حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِقْسَمٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْكَاتِبُ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى جَعْفَرٍ وَمُوسَى بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَهُوَ يُوصِيهِ بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ ، فَكَانَ مِمَّا حَفِظْتُ مِنْهَا أَنْ قَالَ : " يَا بُنَيَّ ، اقْبَلْ وَصِيَّتِي ، وَاحْفَظْ مَقَالَتِي ، فَإِنَّكَ إِنْ حَفِظْتَهَا تَعِشْ سَعِيدًا وَتَمُتْ حَمِيدًا ، يَا بُنَيَّ ، مَنْ رَضِيَ بِمَا قُسِمَ لَهُ ، اسْتَغْنَى ، وَمَنْ مَدَّ عَيْنَهُ إِلَى مَا فِي يَدِ غَيْرِهِ ، مَاتَ فَقِيرًا ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِمَا قَسَمَهُ اللَّهُ لَهُ ، اتَّهَمَ اللَّهَ فِي قَضَائِهِ ، وَمَنِ اسْتَصْغَرَ زَلَّةَ نَفْسِهِ ، اسْتَعْظَمَ زَلَّةَ غَيْرِهِ ، وَمَنِ اسْتَصْغَرَ زَلَّةَ غَيْرِهِ ، اسْتَعْظَمَ زَلَّةَ نَفْسِهِ ، يَا بُنَيَّ مَنْ كَشَفَ حِجَابَ غَيْرِهِ ، انْكَشَفَتْ عَوْرَاتُ بَيْتِهِ ، وَمَنْ سَلَّ سَيْفَ الْبَغْيِ ، قُتِلَ بِهِ ، وَمَنِ احْتَفَرَ لأَخِيهِ بِئْرًا ، سَقَطَ فِيهَا ، وَمَنْ دَاخَلَ السُّفَهَاءَ ، حُقِّرَ ، وَمَنْ خَالَطَ الْعُلَمَاءَ ، وُقِّرَ ، وَمَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ السُّوءِ ، اتُّهِمَ ، يَا بُنَيَّ ، إِيَّاكَ أَنْ تُزْرِيَ بِالرِّجَالِ ، فَيُزْرَى بِكَ ، وَإِيَّاكَ وَالدُّخُولَ فِيمَا لا يَعْنِيكَ ، فَتَذِلَّ لِذَلِكَ ، يَا بُنَيَّ ، قُلِ الْحَقَّ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ ، تُسْتَشَانُ مِنْ بَيْنِ أَقْرَانِكَ ، يَا بُنَيَّ ، كُنْ لِكِتَابِ اللَّهِ تَالِيًا ، وَلِلسَّلامِ فَاشِيًا ، وَبِالْمَعْرُوفِ آمِرًا ، وَعَنِ الْمُنْكَرِ نَاهِيًا ، وَلِمَنْ قَطَعَكَ وَاصِلا ، وَلِمَنْ سَكَتَ عَنْكَ مُبْتَدِئًا ، وَلِمَنْ سَأَلَكَ مُعْطِيًا ، وَإِيَّاكَ وَالنَّمِيمَةَ ، فَإِنَّهَا تَزْرَعُ الشَّحْنَاءَ فِي قُلُوبِ الرِّجَالِ ، وَإِيَّاكَ وَالتَّعَرُّضَ لِعُيُوبِ النَّاسِ ، فَمَنْزِلَةُ التَّعَرُّضِ لِعُيُوبِ النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ الْهَدَفِ ، يَا بُنَيَّ ، إِذَا طَلَبْتَ الْجُودَ فَعَلَيْكَ بِمَعَادِنِهِ ، فَإِنَّ لِلْجُودِ مَعَادِنَ ، وَلِلْمَعَادِنِ أُصُولا ، وَلِلأُصُولِ فُرُوعًا ، وَلِلْفُرُوعِ ثَمَرًا ، وَلا يَطِيبُ ثَمَرٌ إِلا بِأُصُولٍ ، وَلا أَصْلٌ ثَابِتٌ إِلا مَعْدِنٌ طَيِّبٌ ، يَا بُنَيَّ ، إِنْ زُرْتَ فَزُرِ الأَخْيَارَ ، وَلا تَزُرِ الْفُجَّارَ ، فَإِنَّهُمْ صَخْرَةٌ لا يَتَفَجَّرُ مَاؤُهَا ، وَشَجَرَةٌ لا يَخْضَرُّ وَرَقُهَا ، وَأَرْضٌ لا يَظْهَرُ عُشْبُهَا " ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى : فَمَا تَرَكَ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |