علي بن ابي طالب


تفسير

رقم الحديث : 222

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فِي دَارِ الإِمَارَةِ ، دَارِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْنَا نَوْفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، بِالْبَابِ أَرْبَعُونَ رَجُلا مِنَ الْيَهُوَدِ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : عَلَيَّ بِهِمْ ، فَلَمَّا وَقَفُوا بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالُوا لَهُ : يَا عَلِيُّ ، صِفْ لَنَا رَبَّكَ هَذَا الَّذِي فِي السَّمَاءِ ، كَيْفَ هُوَ ، وَكَيْفَ كَانَ ، وَمَتَى كَانَ ، وَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ هُوَ ؟ فَاسْتَوَى عَلِيٌّ جَالِسًا ، وَقَالَ : مَعْشَرَ الْيَهُوَدِ ، " اسْمَعُوا مِنِّي ، وَلا تُبَالُوا أَنْ لا تَسْأَلُوا أَحَدًا غَيْرِي ، إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ هُوَ الأَوَّلُ لَمْ يَبْدُ مِمَّا ، وَلا مُمَازَجُ مَعِمَّا ، وَلا حَالٌّ وَهُمَّا ، وَلا شَبَحٌ يُتَقَصَّى ، وَلا مَحْجُوبٌ فَيُحْوَى ، وَلا كَانَ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ ، فَيُقَالُ : حَادِثٌ ، بَلْ جَلَّ أَنْ يُكَيِّفَ الْمُكَيِّفَ لِلأَشْيَاءِ كَيْفَ كَانَ ، بَلْ لَمْ يَزَلْ ، وَلا يَزُولُ لاخْتِلافِ الأَزْمَانِ ، وَلا لِتَقَلُّبِ شَانٍ بَعْدَ شَانٍ ، وَكَيْفَ يُوصَفُ بِالأَشْبَاحِ ، وَكَيْفَ يُنْعَتُ بِالأَلْسُنِ الْفِصَاحِ ، مَنْ لَمْ يَكُنْ فِي الأَشْيَاءِ ، فَيُقَالُ : بَائِنٌ ، وَلَمْ يَبِنْ عَنْهَا ، فَيُقَالُ : كَائِنٌ ، بَلْ هُوَ بِلا كَيْفِيَّةٍ ، وَهُوَ أَقْرَبُ مِنْ حَبَلِ الْوَرِيدِ ، وَأَبْعَدُ فِي الشَّبَهِ مِنْ كُلِّ بَعِيدٍ ، لا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ عِبَادِهِ شُخُوصُ لَحْظَةٍ ، وَلا كُرُورُ لَفْظَةٍ ، وَلا ازْدِلافُ رَتْوَةٍ ، وَلا انْبِسَاطُ خُطْوَةٍ ، فِي غَسَقِ لَيْلِ دَاجٍ ، وَلا إِدْلاجٍ لا يَتَغَشَّى عَلَيْهِ الْقَمَرُ الْمُنِيرُ ، وَلا انْبِسَاطُ الشَّمْسِ ذَاتِ النُّورِ ، بِضَوْئِهَا فِي الْكُرُورِ ، وَلا إِقْبَالُ لَيْلٍ مُقْبِلٍ ، وَلا إِدْبَارُ نَهَارٍ مُدْبِرٍ ، إِلا وَهُوَ مُحِيطٌ بِمَا يُرِيدُ مِنْ تَكْوِينِهِ ، فَهُوَ الْعَالِمُ بِكُلِّ مَكَانٍ ، وَكُلِّ حِينٍ وَأَوَانٍ ، وَكُلِّ نَهَايَةٍ وَمُدَّةٍ ، وَالأَمَدُ إِلَى الْخَلْقِ مَضْرُوبٌ ، وَالْحَدُّ إِلَى غَيْرِهِ مَنْسُوبٌ ، لَمْ يَخْلُقِ الأَشْيَاءَ مِنْ أُصُولٍ أَوَّلِيَّةٍ ، وَلا بِأَوَائِلٍ كَانَتْ قَبْلَهُ بَدِيَّةً ، بَلْ خَلَقَ مَا خَلَقَ فَأَقَامَ خَلْقَهُ ، وَصَوَّرَ مَا صَوَّرَ فَأَحْسَنَ صُورَتَهُ ، تَوَحَّدَ فِي عُلُوِّهِ ، فَلَيْسَ لِشَيْءٍ مِنْهُ امْتِنَاعٌ ، وَلا لَهُ بِطَاعَةِ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ انْتِفَاعٌ ، إِجَابَتُهُ لِلدَّاعِينَ سَرِيعَةٌ ، وَالْمَلائِكَةُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ لَهُ مُطِيعَةٌ ، عَلِمُهُ بِالأَمْوَاتِ الْبَائِدِينَ كَعِلْمِهِ بِالأَحْيَاءِ الْمُتَقَلِّبِينَ ، وَعِلْمُهُ مِمَّا فِي السَّمَوَاتِ الْعُلَى كَعِلْمِهِ بِمَا فِي الأَرْضِ السُّفْلَى ، وَعِلْمُهُ بِكُلِّ شَيْءٍ ، لا تُحَيِّرُهُ الأَصْوَاتُ ، وَلا تَشْغَلُهُ اللُّغَاتُ ، سَمِيعٌ لِلأَصْوَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ ، بِلا جَوَارِحٍ لَهُ مُؤْتَلِفَةٍ ، مُدْبِرٌ بَصِيرٌ عَالِمٌ بِالأُمُورِ ، حَيٌّ قَيُّومٌ ، سُبْحَانَهُ كَلَّمَ مُوسَى تَكْلِيمًا بِلا جَوَارِحٍ وَلا أَدَوَاتٍ ، وَلا شَفَةٍ وَلا لَهَوَاتٍ ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَنْ تَكْيِيفِ الصِّفَاتِ ، مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ إِلَهَنَا مَحْدُودٌ ، فَقَدْ جَهَلَ الْخَالِقَ الْمَعْبُودَ ، وَمَنْ ذَكَرَ أَنَّ الأَمَاكِنَ بِهِ تُحِيطُ ، لَزِمَتْهُ الْحِيرَةُ وَالتَّخْلِيطُ ، بَلْ هُوَ الْمُحِيطُ بِكُلِّ مَكَانٍ ، فَإِنْ كُنْتَ صَادِقًا أَيُّهَا الْمُتَكَلِّفُ لِوَصْفِ الرَّحْمَنِ ، بِخِلافِ التَّنْزِيلِ وَالْبُرْهَانِ ، فَصِفْ لِي جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ ؟ هَيْهَاتَ ، أَتَعْجَزُ عَنْ صِفَةِ مَخْلُوقٍ مِثْلِكَ ، وَتَصِفُ الْخَالِقَ الْمَعْبُودَ ، وَأَنْتَ تُدْرِكُ صِفَةَ رَبِّ الْهَيْئَةِ وَالأَدَوَاتِ ، فَكَيْفَ مَنْ لَمْ تَأْخُذْهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ؟ لَهُ مَا فِي الأَرَضِينَ وَالسَّمَوَاتِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ " ، هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ ، كَذَا رَوَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْهُ ، مُرْسَلا .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.