ابو عمرو الاوزاعي


تفسير

رقم الحديث : 8274

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، ثَنَا غَالِبُ بْنُ وَزِيرٍ الْغَزِّيُّ ، ثَنَا ضَمْرَةُ ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : " قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ ، وَقَدْ بَاعَ مَا كَانَ لَهُ بِهَا وَهَمَّ بِسُكْنَى الْبَصْرَةِ وَمَعَهُ عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْبَصْرَةَ وَهَمَّ بِالْخُرُوجِ إِلَى مَكَّةَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ ، سَأَلَ لِمَنْ يُودِعُ الْعَشَرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ ؟ فَقِيلَ : لِحَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ فَأَتَاهُ ، فَقَالَ لَهُ : إِنِّي حَاجٌّ وَامْرَأَتِي وَهَذِهِ الْعَشَرَةُ الآلافِ دِرْهَمٍ أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَ بِهَا مَنْزِلا بِالْبَصْرَةِ ، فَإِنْ وَجَدْتَ مَنْزِلا وَيخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ لَنَا بِهَا فَافْعَلْ ، وَسَارَ الرَّجُلُ إِلَى مَكَّةَ فَأَصَابَ النَّاسَ بِالْبَصْرَةِ مَجَاعَةٌ فَشَاوَرَ حَبِيبٌ أَصْحَابَهُ ، أَنْ يشْتَرِيَ بِالْعَشَرَةِ آلافٍ دَقِيقًا وَيَتَصَدَّقُ بِهِ ، فَقَالُوا لَهُ : إِنَّمَا وَضَعَهَا لِتَشْتَرِيَ بِهَا مَنْزِلا ، فَقَالَ : أَتَصَدَّقُ بِهَا وَأَشْتَرِي لَهُ بِهَا مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ مَنْزِلا فِي الْجَنَّةِ ، فَإِنْ رَضِيَ وَإِلا دَفَعْتُ إِلَيْهِ دَرَاهِمَهُ ، قَالَ : فَاشْتَرَى دَقِيقًا وَخَبَزَهُ وَتَصَدَّقَ بِهِ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْخُرَاسَانِيُّ مِنْ مَكَّةَ أَتَى حَبِيبًا ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَنَا صَاحِبُ الْعَشَرَةِ الآلافِ ، فَمَا أَدْرِي أشْتَرَيْتَ لَنَا بِهَا مَنْزِلا أَوْ تَرُدُّهَا عَلَيَّ فَأَشْتَرِي أَنَا بِهَا ، فَقَالَ : لَقَدِ اشْتَرَيْتُ لَكَ مَنْزِلا فِيهِ قُصُورٌ وَأَشْجَارٌ وَثِمَارٌ وَأَنْهَارٌ ، فَانْصَرَفَ الْخُرَاسَانِيُّ إِلَى امْرَأَتِهِ ، فَقَالَ : أَرَى قَدِ اشْتَرَى لَنَا حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ مَنْزِلا ، إِنِّي أُرَاهُ كَانَ لِبَعْضِ الْمُلُوكِ قَدْ عَظَّمَ أَمْرَهُ وَمَا فِيهِ ، قَالَ : ثُمَّ أَقَمْتُ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً فَأَتَيْتُ حَبِيبًا ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ الْمَنْزِلُ ، فَقَالَ : قَدِ اشْتَرَيْتُ لَكَ مِنْ رَبِّي مَنْزِلا فِي الْجَنَّةِ بِقُصُورِهِ وَأَنْهَارِهِ وَوُصَفَائِهِ فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَتِهِ ، فَقَالَ لَهَا : إِنَّ حَبِيبًا إِنَّمَا اشْتَرَى لَنَا مِنْ رَبِّهِ الْمَنْزِلَ فِي الْجَنَّةِ ، فَقَالَتْ : يَا فُلانُ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ وَفَّقَ اللَّهُ حَبِيبًا وَمَا قَدْرُ مَا يَكُونُ لُبْثُنَا فِي الدُّنْيَا ، فَارْجِعْ إِلَيْهِ فَلْيَكْتُبْ لَنَا كِتَابًا بِعُهْدَةِ الْمَنْزِلِ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ حَبِيبًا ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، قَبْلِنَا مَا اشْتَرَيْتَ لَنَا فَاكْتُبْ لَنَا كِتَابَ عُهْدَةٍ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، فَدَعَا مَنْ يَكْتُبُ لَهُ الْكِتَابَ فَكَتَبَ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا اشْتَرَى حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِفُلانٍ الْخُرَاسَانِيِّ اشْتَرَى لَهُ مِنْهُ مَنْزِلا فِي الْجَنَّةِ بِقُصُورِهِ وَأَنْهَارِهِ وَأَشْجَارِهِ وَوُصَفَائِهِ وَوَصِيفَاتِهِ بِعَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ ، فَعَلَى رَبِّهِ تَعَالَى أَنْ يَدْفَعَ هَذَا الْمَنْزِلَ إِلَى فُلانٍ الْخُرَاسَانِيِّ وَيُبَرِّئُ حَبِيبًا مِنْ عُهْدَتِهِ " . فَأَخَذَ الْخُرَاسَانِيُّ الْكِتَابَ وَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ فَدَفَعَهُ إِلَيْهَا فَأَقَامَ الْخُرَاسَانِيُّ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَأَوْصَى إِلَى امْرَأَتِهِ إِذَا غَسَّلْتُمُونِي وَكَفَّنْتُمُونِي فَادْفَعِي هَذَا الْكِتَابَ إِلَيْهِمْ يَجْعَلُوهُ فِي أَكْفَانِي فَفَعَلُوا ، وَدُفِنَ الرَّجُلُ الْخُرَاسَانِيُّ فَوَجَدُوا عَلَى ظَهْرِ قَبْرِهِ مَكْتُوبًا فِي رَقٍّ كِتَابًا أَسْوَدَ فِي ضَوْءِ الرِّقِّ بَرَاءَةٌ لِحَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ مِنَ الْمَنْزِلِ الَّذِي اشْتَرَاهُ لِفُلانٍ الْخُرَاسَانِيِّ بِعَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ ، فَقَدْ دَفَعَ رَبُّهُ إِلَى الْخُرَاسَانِيِّ مَا شَرَطَ لَهُ حَبِيبٌ وَأَبْرَأَهُ مِنْهُ فَأُتِيَ حَبِيبٌ بِالْكِتَابِ فَجَعَلَ يَقْرَؤُهُ وَيُقَبِّلُهُ وَيَبْكِي وَيَمْشِي إِلَى أَصْحَابِهِ ، وَيَقُولُ : هَذِهِ بَرَاءَتِي مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.