حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ الْحَرَّانِيُّ ، ثنا يَزِيدُ بْنُ قُبَيْسٍ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْحَلَبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ : خَرَجْتُ بِأَبِي أَقُودُهُ فِي بَعْضِ سِكَكِ الْبَصْرَةِ ، فَمَرَرْتُ بِجَدْوَلٍ فَلَمْ يَسْتَطِعِ الشَّيْخُ يَتَخَطَّاهُ ، فَاضْطَجَعْتُ لَهُ فَمَرَّ عَلَى ظَهْرِي ، ثُمَّ قُمْتُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ ، ثُمَّ دَفَعْنَا إِلَى مَنْزِلِ الْحَسَنِ ، فَطَرَقْتُ الْبَابَ فَخَرَجَتْ إِلَيْنَا جَارِيَةٌ سُدَاسِيَّةٌ ، فَقَالَتْ : مَنْ هَذَا ؟ قُلْتُ : هَذَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ ، أَرَادَ لِقَاءَ الْحَسَنِ ، فَقَالَتْ : كَاتِبُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ؟ قُلْتُ لَهَا : نَعَمْ ، قَالَتْ : يَا شَقِيُّ ، مَا بَقَاؤُكَ إِلَى هَذَا الزَّمَانِ السُّوءِ ؟ قَالَ : فَبَكَى الشَّيْخُ ، فَسَمِعَ الْحَسَنُ بُكَاءَهُ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَاعْتَنَقَا ، ثُمَّ دَخَلا ، فَقَالَ مَيْمُونٌ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، قَدْ آنَسْتُ مِنْ قَلْبِي غِلْظَةً فَاسْتَلِنْ لِي مِنْهُ ، فَقَرَأَ الْحَسَنُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ { 205 } ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ { 206 } مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ { 207 } سورة الشعراء آية 205-207 ، قَالَ : فَسَقَطَ الشَّيْخُ ، فَرَأَيْتُهُ يَفْحَصُ بِرِجْلِهِ كَمَا تَفْحَصُ الشَّاةُ الْمَذْبُوحَةُ ، فَأَقَامَ طَوِيلا ثُمَّ أَفَاقَ ، فَجَاءَتِ الْجَارِيَةُ ، فَقَالَتْ : قَدْ أَتْعَبْتُمُ الشَّيْخَ ، قُومُوا تَفَرَّقُوا ، فَأَخَذْتُ بِيَدِ أَبِي فَخَرَجْتُ بِهِ ، ثُمّ قُلْتُ : يَا أَبَتَاهُ ، هَذَا الْحَسَنُ ؟ قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّهُ أَكْبَرُ مِنْ هَذَا ، قَالَ : فَوَكَزَنِي فِي صَدْرِي وَكْزَةً ، ثُمَّ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، " لَقَدْ قَرَأَ عَلَيْنَا آيَةً لَوْ فَهِمْتَهَا بِقَلْبِكَ لأَبْقَى لَهَا فِيكَ كُلُومٌ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ | محمد بن سعيد الأنصاري / توفي في :244 | مقبول |