الفضيل بن عياض


تفسير

رقم الحديث : 11792

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلابِيُّ , ثنا أَبُو عُمَرَ الْحَرَمِيُّ النَّحْوِيُّ ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ , قَالَ : " حَجَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَأَتَانِي فَخَرَجْتُ مُسْرِعًا ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ أَتَيْتُكَ , فَقَالَ : وَيْحَكَ قَدْ حَاكَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ فَانْظُرْ لِي رَجُلا أَسْأَلُهُ ، فَقُلْتُ : هَاهُنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ, فَقَالَ : امْضِ بِنَا إِلَيْهِ ، فَأَتَيْنَاهُ فَقَرَعْنَا الْبَابَ ، فَقَالَ : مَنْ ذَا ؟ قُلْتُ : أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَخَرَجَ مُسْرِعًا, فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ أَتَيْتُكَ , فَقَالَ : خُذْ لِمَا جِئْنَاكَ لَهُ رَحِمَكَ اللَّهُ ، فَحَدَّثَهُ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : عَلَيْكَ دَيْنٌ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ! قَالَ : أَبَا عَبَّاسٍ اقْضِ دَيْنَهُ ، فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ : مَا أَغْنَى عَنِّي صَاحِبُكَ شَيْئًا ، انْظُرْ لِي رَجُلا أَسْأَلُهُ ، قُلْتُ : هَاهُنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ ، قَالَ : امْضِ بِنَا إِلَيْهِ ، فَأَتَيْنَاهُ فَقَرَعْنَا الْبَابَ فَخَرَجَ مُسْرِعًا, فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قُلْتُ : أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ أَتَيْتُكَ , فَقَالَ : خُذْ لِمَا جِئْنَاكَ لَهُ ، فَحَادَثَهُ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : عَلَيْكَ دَيْنٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ, قَالَ : أَبَا عَبَّاسٍ اقْضِ دَيْنَهُ ، فَلَمَّا خَرَجْنَا ، قَالَ : مَا أَغْنَى عَنِّي صَاحِبُكَ شَيْئًا , انْظُرْ لِي رَجُلا أَسْأَلُهُ ، قُلْتُ : هَاهُنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، قَالَ : امْضِ بِنَا إِلَيْهِ , فَأَتَيْنَاهُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يصَلَّى يَتْلُو آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ يُرَدِّدُهَا , فَقَالَ : أَقْرَعِ الْبَابَ ، فَقَرَعْتُ الْبَابَ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قُلْتُ : أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, فَقَالَ : مَالِي وَلأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، أَمَا عَلَيْكَ طَاعَةٌ ؟ أَلَيْسَ قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ بَذْلُ نَفْسِهِ " ، فَنَزَلَ فَفَتَحَ الْبَابَ ، ثُمَّ ارْتَقَى إِلَى الْغُرْفَةِ فَأَطْفَأَ السَّرَّاجَ ، ثُمَّ الْتَجَأَ إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا الْبَيْتِ ، فَدَخَلْنَا فَجَعَلْنَا نَجُولُ بِأَيْدِينَا ، فَسَبَقَتْ كَفُّ هَارُونَ قَبْلِي إِلَيْهِ , فَقَالَ : يَا لَهَا مِنْ كَفٍّ ، مَا أَلْيَنَهَا إِنْ نَجَتْ غَدًا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لَيُكَلِّمَنَّهُ اللَّيْلَةَ بِكَلامٍ مِنْ تُقَى قَلْبٍ تَقِيٍّ ، فَقَالَ لَهُ : خُذْ لِمَا جِئْنَاكَ لَهُ رَحِمَكَ اللَّهُ ، فَقَالَ : إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَمَّا وَلِيَ الْخِلافَةَ ، دَعَا سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ , وَرَجَاءَ بْنَ حَيْوَةَ , فَقَالَ لَهُمْ : إِنِّي قَدِ ابْتُلِيتُ بِهَذَا الْبَلاءِ فَأَشِيرُوا عَلَيَّ ، فَعَدَّ الْخِلافَةَ بَلاءً وَعَدَدْتَهَا أَنْتَ وَأَصْحَابَكَ نِعْمَةً , فَقَالَ لَهُ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : إِنْ أَرَدْتَ النَّجَاةَ مِنَ اللَّهِ فَصُمِ الدُّنْيَا وَلْيَكُنْ إِفْطَارُكَ مِنْهَا الْمَوْتَ , وَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ : إِنْ أَرَدْتَ النَّجَاةَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ فَلْيَكُنْ كَبِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَكَ أَبًا ، وَأَوْسَطُهُمْ عِنْدَكَ أَخًا ، وَأَصْغَرُهُمْ عِنْدَكَ وَلَدًا ، فَوَقِّرْ أَبَاكَ وَأَكْرِمْ أَخَاكَ وَتَحَنَّنْ عَلَى وَلَدِكَ , وَقَالَ لَهُ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ : إِنْ أَرَدْتَ النَّجَاةَ غَدًا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ فَأَحِبَّ لِلْمُسْلِمِينَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ ، وَاكْرَهْ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ , ثُمَّ مُتْ إِذَا شِئْتَ , وَإِنِّي أَقُولُ لَكَ فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ أَشَدَّ الْخَوْفِ يَوْمًا تَزَلُ فِيهِ الأَقْدَامُ ، فَهَلْ مَعَكَ رَحِمَكَ اللَّهُ مِثْلُ هَذَا ؟ أَوْ مِنْ يُشِيرُ عَلَيْكَ بِمِثْلِ هَذَا ! فَبَكَى هَارُونُ بُكَاءً شَدِيدًا حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ لَهُ : ارْفُقْ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ الرَّبِيعِ تَقْتُلُهُ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ , وَأَرْفُقُ بِهِ أَنَا ، ثُمَّ أَفَاقَ , فَقَالَ لَهُ : زِدْنِي رَحِمَكَ اللَّهُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَلَغَنِي أَنَّ عَامِلا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ شُكِيَ إِلَيْهِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ : يَا أَخِي ، أُذَكِّرَكَ طُولَ سَهِرِ أَهْلِ النَّارِ مَعَ خُلُودِ الأَبَدِ ، وَإِيَّاكَ أَنْ يَنْصَرِفَ بِكَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَيَكُونُ أَخِرَ الْعَهْدِ وَانْقِطَاعَ الرَّجَاءِ , قَالَ : فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ ، طَوَى الْبِلادَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَقَالَ لَهُ : مَا أَقْدَمَكَ ؟ قَالَ : خَلَعْتَ قَلْبِي بِكِتَابِكَ لا أَعُودُ إِلَى وِلايَةٍ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ , قَالَ : فَبَكَى هَارُونُ بُكَاءً شَدِيدًا .

الرواه :

الأسم الرتبة
الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ

ثقة إمام ثبت مأمون

أَبُو عُمَرَ الْحَرَمِيُّ النَّحْوِيُّ

صدوق حسن الحديث

مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلابِيُّ

يضع الحديث

سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ

حافظ ثبت

Whoops, looks like something went wrong.