حَدَّثَنَا أَبِي ، ثَنَا أَحْمَدُ ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الضَّرِيرُ ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : أَخَذَ بِيَدِي رِيَاحٌ الْقَيْسِيُّ يَوْمًا ، فَقَالَ : " هَلُمَّ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ حَتَّى نَبْكِي عَلَى مَمَرِّ السَّاعَاتِ وَنَحْنُ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ " ، قَالَ : وَخَرَجْتُ مَعَهُ إِلَى الْمَقَابِرِ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى الْقُبُورِ صَرَخَ ، ثُمَّ خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ، قَالَ : فَجَلَسْتُ وَاللَّهِ عِنْدَ رَأْسِهِ أَبْكِي ، قَالَ : فَأَفَاقَ ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ ؟ ، قُلْتُ : " لِمَا أَرَى بِكَ " ، قَالَ : لِنَفْسِكَ فَابْكِ ، ثُمَّ قَالَ : " وَانَفْسَاهُ وَانَفْسَاهُ " ، ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَرَحِمْتُهُ وَاللَّهِ مِمَّا نَزَلَ بِهِ فَلَمْ أَزَلْ عِنْدَ رَأْسِهِ ، حَتَّى أَفَاقَ ، قَالَ : فَوَثَبَ وَهُوَ يَقُولُ : " تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ، تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ " ، وَمَضَى عَلَى وَجْهِهِ وَأَنَا أَتْبَعُهُ لا يكَلِّمُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَنْزِلِهِ فَدَخَلَ وَصَفَقَ بَابَهُ وَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي وَلَمْ يَلْبَثْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلا يَسِيرًا حَتَّى مَاتَ رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |