داود بن نصير الطائي


تفسير

رقم الحديث : 11273

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ ، قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ بَشَّارٍ وَهُوَ خَادِمُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ ، يَقُولُ : قُلْتُ : " يَا أَبَا إِسْحَاقَ ، كَيْفَ كَانَ أَوَائِلُ أَمْرِكَ حَتَّى صِرْتَ إِلَى مَا صِرْتَ إِلَيْهِ , قَالَ : غَيْرُ ذَا أَوْلَى بِكَ , فَقُلْتُ لَهُ : هُوَ كَمَا تَقُولُ رَحِمَكَ اللَّهُ , وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ يَوْمًا , فَسَأَلْتُهُ الثَّانِيَةَ ، فَقَالَ : وَيْحَكَ اشْتَغِلْ بِاللَّهِ , فَسَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا إِسْحَاقَ , إِنْ رَأَيْتَ ! ، قَالَ : كَانَ أَبِي مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ , وَكَانَ مِنْ مُلُوكِ خُرَاسَانَ , وَكَانَ مِنَ الْمَيَاسِرِ , وَحُبِّبَ إِلَيْنَا الصَّيْدُ , فَخَرَجْتُ رَاكِبًا فَرَسِي , وَكَلْبِيَ مَعِي , فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ فَثَارَ أَرْنَبٌ أَوْ ثَعْلَبٌ , فَحَرَّكْتُ فَرَسِي , فَسَمِعْتُ نِدَاءً مِنْ وَرَائِي : لَيْسَ لِذَا خُلِقْتَ , وَلا بِذَا أُمِرْتَ , فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً فَلَمْ أَرَ أَحَدًا , فَقُلْتُ : لَعَنَ اللَّهُ إِبْلِيسَ , ثُمَّ حَرَّكْتُ فَرَسِي , فَأَسْمَعُ نِدَاءً أَجْهَرَ مِنْ ذَلِكَ : يَا إِبْرَاهِيمُ , لَيْسَ لِذَا خُلِقْتَ , وَلا بِذَا أُمِرْتَ , فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً فَلا أَرَى أَحَدًا , فَقُلْتُ : لَعَنَ اللَّهُ إِبْلِيسَ , ثُمَّ حَرَّكْتُ فَرَسِي , فَأَسْمَعُ نِدَاءً مِنْ قُرْبُوسِ سَرْجِي : يَا إِبْرَاهِيمُ , مَا لِذَا خُلِقْتَ , وَلا بِذَا أُمِرْتَ , فَوَقَفْتُ ، فَقُلْتُ : أَنَبْهتُ , أَنَبْهتُ , جَاءَنِي نَذِيرٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ , وَاللَّهِ لا عَصَيْتُ اللَّهَ بَعْدَ يَوْمِي ذَا , مَا عَصَمَنِي رَبِّي , فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي فَخَلَّيْتُ عَنْ فَرَسِي ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رُعَاةٍ لأَبِي , فَأَخَذْتُ مِنْهُمْ جُبَّةً ، وَكِسَاءً , وَأَلْقَيْتُ ثِيَابِي إِلَيْهِ , ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى الْعِرَاقِ , أَرْضٌ تَرْفَعُنِي , وَأَرْضٌ تَضَعُنِي , حَتَّى وَصَلْتُ إِلَى الْعِرَاقِ , فَعَمِلْتُ بِهَا أَيَّامًا , فَلَمْ يَصْفُ لِي مِنْهَا شَيْءٌ مِنَ الْحَلالِ , فَسَأَلْتُ بَعْضَ الْمَشَايخِ عَنِ الْحَلالِ , فَقَالُوا لِي : إِذَا أَرَدْتَ الْحَلالَ فَعَلَيْكَ بِبِلادِ الشَّامِ , فَصِرْتُ إِلَى بِلادِ الشَّامِ , فَصِرْتُ إِلَى مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا : الْمَنْصُورَةُ وَهِيَ الْمِصِّيصَةُ ، فَعَمِلْتُ بِهَا أَيَّامًا , فَلَمْ يَصْفُ لِي شَيْءٌ مِنَ الْحَلالِ , فَسَأَلْتُ بَعْضَ الْمَشَايخِ ، فَقَالُوا لِي : إِنْ أَرَدْتَ الْحَلالَ الصَّافِيَ فَعَلَيْكَ بِطَرَسُوسَ , فَإِنَّ فِيهَا الْمُبَاحَاتِ وَالْعَمَلَ الْكَثِيرَ , فَتَوَجَّهْتُ إِلَى طَرَسُوسَ , فَعَمِلْتُ بِهَا أَيَّامًا أَنْظُرُ الْبَسَاتِينَ , وَأَحْصِدُ الْحَصَادَ , فَبَيْنَا أَنَا قَاعِدٌ عَلَى بَابِ الْبَحْرِ إِذْ جَاءَنِي رَجُلٌ فَرَآنِي أَنْظُرَ لَهُ بُسْتَانَهُ , فَكُنْتُ فِي بَسَاتِينَ كَثِيرَةٍ , فَإِذَا أَنَا بِخَادِمٍ قَدْ أَقْبَلَ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ , فَقَعَدَ فِي مَجْلِسِهِ ، ثُمَّ صَاحَ : يَا نَاظُورُ , فَقُلْتُ : هُوَ ذَا أَنَا , قَالَ : اذْهَبْ فَأْتِنَا بِأَكْبَرِ رُمَّانٍ تَقْدِرُ عَلَيْهِ وَأَطْيَبِهِ , فَذَهَبْتُ فَأَتَيْتُهُ بِأَكْبَرِ رُمَّانٍ , فَأَخَذَ الْخَادِمُ رُمَّانَةً فَكَسَرَهَا ، فَوَجَدَهَا حَامِضَةً , فَقَالَ لِي : يَا نَاظُورُ أَنْتَ فِي بُسْتَانِنَا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا تَأْكُلُ فَاكِهَتِنَا , وَتَأْكُلُ رُمَّانَنَا لا تَعْرِفُ الْحُلْوَ مِنَ الْحَامِضِ ؟ ! قَالَ إِبْرَاهِيمُ : قُلْتُ : وَاللَّهِ مَا أَكَلْتُ مِنْ فَاكِهَتِكُمْ شَيْئًا , وَمَا أَعْرِفُ الْحُلْوَ مِنَ الْحَامِضِ , فَأَشَارَ الْخَادِمُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : أَمَا تَسْمَعُونَ كَلامَ هَذَا ؟ ! ثُمَّ قَالَ : أَتُرَاكَ لَوْ أَنَّكَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ ، مَا زَادَ عَلَى هَذَا , فَانْصَرَفَ , فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ ذَكَرَ صِفَتِي فِي الْمَسْجِدِ , فَعَرَفَنِي بَعْضُ النَّاسِ , فَجَاءَ الْخَادِمُ وَمَعَهُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَدْ أَقْبَلَ مَعَ أَصْحَابِهِ اخْتَفَيْتُ خَلْفَ الشَّجَرِ , وَالنَّاسُ دَاخِلُونَ , فَاخْتَلَطْتُ مَعَهُمْ وَهُمْ دَاخِلُونَ وَأَنَا هَارِبٌ ، فَهَذَا كَانَ أَوَائِلَ أَمْرِي وَخُرُوجِي مِنْ طَرَسُوسَ إِلَى بِلادِ الرِّمَالِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.