق الحربي | إمام حافظ |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ | عبد الرحمن بن العباس البزاز / توفي في :357 | ثقة |