حَدَّثَنَا أَبِي ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ ، أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : سَمِعْتُ بِلالَ بْنَ سَعْدٍ ، يَقُولُ : " عِبَادَ الرَّحْمَنِ إِنَّ الْعَبْدَ لَيعْمَلُ الْفَرِيضَةَ الْوَاحِدَةَ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ وَقَدْ أَضَاعَ مَا سِوَاهَا ، فَمَا زَالَ الشَّيْطَانُ يُمَنِيَّهِ فِيهَا وَيُزَيِّنُ لَهُ حَتَّى يَرَى شَيْئًا دُونَ اللَّهِ ، فَقَبْلَ أَنْ تَعْمَلُوا أَعْمَالَكُمْ فَانْظُرُوا مَا ُرِيدُونَ بِهَا ، فَإِنْ كَانَتْ خَالِصَةً لِلَّهِ فَأَمْضُوهَا ، وَإِنْ كَانَتْ لِغَيْرِ اللَّهِ فَلا تَشُقُّوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، وَلا شَيْءَ لَكُمْ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا فَإِنَّهُ تَعَالَى ، قَالَ : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطِّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ . عِبَادَ الرَّحْمَنِ مَا يَزَالُ لأَحَدِكُمْ حَاجَةٌ إِلَى رَبِّهِ تَعَالَى ، إِمَّا مُسِيئٌ لَهُ ، وَإِمَّا رَغْبَةٌ إِلَيْهِ ، وَأَمَّا عَهْدُ اللَّهِ وَأَمْرُهُ وَوَصِيَّتُهُ فَعِنْدَكَ ضَائِعٌ ، أَفْكَلَّ سَاعَةٍ تُرِيدُونَ أَنْ يَتِمَّ عَلَيْكُمْ إِحْسَانُ رَبِّكُمْ عِنْدَكُمْ ، وَلا تَتَفَقَّدُونَ أَنْفُسَكُمْ فِي حَقِّ رَبِّكُمْ عِنْدَكُمْ ؟ مَا هَذَا بِالنَّصَفِ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ ، عِبَادَ الرَّحْمَنِ ، أَشْفِقُوا مِنَ اللَّهِ وَاحْذَرُوا اللَّهَ ، وَلا تَأْمَنُوا مَكْرَهُ ، وَلا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَتِهِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِنِعَمِ اللَّهِ عِنْدَكُمْ ثَمَنًا ، فَلا تَشُقُّوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، أَتَعْمَلُونَ عَمَلَ اللَّهِ لِثَوَابِ الدُّنْيَا ، فَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَضِيَ بِقَلِيلٍ حَيْثُ اسْتَعَنْتُمْ عَلَى الْيسِيرِ مِنْ عَمَلِ الدُّنْيَا ، فَلَمْ تُرْضُوا رَبَّكُمْ فِيهَا ، وَرَفَضْتُمْ مَا بَقِيَ لَكُمْ ، وَكَفَاكُمْ مِنْهُ الْيسِيرُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |