ثُمَّ قَالَ وَكِيعٌ : " لَوْ أَنَّ رَجُلا بَلَغَ فِي تَرْكِ الدُّنْيَا مِثْلَ سَلْمَانَ وَأَبِي ذَرٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ مَا قُلْنَا لَهُ زَاهِدًا , لأَنَّ الزُّهْدَ لا يَكُونُ إِلا عَلَى تَرْكِ الْحَلالِ الْمَحْضِ ، وَالْحَلالُ الْمَحْضُ لا نَعْرِفُهُ الْيَوْمَ , فَالدُّنْيَا عِنْدَنَا حَلالٌ وَحَرَامٌ وَشُبُهَاتٌ ، فَالْحَلالُ حِسَابٌ ، وَالْحَرَامُ عَذَابٌ ، وَالشُّبُهَاتُ عِتَابٌ ، فَأَنْزِلِ الدُّنْيَا بِمَنْزِلِ الْمَيْتَةِ خُذْ مِنْهَا مَا يُقِيمُكَ فَإِنْ كَانَتْ حَلالا كُنْتَ قَدْ زَهِدْتَ فِيهَا , وَإِنْ كَانَتْ حَرَامًا كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ مِنْهَا مَا يُقِيمُكَ ، لأَنَّهُ لا يَحِلُّ لَكَ مِنَ الْمَيْتَةِ إِلا قَدْرُ مَا يُقِيمُكَ , وَإِنْ كَانَتْ شُبُهَاتٍ كَانَ فِيهَا عِتَابٌ يَسِيرٌ " .