حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ رضى اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، يَقُولُ : لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلاةِ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا قَامَ يُرِيدُ الصَّلاةَ عَلَيْهِ تَحَوَّلْتُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَتُصَلِّي عَلَى عَدُوِّ اللَّهِ ابْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ الْقَائِلِ يَوْمَ كَذَا كَذَا ، فَجَعَلْتُ أُعَدِّدُ أَيَّامَهُ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْتَسِمُ ، حَتَّى أَكْثَرْتُ ، فَقَالَ : " أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ ، إِنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ ، قَدْ قِيلَ : اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ، فَلَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إِذَا زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ غُفِرَ لَهُ لَزِدْتُ " ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَشَى مَعَهُ حَتَّى قَامَ عَلَى قَبْرِهِ وَفَرَغَ مِنْ دَفْنِهِ ، فَعَجَبًا لِي وَلِجُرْأَتِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ إِلا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتْ هَاتَانِ الآيَتَانِ : وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ سورة التوبة آية 84 ، فَمَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهَا عَلَى مُنَافِقٍ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَأَخْلَى هَمَّهُ فِي مُفَارَقَةِ الْخَلْقِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْوَحْيَ فِي مُوَافَقَتِهِ لِلْحَقِّ ، فَمَنَعَ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصَّلاةِ عَلَيْهِمْ ، وَصَفَحَ عَمَّنْ أَخَذَ الْفِدَاءَ مِنْهُمْ لِسَابِقِ عِلْمِهِ مِنْهُمْ وَطَوْلِهِ عَلَيْهِمْ ، وَكَذَا سَبِيلُ مَنِ اعْتَقَدَ فِي الْمَفْتُونِينَ الْفِرَاقَ ، أَنْ يُؤَيَّدَ فِي أَكْثَرِ أَقَاوِيلِهِ بِالْوِفَاقِ ، وَيُعْصَمُ فِي كَثِيرٍ مِنْ أَحْوَالِهِ وَأَفَاعِيلِهِ مِنَ الشِّقَاقِ ، وَكَانَ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَيَاتِهِ وَوَفَاتِهِ مُجَامِعًا ، وَلِمَا اخْتَارَ لَهُ فِي يَقَظَتِهِ وَمَنَامِهِ مُتَابِعًا ، يَقْتَدِي بِهِ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِ ، وَيَتَأَسَّى بِهِ فِي جَمِيعِ أَفْعَالِهِ ، وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ اسْتِقَامَةُ الْمَنَاهِجِ ، وَالتَّطَرُّقُ إِلَى الْمَبَاهِجِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ | إسماعيل بن عياش العنسي | صدوق في روايته عن أهل بلده وخلط في غيرهم |
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ | عبد الوهاب بن الضحاك السلمي / توفي في :245 | متهم بالوضع |
الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ | الحسن بن سفيان الشيباني | ثقة |
أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ | محمد بن أبي جعفر النحوي / ولد في :283 / توفي في :376 | ثقة |