الامام الشافعي


تفسير

رقم الحديث : 13569

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ غُنْدَرٌ ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ الْمَخْزُومِيُّ الْكُوفِيُّ ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ صَاحِبُ هَارُونَ الرَّشِيدِ ، قَالَ : دَخَلْتُ الرشيد عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ صِيَارَةُ سُيوفٍ وَأَنْوَاعٌ مِنَ الْعَذَابِ ، فَقَالَ لِي : يَا فَضْلُ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : عَلَيَّ بِهَذَا الْحِجَازِيِّ ، يَعْنِي الشَّافِعِيَّ ، فَقُلْتُ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، ذَهَبَ هَذَا الرَّجُلُ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ الشَّافِعِيَّ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : " أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ " ، فَصَلَّى ثُمَّ رَكِبَ بَغْلَةً كَانَتْ لَهُ ، فَصِرْنَا مَعًا إِلَى دَارِ الرَّشِيدِ ، فَلَمَّا دَخَلْنَا الدِّهْلِيزَ الأَوَّلَ حَرَّكَ الشَّافِعِيُّ شَفَتَيْهِ ، فَلَمَّا دَخَلْنَا الدِّهْلِيزَ الثَّانِي حَرَّكَ شَفَتَيْهِ ، فَلَمَّا وَصَلْنَا بِحَضْرَةِ الرَّشِيدِ ، قَامَ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ كَالْمُسْتَرِيبِ لَهُ ، فَأَجْلَسَهُ مَوْضِعَهُ وَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ ، وَخَاصَّةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ إِلَى مَا أَعَدَّ لَهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ ، وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَتَحَدَّثُوا طَوِيلا ثُمَّ أَذِنَ لَهُ بِالانْصِرَافِ ، فَقَالَ لِي : يَا فَضْلُ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : احْمِلْ بَيْنَ يَدَيْهِ بَدْرَةً ، فَحَمَلْتُ ، فَلَمَّا سِرْنَا إِلَى الدِّهْلِيزِ الأَوَّلِ ، قُلْتُ : سَأَلْتُكَ بِالَّذِي صَيَّرَ غَضَبَهُ عَلَيْكَ رِضًا إِلا مَا عَرَّفْتَنِي ، مَا قُلْتَ فِي وَجْهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى رَضِيَ ؟ فَقَالَ لِي : " يَا فَضْلُ " ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ أَيُّهَا السَّيِّدُ الْفَقِيهُ ، قَالَ : " خُذْ مِنِّي وَاحْفَظْ عَنِّي : شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ سورة آل عمران آية 18 ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِنُورِ قُدْسِكَ ، وَبِبَرَكَةِ طَهَارَتِكَ ، وَبِعَظَمَةِ جَلالِكَ مِنْ كُلِّ عَاهَةٍ وَآفَةٍ وَطَارِقِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ، إِلا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ مِنْكَ يَا رَحْمَنُ ، اللَّهُمَّ بِكَ مَلاذِي قَبْلَ أَنْ أَلُوذَ ، وَبِكَ غِيَاثِي قَبْلَ أَنْ أَغُوثَ ، يَا مَنْ ذَلَّتْ لَهُ رِقَابُ الْفَرَاعِنَةِ ، وَخَضَعَتْ لَهُ مَغَالِيظُ الْجَبَابِرَةِ ، ذِكْرُكَ شِعَارِي ، وَثَنَاؤُكَ دِثَارِي ، أَنَا فِي حِرْزِكَ لَيْلِي وَنَهَارِي ، وَنَوْمِي وَقَرَارِي ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، اضْرِبْ عَلَيَّ سُرَادِقَاتِ حِفْظِكَ ، وَقِنِي وَأَغْنِنِي بِخَيْرٍ مِنْكَ يَا رَحْمَنُ " ، قَالَ الْفَضْلُ : فَكَتَبْتُهَا فِي شَرِكَةِ قِبَائِي ، وَكَانَ الرَّشِيدُ كَثِيرَ الْغَضَبِ عَلِيَّ ، فَكَانَ كُلَّمَا هَمَّ أَنْ يَغْضَبَ أُحَرِّكُهُمَا فِي وَجْهِهِ فَيَرْضَى ، فَهَذَا مَا أَدْرَكْتُ مِنْ بَرَكَةِ الشَّافِعِيِّ .

الرواه :

الأسم الرتبة