سَمِعْتُ أَبَا هَمَّامٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُجِيبٍ الصُّوفِيَّ وَسُئِلَ عَنِ الصُّوفِيِّ ، فَقَالَ : " لِنَفْسِهِ ذَابِحٌ ، وَلِهَوَاهُ فَاضِحٌ ، وَلِعَدُوِّهِ جَارِحٌ ، وَلِلْخَلْقِ نَاصِحٌ ، دَائِمٌ الْوَجَلَ ، يُحْكِمُ الْعَمَلَ ، وَيُبْعِدُ الأَمَلَ ، وُيَسُدُّ الْخَلَلَ ، وَيُغْضِي عَلَى الزَّلَلِ ، عُذْرُهُ بُضَاعَةٌ ، وَحُزْنُهُ صِنَاعَةٌ ، وَعَيْشُهُ قَنَاعَةٌ ، بِالْحَقِّ عَارِفٌ ، وَعَلَى الْبَابِ عَاكِفٌ ، وَعَنِ الْكُلِّ عَازِفٌ ، تَرْبِيَةُ بِرِّهِ ، وَشَجَرَةُ وُدِّهِ ، وَرَاعِي عَهْدِهِ " ، قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَذَكَرْنَا فِي غَيْرِ هَذَا الْكِتَابِ كَثِيرًا مِنْ أَجْوِبَةِ مَشْيِخَتِهِمْ فِي التَّصَوُّفِ ، وَاخْتِلافِ عِبَارَاتِهِمْ ، وَكُلٌّ قَدْ أَجَابَ عَنْ حَالِهِ وَيَشْتَمِلُ كَلامُ الْمُتَصَوِّفَةِ عَلَى ثَلاثَةِ أَنْوَاعٍ ، فَأَوَّلُهَا : إِشَارَاتُهُمْ إِلَى التَّوْحِيدِ ، وَالثَّانِي كَلامُهُمْ فِي الْمُرَادِ وَمَراتِبِهِ ، وَالثَّالِثُ فِي الْمُرِيدِ وَأَحْوَالِهِ ، ثُمَّ لِكُلِّ نَوْعٍ مِنَ الثَّلاثَةِ مَسَائِلُ وَفُرُوعٌ ، يَكْثُرُ تِعْدَادُهَا ، فَأَوَّلُ أُصُولِهُمُ الْعِرْفَانُ ، ثُمَّ إِحْكَامُ الْخِدْمَةِ وَالإِدْمَانِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |