حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَبِي ، ثنا حَامِدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ عِيسَى ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيِّ ثنا وَهْبُ بْنُ السَّمَّاكِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ ، قَالَ كَعْبُ الأَحْبَارِ : " قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ : إِنِّي لأَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ صِفَةَ قَوْمٍ عَلَى قُلُوبِهِمْ مِنَ النُّورِ مِثْلُ الْجِبَالِ الرُّوَاسِي ، تَكَادُ الْجِبَالُ وَالرِّمَالُ أَنْ تَخِرُّ لَهُمْ سُجَّدًا مِنَ النُّورِ ، فَسَأَلَ رَبَّهُ ، وَقَالَ : اجْعَلْهُمْ مِنْ أُمَّتِي ، قَالَ اللَّهُ : يَا مُوسَى إِنِّي اخْتَرْتُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَجَعَلْتُهُمْ أَئِمَّةَ الْهُدَى ، وَهَؤُلاءِ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِهِ ، قَالَ : يَا رَبِّ فِيمَا بَلَغُوا هَؤُلاءِ حَتَّى آمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُوا مِثْلَ عَمَلِهِمْ ، وَأَبْلُغَ نِعْمَتَهُمْ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى إِنَّ الأَنْبِيَاءَ كَادُوا أَنْ يَعْجَزُوا عَمَّا أَعْطَيْتُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، يَا مُوسَى بَلَغُوا أَنَّهُمْ تَرَكُوا الطَّعَامَ الَّذِي أَحْلَلْتُ لَهُمْ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي ، وَكَانَ عَيْشَهُمْ فِي الدُّنْيَا الْفَلَقُ مِنَ الْخُبْزِ ، وَالْخَلِقُ مِنَ الثِّيَابِ ، أَيسُوا مِنَ الدُّنْيَا ، وَأَيِسَتِ الدُّنْيَا مِنْهُمْ ، أَقْرَبُهُمْ مِنِّي وَأَحَبُّهُمْ إِلَيَّ أَشَدُّهُمْ جُوعًا وَأَشَدُّهُمْ عَطَشًا ، يَا مُوسَى لَمْ يَتَقَرَّبْ أَحَدٌ إِلَيَّ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ كَبِدٍ عَطِشَتْ وَجَاعَتْ ، يَا مُوسَى لَيْسَ لِلْجُوعِ عِنْدِي ثَوَابٌ إِلا الْجَنَّةُ ، يَا مُوسَى اصْبِرْ وَتَوَكَّلْ عَلَيَّ فَهُوَ أَشْرَفُ الْعَمَلِ عِنْدِي ، يَا مُوسَى مَنْ جَاعَ وَعَطِشَ فِي الدُّنْيَا مِنْ خَشْيَتِي شَبِعَ وَرَوَى فِي الآخِرَةِ ، يَا مُوسَى قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ يَتَقَرَّبُونَ إِلَيَّ بِذَوْبِ الشُّحُومِ وَاللُّحُومِ فِي الدُّنْيَا بَقْلَةِ الطَّعَامِ ، فَإِنَّهَا أَحَبُّ الأَشْيَاءِ إِلَيَّ ، يَا مُوسَى طُوبَى لِمَنْ صَحِبَهُمْ وَصَحِبُوهُ ، أَقْرَبُهُمْ مِنِّي وَأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ مَنْ أَبْغَضَ جَائِعًا عُرْيَانًا مِنْ مَخَافَتِي " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |